ليس ليفربول ولا مانشستر سيتي.. سيد إنجلترا الأكثر صمودًا هو كريستال بالاس والصفقة الفاشلة أحد الأسرار!

السبب الرئيسي وراء هذه الثورة يحمل اسمًا واحدًا: أوليفر جلاسنر، ففي تناقض صارخ مع وضع الفريق في نفس هذه الفترة من الموسم الماضي حين كان يكافح في وسط الترتيب، حوّل المدرب النمساوي كريستال بالاس إلى وحدة تكتيكية منظمة ومرعبة.

السلسلة الحالية المكونة من 18 مباراة بلا هزيمة بدأت مع وصوله، حيث منح الفريق هوية واضحة تعتمد على صلابة دفاعية خانقة، وقدرة فتاكة على تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة. 

لقد امتصوا ضغط ليفربول الهائل، ثم لدغوه في اللحظات الحاسمة، وهو تكتيك أثبت أنه السلاح المثالي لإسقاط الكبار. 

لكن سر الصلابة الحقيقي يكمن في اللاعب الذي كان من المفترض أن يرحل: القائد مارك جيهي، فبعد أن تعثر انتقاله إلى ليفربول في آخر لحظات سوق الانتقالات، عاد جيهي ليقدم أداءً أسطوريًا ضد الفريق الذي أراده، حيث نجح في شل حركة محمد صلاح وقاد دفاعه ببراعة.

المفارقة أن الهشاشة الدفاعية التي عانى منها ليفربول في المباراة، والتي ظهرت في أداء إبراهيما كوناتي، هي بالضبط ما كانوا يحاولون علاجه بضم جيهي، ليعود اللاعب نفسه ويستغل هذه الثغرة لمعاقبتهم.

بقاء جيهي لم يكن مجرد الحفاظ على لاعب، بل كان الحفاظ على قلب وروح الفريق، وتحول فشل الصفقة إلى أعظم نجاح لكريستال بالاس هذا الموسم. 

هذا الصمود لم يضع كريستال بالاس في وصافة الدوري فحسب، بل وضعه على أعتاب كتابة التاريخ، فالفريق عادل للتو رقمًا قياسيًا للنادي صمد 56 عامًا، منذ عام 1969، بعدم الخسارة في 18 مباراة متتالية. 

هذا الإنجاز التاريخي يعني أن المباراة القادمة ستكون فرصة ذهبية لجيهي ورفاقه ليس فقط لمواصلة المنافسة في القمة، بل لتحطيم رقم أسطوري سيجعل هذا الجيل من اللاعبين خالدًا في ذاكرة جماهير النادي، ويحولهم من مجرد فريق جيد إلى تاريخي. 

بيت القصيد هو أن ما يحدث في كريستال بالاس ليس مجرد قصة خيالية أو ضربة حظ، إنه نتيجة مثالية لتلاقي العقل التكتيكي للمدرب جلاسنر مع الروح القتالية للاعبين، لكن الشرارة التي أشعلت كل هذا كانت الصفقة الفاشلة لليفربول.

لقد أثبتت قصة مارك جيهي أن كرة القدم أحيانًا تكتب سيناريوهات أكثر درامية من أي فيلم أو مسرحية فاللاعب الذي رآه ليفربول حلاً لمشاكله، أصبح هو المشكلة الأكبر التي أسقطتهم، والصفقة التي لم تتم لم تنقذ انطلاقة موسم كريستال بالاس فحسب، بل صنعت منه أسطورة جديدة.