قمة توتنهام ضد تشيلسي .. حظوظ متناقضة لبوتشيتينو و بوستيكوجلو والنتيجة تحول مسيرتهم!

انضم الثنائي إلى الأندية التي كانت قريبة من الانهيار هذا الصيف، وتولوا قيادة فرقًا مفككة وأداؤها ضعيفًا مع المدربين السابقين.

وكانت أولوياتهم لإصلاح الفريق هو الدعم في الصيف وحتى الأسابيع الأولى من هذا الموسم، واستعادة الوحدة بين الفريق وتعزيز العمل الجماعي ويبدو أن كلاهما نجحا في تحقيق ذلك.

وقال بوتشيتينو، مدرب تشيلسي: "عندما يكون لديك فريق غير مستقر، يكون الأمر دائمًا صعبًا وتخسر الوقت ثم تحتاج إلى وقت لاستعادة الوقت الذي خسرته، هذا هو الوضع الذي نحن فيه ربما يكون أدائنا جيدًا ولكنك بحاجة إلى شيء إضافي وهو أمر عقلي إنها طاقة أن نكون جميعًا معًا، وليس أن يكون لدينا أجندات مختلفة في الفريق نحن بحاجة إلى وقت لبناء هذا العمل الجماعي الذي تحتاجه عندما تتنافس على هذا المستوى".

وعن الوحدة في توتنهام، قال قائد النادي سون هيونج مين: "كوننا جزءًا من العائلة في غرفة تغيير الملابس الجميع يعملون من أجل بعضهم البعض، ويركضون من أجل الفوز ويقاتلون".

باعتبارهما مدربين مشهورين، فليس من المفاجئ أن يتمكن كلاهما من تطوير مستوى الفريق ولكن يبدو أنها قصة مختلفة تمامًا للنجاح.

يحب بوتشيتينو، أن يكون عمليًا ومألوفًا مع لاعبي تشيلسي، ويعد تعامله مع مودريك، الذي كان مجردًا من الثقة عندما وصل المدرب ولكن استعاد ثقته على مدار الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك ووضع الأرجنتيني الأوكراني تحت جناحه، وعمل معه على أساس فردي، حتى أنه لعب تحدي العارضة مع الجناح، وقدم الدعم كمدربًا وصديقًا.

بينما بوستيكوجلو، يراقب عن بعد، مما أعطى لاعبي توتنهام المزيد من المسؤولية خارج الملعب كمجموعة وقال المدرب الأسترالي مؤخرًا: "الكثير من الأمور يجب أن تكون مدفوعة من اللاعبين يمكنني الجلوس هناك ورسم أجمل الصور ولكن عليهم أن يؤمنوا بها، وعليهم أن يقتنعوا بها وكما أقول دائمًا، إنها ملابسهم إنهم يذهبون إلى هناك كل يوم وأنا لا أذهب إلى غرفة تبديل الملابس وستكون البيئة هي مفتاح نجاحنا".

تنتهي أوجه التشابه بين المدربين الآن، فبعد بداية بطيئة واستفادة من الحظ في بعض الأحيان، تصدر فريق توتنهام بقيادة بوستيكوجلو، جدول ترتيب الدوري الإنجليزي والأهم من ذلك هو عودتهم للمقدمة وتقديمهم مستويات لم تظهر سوى مع بوتشيتينو، في فترته السابقة.

في المقابل لم تكن الأمور سلسة بالنسبة لبوتشيتينو وتشيلسي، فقد أشرف على أسوأ بداية للبلوز لموسم منذ 45 عامًا وكان أداء تشيلسي منخفضًا بشكل كبير ولكنهم الآن في طريقهم للعودة حيث بدأت السمات المميزة للمدرب في الظهور، ولكن يبدو أن الهزيمة الفادحة على أرضهم أمام برينتفورد قد أعادتهم إلى نقطة البداية.

