FBL-SPAIN-BARCELONA-LAPORTAAFP

لابورتا مصر على التفاؤل.. انهيار "خطة ميامي" يزيد أوجاع برشلونة الاقتصادية!

تلقى نادي برشلونة الإسباني ضربة مالية جديدة بعد إعلان إلغاء مباراة الفريق أمام فياريال، التي كان من المقرر إقامتها في مدينة ميامي الأمريكية ضمن مشروع "خطة ميامي"، والتي كانت تهدف إلى تعزيز حضور الليجا الإسبانية في السوق الأمريكية وزيادة العوائد الاقتصادية للأندية المشاركة، وعلى رأسها النادي الكتالوني.

ورغم أن القرار جاء بصفة رسمية من رابطة الدوري الإسباني (لا ليغا) وشركة Relevent Sports المنظمة للمشروع، فإن تبعاته المالية ستكون واضحة على ميزانية برشلونة، الذي يمر أصلًا بمرحلة حرجة من الناحية الاقتصادية. 

وأكدت صحيفة "آس" الإسبانية أن النادي كان يعول على هذه المباراة كفرصة ذهبية لتعويض جزء من الإيرادات المفقودة بسبب غياب الجماهير عن ملعب يوهان كرويف خلال بعض مباريات الموسم.

  • فرصة ضائعة

    وخلال اجتماع الجمعية العمومية للأعضاء الذي عقده النادي يوم الأحد الماضي، كشف جوان لابورتا، رئيس برشلونة، عن أهمية هذه المباراة من الناحية الاقتصادية للنادي، موضحًا أن "اللقاء في ميامي كان سيوفر للنادي إيرادات استثنائية توازي أو تتجاوز ما فقدناه في مواجهاتنا المحلية على ملعب يوهان كرويف أمام فالنسيا وخيتافي".

    وأضاف لابورتا حينها، قبل الإعلان عن الإلغاء: "نحن لا نعرف بعد حجم الإيرادات الدقيقة من مباراة ميامي، لأن رابطة الدوري الإسباني لم تزودنا بكل التفاصيل، لكن المؤكد أننا كنا سنستفيد ماليًا بشكل كبير، فالإيرادات المتوقعة من هذه المواجهة كانت ستكون أعلى بكثير من تلك التي نحصل عليها عندما نلعب أمام فياريال في ملعبهم، حيث لا نحقق أي أرباح تذكر. السوق الأمريكية مهمة جدًا بالنسبة لنا، وجميع الأندية ستستفيد من هذا المشروع، لكننا كنا سنكون المستفيد الأكبر لأننا الطرف المشارك في اللقاء".

  • إعلان
  • FBL-ESP-BARCELONAAFP

    ضربة مؤثرة

    وتشير تقديرات النادي، وفقًا للمصادر نفسها، إلى أن الإيرادات المنتظرة من إقامة المباراة في الولايات المتحدة كانت تتراوح بين خمسة وستة ملايين يورو، وهو مبلغ كان من شأنه تخفيف جزء من الأعباء المالية التي يعانيها برشلونة في ظل التزامات مالية ضخمة، من بينها ديون متراكمة تتجاوز المليار يورو ومصاريف تشغيلية مرتفعة مرتبطة بمشروع تجديد ملعب "سبوتيفاي كامب نو".

    لكن قرار إلغاء اللقاء تسبب في ضياع هذه الفرصة، وهو ما وصفه بعض أعضاء الجمعية العمومية بأنه "ضربة صغيرة ولكن مؤثرة" في مسار النادي الاقتصادي.

  • دهشة برشلونة واستياء فياريال

    وذكرت صحيفة "آس" أن برشلونة شعر بالدهشة من إعلان شركة Relevent ورابطة الدوري الإسباني إلغاء المباراة بشكل مفاجئ، خصوصًا وأن النادي كان قد أعدّ خططًا تسويقية موسعة لتلك المواجهة، بما في ذلك حملات دعائية في السوق الأمريكية وصفقات رعاية كانت قيد التفاوض.

    وعلى الرغم من خسارته المالية، لم يتخذ برشلونة موقفًا تصعيديًا تجاه القرار بعكس نادي فياريال، الذي أبدى "استياءً مطلقًا" من رابطة الدوري بسبب الجهود الكبيرة التي بذلها من أجل التحضير للحدث، بما في ذلك التنسيق مع جماهيره والسفارة الإسبانية في الولايات المتحدة. وفضل لابورتا – وفق ما نقل المصدر المذكور آنفًا – تبني لهجة دبلوماسية، حيث أكد أن "النادي يحترم قرار الرابطة رغم أنه مؤسف"، مضيفًا أن "الفرصة التي ضاعت كانت لتعود بالفائدة على الجميع، وليس فقط على برشلونة".

    وكانت خطة ميامي جزءًا من مبادرة أوسع أطلقتها رابطة الدوري الإسباني لتسويق المسابقة في الأسواق الدولية، على غرار ما يقوم به الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأمريكي.

    وهدفت الخطة إلى تنظيم مباراة رسمية من الدوري الإسباني في الولايات المتحدة لجذب جماهير جديدة وزيادة عوائد البث التلفزيوني والإعلانات التجارية في القارة الأمريكية.

    لكن المشروع واجه اعتراضات متكررة منذ انطلاق فكرته عام 2018، إذ عارضت جهات رياضية مرموقة إقامة مباريات رسمية خارج الأراضي الإسبانية، معتبرين أن ذلك "يخل بمبدأ تكافؤ الفرص" بين الفرق المتنافسة، فضلًا عن التعقيدات القانونية المتعلقة بتراخيص البث وتنظيم الفعاليات الدولية.

    وفي ظل هذه العقبات، حاول لابورتا إقناع الجهات المعنية بالموافقة على الخطة عبر التأكيد على المكاسب الاقتصادية المشتركة لجميع الأطراف، إلا أن القرار النهائي جاء مغايرًا لتطلعاته. ومع أن خسارة خمسة أو ستة ملايين يورو قد لا تبدو ضخمة مقارنة بحجم ديون النادي، فإنها تمثل رمزًا جديدًا لفشل النادي في تنويع مصادر دخله خلال المرحلة الانتقالية التي يعيشها منذ رحيل ليونيل ميسي وتجدد المشروع الرياضي مع هانزي فليك على مقاعد التدريب.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-ESP-BARCELONAAFP

    إصرار على التفاؤل

    ورغم خيبة الأمل، أصرّ لابورتا في ختام كلمته أمام المساهمين على التفاؤل، قائلاً: "نحن اليوم أفضل حالًا بكثير مما كنا عليه قبل أربع سنوات. صحيح أن هناك قرارات يمكن تحسينها، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح. برشلونة يتعافى اقتصاديًا، وإن كان الطريق لا يزال طويلاً".

    ومع استمرار الأزمات المالية وتأجيل افتتاح ملعب كامب نو الجديد، تبقى إيرادات برشلونة تحت ضغط كبير، فيما يأمل النادي في أن تسهم المشاركة في دوري الأبطال والنجاحات الرياضية في التخفيف من وطأة الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

0