عصر ميسي وكريستيانو رونالدو لن يتكرر! .. بيلينجهام يهدد احتكار مبابي وهالاند على الكرة الذهبية

حول عالم كرة القدم خلال السنوات الـ 15 الماضية أنظاره نحو هالاند ومبابي، وهما الهدافان الوحيدان في العالم اللذان يمكنهما الاقتراب من الأرقام التي حققها ميسي ورونالدو سابقًا.

مبابي هو أفضل هداف لفريق باريس سان جيرمان، بينما حطم هالاند الرقم القياسي لأهداف الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وفي طريقه لتحطيم عدد من الإنجازات المهمة في دوري أبطال أوروبا.

ويتميز مبابي، باللمسات النهائية الساحرة إنه يسجل نفس الهدف كثيرًا، ولا يمكن إيقافه، لقد قاد فريقه إلى لقب الدوري الفرنسي بمسيرة متألقة في نهاية الموسم الماضي، وسجل ثلاثية في ثاني نهائي له في كأس العالم وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وعاد إلى تدريبات الفريق بعد 72 ساعة.

وعلى الجانب الآخر هالاند، أكبر وأقوى وأسرع من أي لاعب آخر، النرويجي هو مزيج مثالي من الرياضة والذكاء ولم يسبق للاعب كرة قدم بهذا الحجم أن يجد مساحات صغيرة جدًا لقد سجل 52 هدفًا بسهولة وفاز بثلاثية تاريخية لمانشستر سيتي، وحقق العديد من الأرقام القياسية الإنجليزية.

وعلى مدى السنوات العشر المقبلة، سيسجل كل من هالاند ومبابي الكثير من الأهداف، وسيفوزان بالكثير من الجوائز، سواء الجماعية أو الفردية وهذا يكفي للصحفيين ووسائل التواصل الاجتماعي لإثارة التحدي والمنافسة والمقارنة بينهم على جائزة الكرة الذهبية.

قدم بيلينجهام، مستوى مميز أجبر الجميع على التركيز معه وترشيحه كمنافس حقيقي، وكان هناك سببًا للاعتقاد بأنه يمكن أن يكون مرشحًا للجائزة، ولكن مع تسجيل هالاند ومبابي بمعدل مخيف وإثارة عدد قليل من اللاعبين من نفس العمر أيضًا في جميع أنحاء أوروبا بدا ذلك اليوم وكأنه بعيداً.

لقد تغيرت الأمور، بشكل كبير فأرقام بيلينجهام، مع ريال مدريد حتى الآن هذا الموسم أفضل من كلا منافسيه الرئيسيين على جائزة الكرة الذهبية لعام 2024 حيث سجل لاعب خط الوسط الإنجليزي 14 هدفًا وصنع ستة أهداف للنادي والمنتخب وبإجمالي مساهمات أكبر من كل من مبابي وهالاند.

إن أدائه في المباريات الكبيرة يزيد من أوراق اعتماده فقد سجل ثنائية قاتلة في أول كلاسيكو له ليحقق ريال مدريد وأحرز هدفًا في الدقيقة الأخيرة على أونيون برلين في دوري أبطال أوروبا، وهو مزيج حاسم.

رأى البعض أن فريق بيلينجهام، سيكون أسوأ مما كان عليه في المواسم الأخيرة بعد رحيل كريم بنزيما، وعدم التعاقد مع بديلًا له وبالتالي إعاقة قدرة ريال مدريد على تسجيل الأهداف كما كانوا سابقًا، ولكن بعيدًا عن مستوى بيلينجهام، يتصدر فريق ريال مديد الدوري الأسباني وفاز بجميع مبارياته الثلاثة في دوري أبطال أوروبا حتى الآن، ولم يقم بيلينجهام بملء فراغ بنزيما فحسب، بل قام أيضًا بتحسين إنتاج الفريق.

ورغم أن ريال مدريد حصل على ثلاث نقاط إضافية في هذه المرحلة من الموسم الماضي، إلا أن فارق الأهداف أفضل، بنزيما، الموسم الماضي سجل سبعة أهداف فقط وتمريرة حاسمة واحدة وقد ضاعف بيلينجهام رصيده من الأهداف تقريبًا، على الرغم من لعبه كرقم 10 في خط الوسط الجديد لأنشيلوتي.

السؤال الآن هو هل سيستطيع بيلينجهام الاستمرار بنفس مستواه الحالي؟ لقد كان مدعومًا من قبل أنشيلوتي ليسجل 20 هدفًا هذا الموسم بعد الكلاسيكو في نهاية الأسبوع، ولكن في الواقع، من المحتمل أن يصل إلى هذا الرقم قبل بداية العام الحديد وبالتالي، فإن أول موسم له قد يصل إلى 30 هدفًا.

ولكن هناك شعور بأنه سوف يتباطأ في مرحلة ما، فمن يستطيع أن يقول أنه لن يتمكن من الوصول إلى 40 هدفًا هذا الموسم؟.

جاءت أهداف بيلينجهام الـ13 مع ريال مدريد من 19 محاولة فقط على المرمى إنه ليس لاعبًا يضيع الفرص أو يجبر نفسه على التحرك في المناطق الأمامية وإذا كان هناك انتقاد بأن معظم أهداف بيلينجهام كانت من مسافة قريبة، فذلك فقط لأنه وصل إلى تلك المناطق بأفضلية وبغض النظر عن هدف التعادل المذهل في الكلاسيكو وفي نابولي، فإن بيلينجهام يسجل من الأماكن المتاحة للتسجيل.

