فينسنت كومباني.. من خليفة بيب جوارديولا في مانشستر سيتي إلى أزمة الهبوط والإقالة من الدوري الإنجليزي!

لم يكن كومباني، يمتلك خبرة كبيرة ليشير إلى إمكانية نجاحه مع بيرنلي عندما تولى المسؤولية، وكان خبرته التدريبية الوحيدة السابقة هو تدريب فريق أندرلخت، وفشل في إعادته إلى مجده السابق.

وقام كومباني بجلب صفقات كثيرة لبيرنلي مثل بينسون مانويل وأنس زاروري وجوش كولين، من بلجيكا وتم استخدام سوق الانتقالات بذكاء أيضًا وانضم إيان ماتسن وتايلور هاروود من تشيلسي ومانشستر سيتي.

وتم الانتهاء من الإصلاح الشامل للفريق وتبنوا أسلوبًا أكثر اعتمادًا على الاستحواذ ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يستوعبه الفريق وفي المباراة الأولى لكومباني في منصبه ضد هدرسفيلد تاون، أكملوا 301 تمريرة في الشوط الأول وحدد هذا الفوز 1-0 خارج أرضه شكل الموسم للفريق، حيث كان سوانزي الفريق الوحيد في البطولة الذي سجل عددًا أكبر من التمريرات في كل 90 دقيقة مقارنة بفريق بيرنلي في الموسم الماضي.

وكان بيرنلي متألقًا بقيادة ناثان تيلا، وكانوا أفضل فريق هجومي في الدرجة الثانية بالدوري الإنجليزي العام الماضي واستقبلت شباكهم أقل عدد من الأهداف.

ارتفعت أسهم كومباني بشكل كبير في الصيف وانتشرت أنباء عن ترشيحه كخليفة محتمل لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي، وكان تشيلسي مهتم أيضًا بالتعاقد معه.

وكان بيرنلي يرغب في إعادة بناء الفريق بعد موسم كارثي وقام كومباني بتمديد عقده لمدة خمس سنوات مع النادي الإنجليزي.

وقال كومباني: " يبدو من المناسب التوقيع للسنوات الخمس المقبلة جنبًا إلى جنب مع الجماهير، ونواصل التطلع إلى المستقبل ومهمة جعل بيرنلي أفضل في كل خطوة".

بدأت مهمة كومباني لنقل بيرنلي إلى المستوى التالي عندما بدأ سوق الانتقالات وكان النهج مشابهًا لعام 2022، حيث ركز الفريق على اللاعبين الشباب الذين سيكونون قابلين للتكيف مع أسلوب المدرب.

ووصل زكي أمدوني (22 عامًا) من بازل، وجيمس ترافورد (20 عامًا) من مانشستر سيتي، وويلسون أودوبيرت (18 عامًا) وكان أكبر توقيع جديد هو ناثان ريدموند (29 عامًا)، بينما كان ساندر بيرج، البالغ من العمر 25 عامًا والذي سُرق من شيفيلد يونايتد ثاني أكثر اللاعبين خبرة.

وحصل كومباني على قدر كبير من مطالبه ولكن رحل نجمي موسم 2022-2023، تيلا وماتسن، بسبب رفض أنديتهم الأصلية التخلي عنهم نهائيًا، بالإضافة إلى رحيل هاروود بيليس، وهو نجم خط الدفاع، مما أجبر كومباني على تغيير تشكيلته الأساسية الحائزة على البطولة.

توقعات ما قبل الموسم كانت إيجابية لبيرنلي حيث دعم معظم النقاد الفريق لإنهاء الموسم في منتصف الجدول.

وافتتحوا منافستهم في البطولة بالهزيمة أمام مانشستر سيتي 3-0 ثم سقطوا بنتيجة 3-1 أمام أستون فيلا و5-2 على يد توتنهام.

وتعادلوا 1-1 أمام نوتنجهام فورست وحرمهم قرار "VAR" المثير للجدل من الفوز ثم تعرضوا لخسائر متتالية أمام مانشستر يونايتد ونيوكاسل.

