كرة القدم لا تزال بحاجة ميسي!.. إنتر ميامى فى مهمة صعبة لإطالة مسيرة النجم الأرجنتيني

باع فريق إنتر ميامي تذاكر كل مبارياته ذهابًا وإيابًا لموسم الدوري الأمريكي الحالى مبكرًا للغاية على الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر فى أماكن معينة بالملعب عن الموسم الماضي، ووفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" وصلت قيمة فريق إنتر ميامى الآن إلى أكثر من مليار دولار، وارتفعت بمقدار 400 مليون دولار منذ وصول ميسي للفريق الصيف الماضي، وزاد أيضًا عدد مشاهدى بطولة الدوري الأمريكي.

لقد تسبب انضمام ميسي، إلى إنتر ميامى فى جذب العديد من النجوم العالمية من رياضات أخرى مثل ليبرون جيمس ونوفاك ديوكوفيتش لرؤية الساحر الأرجنتيني وهو يلعب، إلى جانب الممثلين العالميين ليوناردو دي كابريو وكيم كارداشيان وهالي بيري وسيلينا جوميز.

ورغم محاولات ميسي، إسعاد المشجعين الذين أنفقوا أموالًا ضخمة لمشاهدته ولكن الكثير من الجمهور لا يزال لديهم توقعات غير واقعية من النجم الأرجنتيني.

ومع لعب إنتر ميامى فى الدورى الأمريكى والرغبة فى التتويج بلقبه سيدافع أيضًا عن لقب كأس الدوريات الذي فاز به العام الماضي بفضل تألق ميسي، وسينافسون أيضًا في بطولة كأس الولايات المتحدة المفتوحة وكأس أبطال الكونكاكاف، ويسعى فريق تاتا مارتينو، للفوز بجميع هذه البطولات لكنه سينتهز أي فرصة لإراحة ميسي حتى يكون متاحًا في أهم المباريات، بغض النظر عن أي رد فعل عنيف محتمل من الجمهور.

استعد فريق إنتر ميامى للموسم الجديد من خلال قيامه بجولة تحضيرية فى آسيا مكونة من أربع مباريات خلال شهري يناير وفبراير، وكان نجمها ميسي، ولكن لسوء الحظ تعرض النجم الأرجنتيني لإصابة عضلية وشارك في أول مباراتين ضد الهلال والنصر، ولم يشارك بعد ذلك فى مواجهة فريق هونج كونج الذى اعترض بشدة وأثار جدلًا كبيرًا.

وحاول ديفيد بيكهام، الذى لعب دورًا رئيسيًا في ضم ميسي، إلى إنتر ميامى استرضاء الجمهور البالغ عدده 40 ألفًا من خلال شكرهم لكنه تعرض لصيحات الاستهجان، وطالبت حكومة هونج كونج لاحقًا بتوضيح من المنظمين عن سبب عدم لعب ميسي.

وشهدت مباراة هونج كونج غياب لويس سواريز، أيضًا بسبب الإصابة وقال مارتينو، :"تم اتخاذ هذا القرار بالتعاون مع الطاقم الطبي نعتذر ولكن إذا أتيحت لنا الفرصة لجعلهم يلعبون مباراة واحدة كان سيتسبب ذلك فى مخاطر جسيمة".

وشارك ميسي، في آخر 30 دقيقة من مباراة ميامي الأخيرة في الجولة ضد فيسيل كوبي، لكن ذلك لم يؤدي إلا إلى إثارة المزيد من الجدل، ووفقًا لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية إن الشكوك زادت حول نزاهة إنتر ميامي وميسي نفسه، حيث أعلن المنظمون عن استرداد 50٪؜ من المبالغ المدفوعة للجماهير التي حضرت مباراة هونج كونج.

وقام ميامي بحماية نجومه الثمينة بدلاً من تعريض فرصة بدايتهم للموسم الجديد للخطر وهذه القرارت يمكن أن تؤدى إلى إطالة مسيرة ميسي وسواريز فى الملاعب.

أتى نهج فريق إنتر ميامي بثماره، حيث تألق ميسي، في بداية موسم الدوري الأمريكي وقاد فريقه إلى تصدر مجموعته ولكنه غاب عن آخر أربع مباريات في الدوري بسبب مشاكل العضلات المستمرة.

وتم استبعاد ميسي، من المباراتين الوديتين للأرجنتين في مارس الماضي ضد السلفادور وكوستاريكا، بسبب الإصابة وقال مارتينو قبل استبعاد ميسي: "يجب التعامل مع إصابته أسبوعًا بعد أسبوع، سنقوم بتقييمها وهدفنا هو أن يكون متاحًا فى ربع نهائي بطولة الكونكاكاف".

وسيواجه فريق إنتر ميامي نظيره مونتيري في مباراة الذهاب من ربع نهائي كأس أبطال الكونكاكاف يوم الخميس القادم وقد يقود ميسي، تشكيل ميامى.

