على منافسي مانشستر سيتي الحذر.. عودة رودري ودي بروينه يجعل لقب الدوري الإنجليزي في آمان!

يعلم الجميع مدى أهمية رودري، بالنسبة لفريق مانشستر سيتي فخسر الفريق الثلاث مباريات التي لما يشارك فيها اللاعب بسبب إيقافه بعد طرده أمام نوتنجهام فورست.

والفرق كبير في أداء السيتي في وجود رودري وغيابه، وغاب اللاعب في 16 مباراة بالدوري منذ انضمامه للنادي في صيف 2019، وخسر السيتي ستة منها وتعادل مرة وفاز تسع مرات.، ولديهم معدل فوز يبلغ 56% فقط عندما يغيب رودري، مقارنة بنسبة فوز تبلغ 74% عندما يلعب.

وقال جوارديولا يوم الأحد الماضي: "رودري لاعب مهم، والخبر السار هو أن إيقافه قد انتهى بالفعل وسيتمكن السيتي من المضي قدمًا بعد فترة التوقف الدولي مع ربما أهم لاعب لديه".

وتأتي عودة رودري، في الوقت المناسب حيث يواجه سيتي برايتون ومانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وتوتنهام خلال مبارياته الست المقبلة في الدوري الإنجليزي.

ويتمنى مانشستر سيتي عدم تكرار رودري، فعله السخيف مع مورجان جيبس وايت، مجددًا حتى لا يغيب عن الفريق، ويتمتع النجم الإسباني بسجلًا ممتازًا من الإصابات ولم يغيب مطلقًا لأكثر من أسبوعين خلال مواسمه الخمسة مع النادي.

لقد استحوذ غياب رودري وتمزق أوتار الركبة التي يعاني منها كيفين دي بروينه، على معظم مشاكل مانشستر سيتي هذا الموسم، لدرجة أن غياب جون ستونز الطويل منذ مواجهة الدرع الخيرية لم يكتسب سوى القليل من الاهتمام.

لكن لا ينبغي أن ننسى مدى تأثير ستونز في الموسم الماضي، حيث لعب كل مباراة تقريبًا في مسيرة السيتي لتحقيق الثلاثية بعد أن أعاد اكتشاف نفسه كمدافع، ويُعد "بيكنباور بارنسلي" بطلًا محبوبًا لدى جماهير السيتي وقد استقبلوه بحماس كبير عندما شارك كبديل أمام آرسنال ليعود بعد طول انتظار.

لقد لعب دورًا عميقًا في خط الوسط واستأنف أدائه المميز من حيث توقف في نهائي دوري أبطال أوروبا، ليحكم أسلوب لعب السيتي وعلى الرغم من أن هدف الفوز الذي أحرزه جابرييل مارتينيلي، حدث أثناء تواجده في الملعب، إلا أن ستونز أعطى السيتي سيطرة أكبر على الكرة مقارنة بما كان عليه تحت قيادة ماتيو كوفاسيتش.

ولو كان ستونز، متاحًا لأكثر من 20 دقيقة فقط أثناء إيقاف رودري، فليس من الصعب أن نتخيل أن سلسلة مباريات السيتي الأخيرة لم تكن لتسير بهذا السوء ولكن قد عاد الآن، ويمكنه مساعدة السيتي في السيطرة على الأمور والعثور على طريق العودة نحو لقب الدوري الرابع على التوالي.

فقد مانشستر سيتي دي بروينه، في بداية هذا الموسم بسبب إصابته بتمزق في أوتار الركبة في اليوم الافتتاحي ضد بيرنلي، وبعد شهرين فقط من خروجه من نهائي دوري أبطال أوروبا بنفس الإصابة.

وخضع البلجيكي لعملية جراحية لعلاج المشكلة، وبالتالي فإن فرص تعرضه لانهيار آخر ضئيلة، وكشف جوارديولا أن اللاعب قد يعود للملاعب قبل الموعد المحدد، وهذا يعني أن دي بروينه يمكن أن يعود قبل العام الجديد، وربما حتى في وقت ما في نوفمبر القادم.

وستكون عودة دي بروينه، بمثابة سلاحًا قويًا لفريق جوارديولا حيث سجل اللاعب 96 هدفًا وساهم بـ 156 تمريرة حاسمة في 356 مباراة خاضها مع السيتي وفي الموسم الماضي وحده سجل 30 هدفًا.