وأخيرًا، حقق الفريق أول فوز له بالدوري الإنجليزي هذا الموسم ضد لوتون تاون بنتيجة 2-1، لكن عانى بيرنلي بعد ذلك وتعرضوا للهزيمة أمام تشيلسي وبرينتفورد وبورنموث وكريستال بالاس وآرسنال، بالإضافة إلى خسارتهم أمام إيفرتون في كأس كاراباو.

أسباب البداية الكارثية لبيرنلي كثيرة لكن ما وضح بشدة هو عدم تكيف الصفقات الجديدة مع الفريق وكان من المنطقي أن يحاول بيرنلي اكتشاف اللاعبين الشباب الموهوبين الذين يمكنهم التحسن بسرعة والمساعدة أو بيعهم لتحقيق أرباح هائلة وقد تبنت العديد من الأندية هذا النموذج وحققوا نجاحًا كبيرًا مثل برايتون.

ولكن، كما اكتشف ساوثامبتون في الموسم الماضي، فإن التعاقد مع عدد كبير جدًا من اللاعبين عديمي الخبرة يمكن أن يسبب مشاكل وقد عانى بيرنلي بسبب ذلك.

وكان حارس مرمى بيرنلي الشاب ترافورد يكافح من أجل التكيف في الدوري الإنجليزي، وفقط آرون رامسديل، حارس آرسنال الاحتياطي، سجل نسبة تصدي أقل من نجم منتخب إنجلترا تحت 21 عامًا هذا الموسم، ولم يتلق سوى ويس فودرينجهام، لاعب شيفيلد يونايتد المزيد من الأهداف.

كومباني معجب بقدرات ترافورد في اللعب بالكرة، وقد دعم الحارس علنًا بعد أن تم الضغط عليه بشكل محرج في هدف الفوز الحاسم لبورنموث مؤخرًا.

وقال مدرب بيرنلي: "إنه يظهر بالتأكيد الكثير من النضج بالنسبة لعمره سيكون على ما يرام وسيحظى بمسيرة مهنية جيدة".

ترافورد ليس الوافد الجديد الوحيد المتعثر أيضًا وقد شارك آرون رامزي، بشكل أساسي من مقاعد البدلاء ثم غاب عن أربع مباريات بسبب الإصابة ولعب جوردان باير وأوديبيرت وريدموند، وقنًا محدودًا.

فوستر، يضر بيرنلي كثيرًا حيث لم يسجل سوى هدف واحد في البطولة بعد وصوله في يناير الماضي، ولكنه برز بعد ذلك وسجل هدفًا ضد أستون فيلا وتوتنهام في بداية الموسم، كما قدم تمريرة حاسمة في تعادل فورست، قبل أن يسجل مرة أخرى ضد لوتون ولكن استمرار مشاركته يمثل تحديًا كبيرًا.

لقد غاب عن المباريات ضد مانشستر يونايتد ونيوكاسل بسبب الإيقاف، ومؤخرًا تم تهميشه بسبب مرض يتعلق بصحته العقلية مما أدى إلى استبعاده إلى أجل غير مسمى وكان غيابه قاسيًا أمام كريستال بالاس، حيث صنع فريق بيرنلي أكثر من فرص كافية للفوز بالمباراة،لكن انتهى بهم الأمر بالهزيمة بنتيجة 2-0.

الحقيقة هي أن جاي رودريجيز وزكي عمدوني، غير حاسمين بما فيه الكفاية، وحتى عندما يكون فوستر لائقًا، فإن الأمور لم تكن مثالية أمام المرمى حيث أن 28.1% فقط من تسديدات بيرنلي في الدوري الإنجليزي كانت على المرمى، وهي ثاني أقل نسبة في الدوري.

انعكس هذا الأداء الضعيف على إحصائيات الفريق ببعد أن كان يتمتع بأفضل سجل دفاعي في البطولة الموسم الماضي، فقط شيفيلد يونايتد استقبل أهدافًا أكثر من بيرنلي في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.

