عودة "Si" في ريال مدريد .. بيلينجهام يتقمص دور كريستيانو رونالدو الجديد!

بدأ الأمر في مايو 2008 عندما ذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن رونالدو، الذي يعتبر بالإجماع أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي والفائز بالكرة الذهبية، يريد مغادرة مانشستر يونايتد وبعد يوم واحد، نفى رونالدو ذلك وقد أقنعه السير أليكس فيرجسون بالبقاء لموسم آخر، لكن إعادة انتخاب فلورنتينو بيريز كرئيس لريال مدريد في عام 2009، جعل الصفقة محسومة.

كان وصول رونالدو، الذي تم التوقيع معه في يونيو 2009، عظيماً وكان في استقباله ألفريدو دي ستيفانو، وكان حينها يعتبر أفضل لاعب في تاريخ مدريد وتم إعداد كل شيء للتوقيع الجديد ليثبت نفسه ضمن أساطير مدريد.

وبالمقارنة، كان وصول بيلينجهام هادئًا فقد انضم اللاعب هذا الصيف في عمر 19 عامًا وذهب بجولة في فالديبيباس قبل المؤتمر الصحفي والتقاط الصور وبلغت قيمته 103 ملايين يورو وهي صفقة أغلى من رونالدو.

لم يكن لدى رونالدو، الحائز على جائزة الكرة الذهبية ونجم الدوري الإنجليزي، أي شيء ليثبته عندما وصل إلى إسبانيا فكان إرثه الكروي في سن 24 عامًا، كافيًا.

بينما وضع بيلينجهام مختلف فعلى الرغم من أن معظم لاعبي خط الوسط في إنجلترا وألمانيا يعتبرونه أحد أكثر لاعبي خط الوسط موهبة في العالم، إلا أن مشجعي مدريد لم يكونوا مقتنعين تمامًا.

فقد وصل شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، من بلد لم تتمكن أبدًا من إنتاج نوع من لاعبي خط الوسط الذي ينجح في الدوري الأسباني، وكان سيرتدي أيضًا قميص زين الدين زيدان.

من المؤكد أن بيلينجهام أعطى الانطباع عنه في مؤتمره الصحفي التمهيدي، فكان اللاعب الشاب الإنجليزي متعجرفًا ومتواضعًا معًا واثقًا من قدراته، لكنه يدرك جيدًا أنه لم يكن في مستوى عظماء ريال مدريد على الأقل ليس بعد.

ووصف مدريد بأنه "أعظم نادً في تاريخ اللعبة"، واعترف بأنه كان لديه "قشعريرة" عندما أعرب النادي عن اهتمامه لأول مرة ووصف زيدان بأنه أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق، وأكد أنه "لا يحاول أن يكون مثله".

كانت هذه طريقة مثالية للتعامل مع الأمور، حيث أظهر اللاعب المنضم بأموال كبيرة أنه كان على دراية بما يحتاجه ريال مدريد وما يأمل في تحقيقه.

كان هناك فراغ كبير في ريال مدريد، فالمدة تسع سنوات حطم رونالدو كل الأرقام القياسية التهديفية للفريق الملكي، وفاز بكل ما كان يمكن الفوز به، وفي الوقت الذي بدا فيه برشلونة بقيادة بيب جوارديولا مستعدًا للسيطرة على كرة القدم الإسبانية والأوروبية، نجح رونالدو بمفرده تقريبًا في قيادة ريال مدريد نحو المجد.

كان هناك عظماء آخرون إلى جانبه مثل كريم بنزيما، وسيرخيو راموس، وتشابي ألونسو، وجاريث بيل، لكن رونالدو لعب دور النجم، فلم يكن ريال مدريد ضعيفًا أبدًا عندما كان رونالدو على أرض الملعب.

ولم يكن لدى مدريد أي لاعب مثله بعد رحيله، ورغم تألق بنزيما منذ رحيل رونالدو في عام 2018، ولكن مع دخوله منتصف الثلاثينيات من عمره، كان من الواضح أنه لن يكون حلاً طويل المدى.

ورغم نجاح فينيسيوس جونيور، في جذب الأنظار إليه ومساعدة ريال مدريد كثيرًا ولكن النجم البرازيلي لا يتمتع بحب كرة القدم الإسبانية تمامًا مثل رونالدو.

يبدو بيلينجهام، مستعدًا لتعويض رحيل رونالدو عن ريال مدريد، فعلى الرغم من كل تصريحاته المتواضعة وفهم الضغط الذي عليه في سانتياجو برنابيو، يلعب بيلينجهام وكأنه الأفضل في العالم فهو يراوغ أكثر من أي لاعب آخر على أرض الملعب باستثناء فينيسيوس، ويجد ثغرات في الدفاعات وجيد جدًا في التعامل مع الكرة.

ونادرًا ما يسدد بيلينجهام الكرة من مسافة 25 ياردة، بل يتسلل إلى المناطق الصحيحة، ويستغل الفرص ويسدد الكرات المرتدة من مسافة قريبة وقد أظهر طوال مسيرته القصيرة، وآخرها في مباراة نابولي، أنه قادر على تقديم أداء مذهل في المباريات الكبرى.

وبدأ احتفال بيلينجهام الشهير الآن في أيام مدينة برمنجهام حيث يركض نحو الجماهير المعارضة أو المشجعة له ويرفع ذراعيه ويمسك شارة مدريد بقوة إنه ليس مثل احتفال رونالدو "si"، لكنه قريب.

فيما يتعلق بالبيانات الأولية، سجل بيلينجهام 6 أهداف في أول سبع مباريات له في الدوري الإسباني، عكس إحصائيات رونالدو في موسمه الأول في مدريد بالدوري، ولكن تفوق رونالدو على بيلينجهام في دوري أبطال أوروبا بتسجيله أربعة أهداف في أول مباراتين له مع ريال مدريد.

وأصبح بيلينجهام الآن منافسًا قويًا لرونالدو من حيث الأرقام القياسية وتفوق عليه في التمريرات الحاسمة، ولكن هناك احتمالًا أن يقل معدل تهديف النجم الإنجليزي قليلًا أو سيفشل في مواكبة معدلات رونالدو فكان البرتغالي هدافًا كبيرًا وعالي الإنتاج، وكان يسدد عدة تسديدات في كل مباراة وسجل 33 هدفًا في 35 مباراة خلال موسمه الأول.

ومع عودة فينيسيوس إلى لياقته الكاملة واستعادة رودريجو لمستواه، قد ينتهي دور بيلينجهام المؤقت بتسجيل الأهداف.

يلينجهام ورونالدو، لاعبان مختلفان تمامًا ولكن نجحوا في التألق مع ريال مدريد بنفس الطريقة ومن المحتمل ألا يتطابق النجم الإنجليزي الشاب مع أرقام رونالدو، وعدد ألقابه أيضًا ولكن إذا امتلك الكاريزما والتباهي والهدوء فقد يتشابه مع النجم البرتغالي.