إن الأسباب الرئيسية التي جعلت ميسي، قادرًا على الفوز بالعديد من الجوائز والبطولات والكرات الذهبية على مدار مسيرته هو اهتمامه بجسده، والتكييف مع طرق اللعب المختلفة حيث تحول من كونه جناح ديناميكي مميز في المراحل الأولى من مسيرته وأصبح أفضل صانع ألعاب.

لقد تعرض ميسي، لبعض الانتقادات بسبب خوفه الزائد على نفسه وبطئه فى المباريات مؤخرًا ولكن هذا مجرد خطة للمحافظة على طاقته للمباريات الهامة.

قال ميسي في مقابلة مع "ESPN" :"هذا ما كنت أبحث عنه عندما اتخذت القرار مع عائلتي، الاستمتاع كما فعلت طوال مسيرتي المهنية، وبعد عامين صعبين في باريس سان جيرمان لحسن الحظ نحن الآن في مكان نشعر فيه بالسعادة ليس فقط بسبب النتائج على أرض الملعب، ولكن بسبب الحياة اليومية مع زوجتي وأطفالي وأسلوب حياتنا نحن نستمتع كثيرًا".

وتحدث ميسي، كثيرًا عن فترته المخيبة والتي استمرت عامين في باريس سان جيرمان، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن معاناته في العاصمة الفرنسية، ولكن لا يمكن وصف خطوة انتقال ميسي لباريس بالفاشلة، حيث توج بألقاب متتالية في الدوري الفرنسي وسجل 32 هدفًا و27 تمريرة حاسمة في 75 مباراة، وقاد بلاده للتتويج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخهم، وحصل على الكرة الذهبية الثامنة له، ولم يتبقى لديه أي شيء لتحقيقه في كرة القدم الأوروبية بعد نهاية موسمه الثاني مع باريس سان جيرمان.

لقد اتخذ ميسي، القرار الصحيح برحيله عن باريس والانتقال إلى الدورى الأمريكي حيث أصبح لديه الآن المزيج المثالي بين كرة القدم والحياة الأسرية، وحرية اللعب بالسرعة التي تناسبه.

وليس هناك شك فى قدرة ميسي، على اللعب بأعلى مستوى في أوروبا وكان أمامه فرصة قوية للعودة إلى برشلونة قبل انتقاله إلى الدوري الأمريكي وارتبط أيضًا بالانتقال إلى مانشستر سيتي وإنتر قبل نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

لكن هدف ميسي الأساسي كان تطويل فترته فى الملاعب والشعور بالراحة، وهو ما يتحقق حاليًا مع فريق إنتر ميامى، الذى انضم إليه بعقد لمدة عامين ونصف مع خيار التمديد لعام إضافي، وبذلك قد يستمر فى الدوري الأمريكي حتى نهاية عام 2026، بعد استضافة كندا والمكسيك والولايات المتحدة لكأس العالم.

وألمح ميسي، إلى أنه كان قريبًا من الاعتزال دوليًا لكن انضمامه إلى إنتر ميامي غيّر كل شيء.

سيكون ليونيل ميسي، على رأس قائمة منتخب الأرجنتين للدفاع عن لقبهم ببطولة كوبا أمريكا، المقرر انطلاقها هذا الصيف فى أمريكا.

ورغم تطور لعبة كرة القدم كثيرًا ولكنها لا تزال بحاجة إلى ميسي وتألقه، ويجب على الجيل القادم أن يكون أكثر قوة وتميزًا للتعير عن أنفسهم كما فعل ميسي، طوال 20 عاماً بدلاً من خلق حجج ومبررات للفشل.

ويجعل ميسي، كل شيء على أرض الملعب يبدو بسيطًا وفي كل مباراة يشارك فيها يقدم لمحة ساحرة تجذب الانتباه ويجب الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة.

حسم ميسي، سابقًا العديد من المباريات بمفرده بفضل تألقه الفردى وكرر نفس الأمر مع فريق إنتر ميامى، وقال مارتينو: "يحافظ النجوم طوال حياتهم المهنية على الطريقة التي يتنافسون بها والرغبة في الفوز وبغض النظر عن المكان الذي يلعبون فيه، وما زلت أرى ميسي مثلما رأيته للمرة الأولى في برشلونة".

إن فريق إنتر ميامي ليس هو الفريق الذي اختاره ميسي للاعتزال فيه، ولكنه يريد إضافة إنجازًا آخر إلى مسيرته المليئة بالبطولات ورفع مستوى المنافسة في أمريكا بمفرده إلى مستويات لم تتكرر من قبل، والأهم من ذلك أنه يريد فقط الاستمتاع بلعب كرة القدم.

ويبذل فريق إنتر ميامي جهودًا كبيرة لخلق بيئة مثالية لميسي، مما يدل على أهميته وقيمته الكبيرة حتى مع ارتفاع عمره.