Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

فالنسيا يقاضي نتفليكس بسبب وثائقي فينيسيوس: "لقد زوروا الحقائق لتشويه سمعتنا!"

في خطوة تصعيدية هي الأكبر حتى الآن، رفع نادي فالنسيا الإسباني دعوى قضائية رسمية ضد منصة البث العالمية "نتفليكس" وشركة الإنتاج البرازيلية " كونسيبراكاو فيلمز"، وذلك بسبب ما وصفه النادي بـ"الأكاذيب وتزوير الحقائق" في الفيلم الوثائقي الخاص بنجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، والذي يحمل عنوان "أرقص، فيني" بحسب ما ذكرت صحيفة "ماركا".

وتأتي هذه الدعوى كفصل جديد في السجال المشتعل الذي بدأ بأحداث عنصرية مؤسفة في ملعب "ميستايا"، لتتحول الآن إلى معركة قضائية كبرى حول السردية الإعلامية، وحق النادي في الدفاع عن شرف جماهيره وصورته أمام العالم.

  • Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

    من الهتاف إلى المحكمة: تفاصيل الدعوى القضائية

    بعد أشهر من دراسة الخيارات القانونية ومحاولات فاشلة للحصول على تصحيح علني، قرر القسم القانوني في نادي فالنسيا المضي قدمًا في معركته.

    تم تقديم الدعوى رسميًا في محكمة التحقيق رقم 1 في فالنسيا، وتستهدف بشكل مباشر كلا من "نتفليكس" كمنصة عرض، وشركة الإنتاج البرازيلية كصانعة للمحتوى.

    يعتبر النادي أن الوثائقي عرض لقطات تم التلاعب بترجمتها بشكل متعمد لتصوير حقيقة مزيفة، مما ألحق ضررًا بالغًا بصورة النادي وجماهيره في ظل الكثير من الأحداث الجدلية التي أحاطت بمباريات الفريقين.

    وتتضمن مطالب فالنسيا في دعواه القضائية عدة نقاط حاسمة: أولاً، يطالب النادي بـ"استعادة حقه في الشرف"، وهو مصطلح قانوني يعني إزالة الضرر الذي لحق بسمعته من كل ما جرى وتم نقله في الفيلم الوثائقي.

    ثانيًا، يطالب بحذف اللقطات المحددة من الوثائقي، خاصة تلك التي تظهر فيها ترجمات تؤكد أن الملعب بأكمله كان يهتف "قرد، قرد" ضد فينيسيوس وهو ما لم يحدث في رواية فالنسيا.

    والأهم من ذلك، يطالب النادي بإدراج الحكم النهائي الذي سيصدره القاضي في هذه القضية ضمن الفيلم الوثائقي نفسه، كشرط لضمان تصحيح دائم للمعلومات المغلوطة، بالإضافة إلى تعويض مادي عن الأضرار التي لحقت به.

  • إعلان
  • mbappe viniciusGetty Images

    أصل الخلاف: "قرد" أم "أحمق"؟ معركة على كلمة واحدة

    يكمن جوهر الخلاف القانوني في كلمة واحدة، يؤكد نادي فالنسيا أن الهتاف الجماعي الذي سُمع في الملعب في تلك الليلة كان "tonto, tonto" (والتي تعني أحمق أو غبي)، وهو هتاف شائع في الملاعب الإسبانية للتعبير عن الاستهجان، وليس الهتاف العنصري "mono, mono" (قرد، قرد) الذي أصر الوثائقي على إظهاره في الترجمة.

    ولا ينكر النادي أن حوادث عنصرية فردية قد وقعت بالفعل في ذلك اليوم، بل على العكس، يدافع فالنسيا عن موقفه بأنه تصرف "بسرعة وكفاءة" لتحديد هوية الأفراد الذين وجهوا إهانات عنصرية للاعب ريال مدريد، وتم بالفعل تقديمهم للمحاكمة وإدانتهم من قبل محكمة في فالنسيا، بالإضافة إلى حرمانهم من دخول الملعب مدى الحياة. 

    حجة النادي هي أن الوثائقي قام بتعميم هذه الإساءات الفردية وتصويرها على أنها سلوك جماعي من الملعب بأكمله، مستخدمًا ترجمات مزيفة كدليل، وهو ما يعتبره النادي تشويهًا متعمدًا للحقائق.

  • Vinicius Jr Real Madrid 2025Getty

    حليف غير متوقع: الشرطة الإسبانية تنضم إلى المعركة

    لم يكن نادي فالنسيا وحيدًا في معركته ضد السردية التي قدمها الوثائقي، فقد انضمت إليه نقابة "JUPOL"، وهي النقابة الأكبر للشرطة الوطنية في إسبانيا، التي أصدرت بيانًا رسميًا تعرب فيه عن "رفضها القاطع للتلميحات بالعنصرية التي أطلقها الوثائقي".

    وأكدت النقابة أن الفيلم يشكك في "مهنية وحيادية عملاء الشرطة الوطنية" الذين كانوا حاضرين في الملعب، من خلال تصويرهم على أنهم لم يقوموا بواجبهم في حماية اللاعب.

    هذا الدعم من جهة رسمية يعزز من موقف فالنسيا ويحول القضية من مجرد خلاف بين نادٍ ومنصة إعلامية إلى قضية رأي عام تمس مؤسسات الدولة أيضًا.

  • viniciusGetty Images

    بيت القصيد: صراع على السردية أكبر من مجرد فيلم وثائقي

    في جوهرها، تتجاوز هذه القضية حدود الخلاف حول ترجمة كلمة واحدة، إنها معركة شرسة حول "السردية" ومن يملك الحق في كتابتها. 

    فمن جهة، يقدم فينيسيوس جونيور و"نتفليكس" سردية ضرورية ومهمة عن المعاناة الحقيقية من العنصرية في ملاعب كرة القدم، وهي قضية لا يمكن إنكارها. 

    ومن جهة أخرى، يقاتل نادي فالنسيا ضد ما يراه "تبسيطًا وتشويهًا" لهذه القضية، وتحويلها إلى أداة لإدانة مدينة بأكملها وتشويه سمعة جماهير بالملايين.

    إن الحكم الذي سيصدر في هذه القضية لن يحدد فقط مصير بضع لقطات في فيلم وثائقي، بل سيرسم ملامح العلاقة بين الإعلام والرياضة، ويطرح أسئلة هامة حول المسؤولية الأخلاقية لصانعي الأفلام الوثائقية عند تناولهم لأحداث حساسة، وهل يجوز التلاعب بالحقائق الصغيرة في سبيل خدمة "الحقيقة الكبرى" التي يسعون لتقديمها.