لقد لعبت الأخطاء الفردية دوراً رئيسياً، وارتكب بيرنلي 8 أخطاء تسببوا في استقبالهم 4 أهداف، وأدى غياب باير، إلى تفاقم الأمور فهو أفضل مدافع في فريق كومباني، وظهر بيرنلي أكثر ثقة أمام بالاس بوجوده في الفريق، ووجود النجم الألماني أمرًا هامًا لتجنب الهبوط.

حجم الأخطاء التي ارتكبها فريق كومباني حتى الآن يثير الجدل حول أسلوب فريق بيرنلي المفتوح، فبمجرد تأمين الفرق الصعود إلى الدوري الإنجليزي تتبع خطة جديدة للتعامل مع ضغط البطولة، ولعب كومباني بخمسة لاعبين في خط الدفاع ضد مانشستر سيتي في افتتاح البطولة ولكنه رفض التنازل عن مبادئه الهجومية في المباريات الأخرى.

وعلى الرغم من مركزهم المتواضع في الدوري، فإن 9 فرق فقط من الدوري الإنجليزي وهم (مانشستر سيتي وبرايتون وتشيلسي وليفربول وآرسنال وتوتنهام ونيوكاسل ومانشستر يونايتد وأستون فيلا) أكملت تمريرات أكثر من بيرنلي هذا الموسم وأهملوا أيضًا اللعب المباشر، حيث سجلت ثمانية فرق فقط عددًا أقل من الكرات الطويلة الناجحة وسعى بيرنلي إلى ملاحقة الفرق التي لا تمتلك الكرة أيضًا، حيث بدأ ضغطه بشكل أعلى من برايتون وتشيلسي.

ومع تراكم النتائج السيئة، تم سؤال كومباني حول ما إذا كان سيتخلى عن أسلوبه لتحقيق الانتصارات لكنه رفض هذه الفكرة نهائيًا وقال: "لن أنحرف وأقوم بأي شيء آخر غير تنفيذ أسلوبنا وسنظل مستعدين للحصول على أفضل ما في هذا الفريق".

وتابع: "ليس من أسلوبي أن يتم طردي من الكرة، يجب أن تكون لديك فكرة كمدرب ومن يقول أن الأسلوب هو الحل فهو "أحمق" الحل هو التدريب الجيد، واستخدام أفضل اللاعبين وأنا أنا لا أقول إننا بحاجة إلى لاعبين أفضل، بل أقول إننا نتحسن أو نمتلك أفضل اللاعبين، وهذه هي الأسس".

يبدو من غير المرجح أن يقوم بيرنلي بإقالة كومباني قريبًا ولكن إذا لم تتحسن النتائج، فقد يضطر رئيس النادي إلى تحمل المسؤولية المالية وإقالته.

هناك بعض الأسباب التي تجعل مشجعي بيرنلي متفائلين بشأن الاستمرار في الدوري الإنجليزي، أولاً وقبل كل شيء، فشل منافسيهم حتى الآن حيث يحتل شيفيلد يونايتد المركز الأخير في جدول الترتيب بالتساوى مع بيرنلي، ولم يستفد بورنموث بعد من ثورة أندوني إيراولا، الكروية التي تنبأ بها محبو كرة القدم عبر الإنترنت أما بالنسبة للوتون، فهم يفتقرون إلى القوة في العمق.

بالإضافة إلى إيفرتون، الذي قد يفقد الكثير من النقاط وبالتالي هذا الرباعي مرشح لاحتلال مراكز الهبوط الثلاثة بدلاً من بيرنلي.

ولدى فريق كومباني، بعض المباريات الإيجابية القادمة قبل العام الجديد، بما في ذلك شيفيلد يونايتد ووولفرهامبتون وإيفرتون وفولهام، وإذا ظلوا في مراكز الهبوط بحلول العام الجديد، قد يتخذ النادي قرارًا مصيريًا بشأن كومباني.