ولكن ما هى الصيغة المثالية، التي تبقيه في السباق؟ يمكن لكل من مبابي وهالاند أن يسجلا 40 هدفًا أثناء قيادة فريقهما إلى الألقاب ومن شبه المؤكد أن باريس سان جيرمان بقيادة مبابي سيفوز بالدوري الفرنسي، في حين أن فرنسا هي المرشحة الحالية لبطولة أمم أوروبا 2024، وينبغي أيضًا اعتبار مانشستر سيتي بقيادة هالاند هو المرشح المفضل للدوري الإنجليزي، وسيضع أعينه على تكرار إنجاز دوري أبطال أوروبا.

ولكن سيجد ريال مدريد بقيادة بيلينجهام صعوبة أكبر بكثير في الفوز بالدوري الإسباني، حيث يتنافس كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد في بداية الموسم، وإذا فازوا بالدوري الإسباني واحتل بيلينجهام، المركز الأول في قائمة هدافي الدوري وقاد إنجلترا في بطولة أوروبا هو الحد الأدنى المطلوب للنجم الشاب للحفاظ على صدارته الحالية للكرة الذهبية.

موقف بيلينجهام، صعبًا بسبب التحيز الموجه ضد غير المهاجمين في التصويت على الكرة الذهبية وكان النقص في لاعبي خط الوسط والمدافعين في قائمة المرشحين أو الفائزين بالجائزة واضحًا.

وفاز لوكا مودريتش، بالجائزة في عام 2018، ولكن بشكل مثير للجدل وبصرف النظر عن اقتراب فيرجيل فان ديك من الجائزة في عام 2019، فقد كانت هذه الجائزة حصرية تقريبًا للاعبين الأكثر هجومًا في السنوات الأخيرة.

وصعد كل من أندريس إنييستا وتشافي على منصة التتويج في مراحل مختلفة في أوائل عام 2010، لكن لم يحصلا أبدًا على أكثر من 17% من الأصوات حتى كاكا، في موسمه الفائز عام 2007، حصل على الجائزة أثناء عمله كمهاجم ثانٍ لفريق ميلان وكان مودريتش أول لاعب منذ زين الدين زيدان، في 1998، يفوز كلاعب وسط نموذجي.

بيلينجهام، بالطبع، ليس لاعبًا عاديًا وبالنسبة لفريق مدريد، فهو لا يلعب بنفس الأسلوب الذي لعب به تشافي أو إنييستا أو فرانك لامبارد أو ستيفن جيرارد، لكنه سيظل يواجه معركة شاقة بسبب طبيعة مركزه.

تاريخيًا، ليست الجائزة للاعبين الإنجليز أيضًا فقد فاز مايكل أوين بالكرة الذهبية في عام 2001، وقبله كيفن كيجان، الذي كان نجم هامبورج في عام 1971، هو اللاعب الإنجليزي الذي فاز بالجائزة لذا فإن انتصار بيلينجهام لن يكون بالأمر السهل.

بيلينجهام، لا يزال يبلغ من العمر 20 عامًا فقط وأمامه ما لا يقل عن ست سنوات أخرى في ريال مدريد، وينبغي دعمه للتحسن كلاعب كرة قدم خلال تلك الفترة.

واعترف الاعب بالفعل بأنه تطور خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ ارتداء قميص ريال مدريد ومن الناحية النظرية، هذه ليست حتى أفضل نسخة من بيلينجهام.

ويمكن بالطبع قول الشيء نفسه عن هالاند، حيث يتمتع بيب جوارديولا بسجل حافل في تحسين اللاعبين وتشجيعهم على التطور بطرق مؤثرة، فقد استخدم ميسي لأول مرة كمهاجم وهمي، وهو الآن يشجع معظم أوروبا على قلب ظهيرهم ويمكنه تحويل هالاند، إلى هداف تاريخي.

وربما يتطور مبابي، أيضًا ووصوله المفترض إلى مدريد قريبًا سيغير كثيرًا في أسلوبه ولم يبلغ بعد 25 عامًا، لذا هناك الكثير من المستقبل أمامه.

ولكن في حين أن مبابي وهالاند، معروفان، إلا أن بيلينجهام لا يزال بإمكانه أن يصبح ما يريد فقد ارتدى الرقم 22 مع برمنجهام سيتي وبوروسيا دورتموند لأنه يمكنه اللعب في مراكز متعددة مثل رقم 4 أو رقم 8 أو رقم 10.

بيلينجهام هو المرشح الأول لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، ومن الممكن أن يتفوق عليه مبابي أو هالاند بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى يوليو، ولكن إذا لم يحدث ذلك في العام المقبل، فمن المحتمل أن تكون الأفضلية لنجم ريال مدريد الشاب.

وأصبح واضحًا أن ميسي ورونالدو قد رفعوا آخر كراتهما الذهبية ومن المقرر أن يهيمن مبابي وهالاند والآن بيلينجهام على هذه الجائزة خلال السنوات القادمة.