Vinicius Yamal Ai generated gfxGoal AR

لامبالاة يامال تمسح دموع فينيسيوس.. عندما تفشل العنصرية في تحقيق هدفها!

في معركة كرة القدم المستمرة ضد العنصرية، شاهدنا دموع نجوم بحجم فينيسيوس جونيور تسيل أمام العالم، وهي دموع تُمثل انتصارًا مؤقتًا للكراهية، لأنها الدليل على أن الإساءة قد أصابت هدفها وآلمت ضحيتها.

لكن من قلب جيل جديد، يظهر شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة، لامين يامال، ليقدم استراتيجية قد تكون البلسم لتلك الدموع، إنه لا يواجه الصراخ بالصراخ، بل بالصمت المدروس واللامبالاة القاتلة التي تجعل العنصرية تفشل في تحقيق غايتها الأسمى: التأثير.

  • Lamine YamalGetty

    عقلية يامال: حين تصبح العنصرية مجرد "ضجيج"

    عندما سُئل يامال عن كيفية تعامله مع الإساءات العنصرية جاء رده بسيطًا وصادمًا في آن واحد، لقد وصف الأمر بـ"الغباء"، مضيفًا "من يريد أن يقول شيئًا فليقله، هذا أحمر وهذا أزرق، وماذا في ذلك؟".

    هذه ليست سذاجة شاب صغير، بل هي استراتيجية ذهنية متقدمة، يامال، بكلماته تلك، يقوم بعملية إعادة تعريف للإساءة العنصرية، هو لا ينفي وجودها، ولكنه ينزع عنها معناها وقوتها. 

    فبدلًا من أن يراها هجومًا شخصيًا، يتعامل معها كأنها حقيقة بديهية لا تستدعي رد فعل، تمامًا كمن يخبره أن السماء زرقاء، هذا التجاهل المتعمد يجرّد المعتدي من أهم أسلحته، ويحول هتافه المليء بالكراهية إلى مجرد ضجيج في الخلفية.

  • إعلان
  • Rayo Vallecano de Madrid v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    الصلابة الذهنية: درع جيل "السوشيال ميديا"

    يطرح موقف يامال سؤالًا أعمق: هل نحن أمام سمة جديدة لجيل نشأ في عصر الهجوم الرقمي المستمر؟ جيل تعلّم مبكرًا أن الاشتباك مع كل تعليق سلبي هو معركة خاسرة تستنزف الطاقة.

    يرى محللون نفسيون رياضيون أن مثل ما يظهره يامال هو صلابة ذهنية استثنائية، إنه درع فولاذي يمنع السهام السامة من اختراق روحه، فبينما تسببت الإساءات في جروح نفسية أدت إلى دموع فينيسيوس، يبدو أن يامال قد بنى حصانة تمنع تكوّن هذه الجروح من الأساس، إنها آلية دفاع استباقية، لا تداوي الجرح، بل تمنع وقوعه.

  • mbappe viniciusGetty Images

    مقارنة الاستراتيجيات: ثمن الدموع وقوة التجاهل

    لفهم كيف "تمسح" لامبالاة يامال دموع فينيسيوس، يجب أن نقارن بين أثر الاستراتيجيتين:

    فينيسيوس جونيور (المواجهة المباشرة): اختار فينيسيوس طريق المواجهة الكاملة، دموعه كانت صرخة عالمية فضحت التقاعس المؤسسي وأجبرت العالم على الالتفات، معركته ضرورية لتغيير القوانين والأنظمة، لكن ثمنها كان باهظًا على المستوى الشخصي، لقد تحمّل عبئًا نفسيًا هائلًا، وظهر ألمه للعلن، وهذا بالضبط ما يريده العنصريون: أن يروا ضحيتهم تتألم.

    لامين يامال (نزع السلاح باللامبالاة): يقدم يامال مسارًا موازيًا، استراتيجيته لا تهدف إلى تغيير النظام من الخارج، بل إلى حماية الذات من الداخل، هو يدرك أن رد الفعل العاطفي (الغضب أو الحزن) هو وقود الكراهية الذي يتغذى عليه المعتدي، وبسحب هذا الوقود، تنطفئ نار الهجوم وتفقد معناها، إنه يحرم العنصري من لذة الانتصار برؤية أثر إساءته.

  •  vinicius yamalGetty Images

    بيت القصيد

    وهنا نصل إلى جوهر الحكاية، دموع فينيسيوس على نبلها وأهميتها في المعركة العامة، هي في جوهرها رمز لنجاح الهجوم العنصري على المستوى الفردي؛ لقد وصل الأذى إلى قلب اللاعب وروحه.

    أما لامبالاة يامال، فهي تمسح هذه الدموع رمزيًا لأنها تمنع سببها الأصلي، إنها استراتيجية تجعل الهجوم عقيمًا وفاشلًا منذ البداية، كيف يمكن أن تتألم من كلمات تعتبرها مجرد "غباء" لا معنى له؟ كيف تبكي من إهانة تراها تافهة كمن يخبرك بلون قميصك؟

    إذًا، مسح الدموع هنا لا يعني التقليل من شأن معركة فينيسيوس، بل يعني تقديم سلاح نفسي للاعبين لحماية أنفسهم من الداخل، لكي لا يذرفوا تلك الدموع أصلًا.

    إنها دعوة لبناء حصن داخلي منيع، بينما تستمر المعركة في الخارج لتغيير العالم، فلكي ننتصر في الحرب ضد العنصرية، نحتاج إلى المقاتلين الذين يهدمون جدران الكراهية من الخارج كفينيسيوس، ونحتاج أيضًا إلى الحكماء الذين يبنون دروعًا نفسية فولاذية من الداخل كيامال.