"لعبنا من أجل رد الاعتبار" .. قصة "نظرات الممرات" التي أشعلت مباراة السعودية وتونس في مونديال 2006

ويملك عمر الغامدي، مسيرة حافلة بالألقاب مع ناديي الهلال والشباب، والمنتخب السعودي الأول، حيث توج مع الأزرق بأربع بطولات للدوري السعودي، فضلًا عن 7 ألقاب لكأس ولي العهد، وبطولة آسيا وكأس السوبر الآسيوي، كما قاد الليث أيضًا لحصد الدوري وكأس الملك، فيما حقق ألقاب كأس العرب وكأس الخليج مع المنتخب الأول، وشارك معه في مونديال 2006.

وتواجد عمر الغامدي في قائمة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2002، إلا أن مشاركته الفعلية الأولى فوق أرض الملعب، كانت في مونديال 2006، حيث لعب مباراتي تونس وأوكرانيا، في مرحلة المجموعات.

وتحدث الغامدي، عبر برنامج "في 90"، عن واقعة "نظرات الممرات" في مباراة السعودية الأولى بكأس العالم، منوهًا بأن لاعبي تونس كانوا ينظرون إليهم باستعلاء، ما دفع نجوم الأخضر لتقديم مباراة جيدة، قبل أن تنتهي بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، بسبب بعض الأخطاء.

وقال الغامدي "لمّا كنا واقفين في الممر، كان هناك حدث هو ما جعلنا نقدم مباراة جيدة، لاعبو تونس كانوا ينظرون إليك وكأنك لا شيء، كانت نظراتهم إلينا، وكأنهم يقولون (ما هذا المنتخب السعودي)، وكأنها مباراة 90 دقيقة سيفوزون بها ويرحلون".

وتابع "في اجتماع وسط الملعب، كان حديثنا حول رد الاعتبار، ولنُعلم منتخب تونس، بأننا أيضًا منتخب السعودية، ولنا إرث في الملعب، وبفضل الله قدمنا مباراة جيدة، ولكن بعض الأخطاء حدثت، مثل الكرات العرضية التي لم تكن كرتنا المفضلة منذ مونديال 2002".

وكانت المباراة التي افتتح بها ملعب أليانز أرينا، الذي يستضيف مباريات بايرن ميونخ حاليًا، قد انتهت بالتعادل (2-2)، حيث تقدم زياد الجزيري لتونس في الدقيقة 23، ثم رد المنتخب السعودي بهدفين عن طريق ياسر القحطاني وسامي الجابر بالدقيقتين 57 و84، فيما انتزع راضي  جعايدي نقطة التعادل لنسور قرطاج بالدقيقة 90+2.

ووجه الغامدي رسالة إلى اللاعبين، بقوله "تجربة أجواء اللعب في كأس العالم، تجعل مجرد دخولك مع اللاعبين، ورؤيتك لهذه الأجواء، تقول أنا فعلت شيئًا.

مشاركتي في كأس العالم تختلف عن أي مكانة أخرى، وقيمتك كلاعب أنك تشارك في هذه البطولة، يجب ألا يكون هدفك فقط اللعب مع ناديك، إذا لم تلعب مع منتخب الوطن، بدءًا من الناشئين والشباب والأولمبي، ولم تثبت أقدامك وتصل لهذه الأماكن، فأنت لم تفعل أي شيء".

وبلغ شرف مشاركة الغامدي في المونديال، حد وصفه بأن ذلك الظهور فقط يعادل جميع بطولاته مع الهلال.

وتأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم، للمرة الأولى خلال نسخة 1994، والتي شهدت إنجازًا تاريخيًا للأخضر بالتأهل إلى الدور الثاني، في نسخة تحمل ذكريات الهدف الأيقوني الشهير من سعيد العويران في شباك بلجيكا.

وشارك منتخب السعودية في 6 نسخ من كأس العالم، بين 1994 و1998 و2002 و2006، ثم عاد في نسخة 2018، فيما قدم مباراة للتاريخ أمام الأرجنتين في نسخة "قطر 2022"، بعدما حقق انتصارًا على رفاق ليونيل ميسي، بهدفين مقابل هدف.

ويبحث المنتخب السعودي عن المشاركة السابعة في تاريخه بالمونديال، حيث يخوض منافسات الملحق في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، ليضرب موعدًا مع إندونيسيا والعراق في المجموعة الثانية.

ووفق نظام التصفيات، فإن الدور الرابع - أو الملحق - يتكون من مجموعتين؛ الأولى تضم منتخبات قطر والإمارات وسلطنة عمان، والثانية بين السعودية وإندونيسيا والعراق، بحيث يتأهل متصدر كل مجموعة "مباشرة" إلى كأس العالم، فيما يتبقى "نصف مقعد" للمنتخبات الآسيوية، للدور الخامس، بمباراة تجمع بين وصيفي المجموعتين، قبل المشاركة في الملحق العالمي.

وضمن منافسات المجموعة الثانية، تقام المباراة الأولى بين إندونيسيا والسعودية، الأربعاء، ثم مباراة العراق وإندونيسيا، السبت، قبل المواجهة الفاصلة بين السعودية والعراق، في 14 أكتوبر، وستقام جميعًا على ملعب الإنماء بجدة.

الجدير بالذكر أن قارة آسيا شهدت تأهل 6 منتخبات للمونديال، مع نهاية الدور الثالث، وهي "إيران، أوزبكستان، كوريا الجنوبية، الأردن، اليابان، أستراليا".

ومن المقرر أن تُقام النسخة 23 من نهائيات كأس العالم 2026، في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، خلال الفترة بين 11 يونيو و19 يوليو، بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخ البطولة، فيما تقرر زيادة عدد مقاعد القارة الآسيوية، إلى 8 مقاعد ونصف، في البطولة العالمية.