إحدى العقبات الرئيسية أمام النجاح الفوري لبوتشيتينو، هو دمج مجموعة كبيرة من التعاقدات الجديدة بعد الإشراف على عملية بيع رخيصة لعدد كبير من اللاعبين.

بينما استفاد توتنهام من عدد قليل جدًا من اللاعبين الأساسيين ووقع بوستيكوجلو مع صفقات مستهدفة فقط لتحسين الفريق في مراكز معينة من الملعب، مثل جيمس ماديسون.

وكان على بوتشيتينو، أن يتعامل مع 21 لاعبًا منتهيًا مثل ميسون ماونت ونجولو كانتي، بالإضافة إلى 11 لاعبًا جديدًا والغالبية العظمى منهم كانوا من الشباب ولم يثبتوا جدارتهم بعد.

وأعرب المدرب عن أسفه للصفقات التي تم ضمها في الصيف وقال: "في الوقت الحالي، أعتقد أننا فريق شاب، الفريق الشاب يعني الكثير من التغييرات في الصيف بسبب الظروف ونحن نعاني في بعض الأحيان نتائج جيدة وسيئة، لكن العروض متسقة".

ومع الشعور بالضيق الذي اجتاح ستامفورد بريدج طوال الموسم الماضي الكابوسي داخل وخارج الملعب، فليس من المفاجئ أن الأمر استغرق أربعة أشهر لرؤية أولى علامات التحسن في تشيلسي.

لكن هذا لا ينتقص من عمل بوستيكوجلو، الذي طلب ثلاث صفقات صيفية لتوتنهام هم "ماديسون، ميكي فان دي فين وجولييلمو فيكاريو" بالإضافة إلى المعار العائد ديستني أودوجي، وجميعهم يؤدون بمستويات استثنائية منذ البداية.

يمكن القول إن رحيل هاري كين، أعظم لاعب في تاريخ توتنهام كان متوقعًا، ولكنه كان بمثابة ضربة قوية للفريق الإنجليزي وتطلعاتهم هذا الموسم، لكن من اللافت للنظر أنهم لم يتأثروا برحيله.

وكان بوستيكوجلو، يشعر أن كين سيرحل هذا الصيف، وبالتالي كان يخطط بدقة خلف الكواليس وكانت هناك دراسة حول كيفية التعامل مع غياب هداف غزير الإنتاج ولم يتعاقد توتنهام مع بديلًا لكين، ولكنه اعتمد على سون.

بينما تعامل بوتشيتينو، بشكل أقل كفاءة مع افتقار تشيلسي إلى اللاعب المهاجم وقام بالتلاعب في التشكيلات واللاعبين في محاولة لإيجاد حل، ولا يزال أمام المدرب الأرجنتيني الكثير من العمل لغرس مفهوم الحرية الهجومية والثقة التي جلبها بوستيكوجلو إلى توتنهام.

الضغوط التي تتعرض لها إدارة تشيلسي وتوتنهام مختلفة تمامًا، فبعد تعاقدهم مع مدربي النخبة أمثال جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي بعد رحيل بوتشيتينو في عام 2019، أدرك توتنهام وقاعدته الجماهيرية أن العلامة التجارية الهجومية لكرة القدم هي كل ما يريدونه حقًا، بغض النظر عن هوية المدرب والنجاح الملموس لذلك.

بينما في تشيلسي، كان نموذج العمل الذي عمره 20 عاماً يتكون من دورات إدارية قصيرة، وإنفاق كثيف، ونجاح قصير الأمد، والإقالة والتعيين، مما أدى إلى خلق بيئة شديدة الضغط، حيث يطالب المشجعون بألقاب في كل موسم.

وهذا هو ما ورثه بوتشيتينو، ويجب أن يتحمله، في حين أن نظيره في شمال لندن قادر على العمل دون توقع للنجاح، وراهن عدد قليل جدًا من الناس أن ينجح الأسترالي لكن التوقعات قد تتغير إذا تمكن من تحقيق الفوز على تشيلسي مساء اليوم.