وافتقر السيتي إلى القليل من الإبداع في غياب دي بروينه، وسجلوا أقل عدد من التسديدات أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي منذ 13 عامًا.

لكن الشخص الذي سيستفيد أكثر من عودة دي بروينه هو هالاند، الذي تم إضعافه بشكل خطير بدون دي بروينه، الذي صنع له 13 هدفًا من أصل 52 هدفًا الموسم الماضي، وبدا النرويجي ضائعًا مؤخرًا.

فقد فشل هالاند، في التسجيل في آخر ثلاث مباريات له، بينما في آخر مباراتين له في الدوري الإنجليزي كان لديه إجمالي تسديدة واحدة وضد آرسنال كان عدد الأهداف المتوقعة لديه صفرًا.

آخر مرة خسر فيها السيتي مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي كان في ديسمبر 2018، عندما تعرضوا لمفاجأة على أرضهم أمام كريستال بالاس ثم خسروا أمام ليستر سيتي، وكان هناك عامل مهم وراء هاتين الهزيمتين هو غياب أفضل لاعب خط وسط دفاعي.

فعلب السيتي بدون فرناندينيو، في المبارتين وبمجرد عودته استمروا في تحقيق الفوز في 18 من مبارياتهم الـ 19 التالية، بما في ذلك جميع المباريات الـ 14 في الجولة الأخيرة ليتغلبوا على ليفربول ويحصدوا اللقب.

والآن بعد عودة رودري ودي بروينه وستونز أيضًا، لن يقف أمامهم أحدًا هذا الموسم من المتصدرين الحالين توتنهام وآرسنال.

باستثناء موسم فوز جوارديولا الأول باللقب في 2017-2018، استغرق السيتي دائمًا بعض الوقت للعثور على مكانته الحقيقية وكان هذا ما جعل بدايتهم القوية لهذا الموسم تثير الدهشة، حيث فازوا في أول ست مباريات في الدوري للمرة الأولى منذ الموسم الأول لجوارديولا.

التاريخ يخبرنا أن السيتي يصل إلى قمة مستواه في نهاية الموسم، وفي كثير من الأحيان لا يصل إلى ذروته إلا في فترة "الكريسماس"، ففي موسم 2018-19، فازوا في 14 مباراة متتالية بين فبراير ومايو، وبعد عامين حققوا فوزًا أفضل، حيث حققوا 15 انتصارًا متتاليًا بين ديسمبر ومارس ليهزموا مانشستر يونايتد.

وفي موسم 2021-22، حققوا سلسلة انتصارات متتالية في 12 مباراة بين نوفمبر ويناير، وفي الموسم الماضي تغلبوا على التعادل المحبط في نوتنجهام فورست من خلال مواصلة الفوز في المباريات الـ12 التالية ومطاردة آرسنال على اللقب.

وأوضح روبن دياش في أبريل الماضي: "أعتقد أن هذه اللحظات تتغذى على فريقنا وهذه سمة جيدة جدًا كل عام مختلف ومن الواضح أيضًا أن لدينا لاعبين مختلفين، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، على الأقل في العامين الماضيين اللذين قضيتهما هنا، عندما نصل إلى هذه المرحلة، نحن جاهزون أعتقد أن لدينا جميعًا شعورًا وإحساسًا خاصًا عندما يتعلق الأمر بهذه المرحلة".

في حين أن هزيمة السيتي أمام آرسنال تعد أمرًا جيدًا بالنسبة للجانرز في السباق على اللقب، إلا أن هناك فرصة كبيرة بأن تواصل كتيبة جوارديولا، تحدي التاريخ ويصبح السيتي أول فريق في العالم يفوز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي.

ربما تباطأت وتيرة مانشستر سيتي، لكن هذا ماراثون وليس سباق سريع وفي المواسم السبعة التي قضاها جوارديولا كمدرب، انتهى بهم الأمر بالتتويج خمس مرات وهناك سبب لذلك وهو سعي المدرب المستمر لتحقيق الكمال مما يعني أنه سيفكر بالفعل في طرق لضمان عودة السيتي سريعًا إلى مستواه وقد يكون لديهم جدول زمني مرهق، لكن ذلك لن يؤدي إلا إلى تحفيزهم أكثر.