كبش فداء للمشروع السعودي الكبير .. حمدالله مُطالب بشرب كأس الاتحاد مع الشباب، والهلال حوله لـ"مادة للسخرية"!

ومع ظهور ثورة التعاقدات العالمية في صيف 2023، كان عبد الرزاق حمد الله يسطّر إنجازًا جديدًا مع الاتحاد، بالتتويج بلقب الدوري السعودي، والتربع على عرش الهدافين بـ21 هدفًا، كما قاد العميد لكأس السوبر، محققًا رقمًا قياسيًا بوصفه الهداف التاريخي للبطولة، برصيد 7 أهداف.

ماذا حدث بعد ذلك؟ تعاقد الاتحاد مع النجم الفرنسي كريم بنزيما، أسطورة ريال مدريد، فصار مركز الهجوم لا يتسع للثنائي معًا، ما أدى لإنهاء الفريق لموسم 2023-24 بشكل كارثي، أسفر عن خروجه من جميع البطولات.

حمد الله كشف عن كواليس الخلاف مع بنزيما في البداية، الذي نشب من مطالبات الإدارة له بالتنازل عن القميص رقم 9، فيما أفادت تقارير بأن رغبة القائد الفرنسي كان وراء مغادرة عبد الرزاق عن الاتحاد، فضلًا عن رفض المغربي الجلوس على مقاعد البدلاء لصالح نجم الريال السابق، ما أدى لاستبعاده من لقاء الهلال في ربع نهائي البطولة العربية.

ومع مغادرة حمد الله، في صيف 2024، أبرم الاتحاد العديد من الصفقات العالمية، على غرار موسى ديابي وحسام عوار وبريدراج رايكوفيتش، فضلًا عن المدرب لوران بلان، في ميركاتو أتى بثماره، وقاد العميد للعودة إلى منصات التتويج في الدوري وكأس الملك، إلا أن المغربي كان ضحية للميركاتو العالمي، ليقرر الانتقال بعدها إلى الشباب.

وبانتقاله إلى الشباب، بات حمد الله يأمل في بداية جديدة، إلا أنه اصطدم أيضًا بنجم بلجيكي تعاقد معه الليث في صيف 2023، وهو يانيك كاراسكو، ليظهر الخلاف واضحًا على الثنائي، كشفت عنه ركلة جزاء في مباراة الخلود، في الجولة 27 من دوري روشن.

ومع تقدم يانيك كاراسكو لتنفيذ الركلة، تدخّل حمد الله لمنعه من تسديدها، بصفته المسؤول الأول عن ركلات الجزاء في الشباب، لينشب خلاف بين الثنائي، قبل أن يحسم المدرب فاتح تيريم الجدل، مُطالبًا المغربي بتنفيذها.

وفي بداية الموسم الجديد، لاحقت الاتهامات حمد الله، بالتهرب من الشباب، قبل أن يكشف المتحدث الرسمي للنادي، تركي الغامدي، عن الحقيقة بقوله إن عبد الرزاق كان مرتبطًا بسفر مجدول مسبقًا إلى الولايات المتحدة، من أجل إنهاء التزامات خاصة.

ليس ذلك فحسب، بل إن متحدث الشباب، أكد تمسك النادي ببقاء حمد الله، وعدم النية في بيع عقده لأي نادٍ، خاصة بعدما ارتبط اسمه باهتمام أندية أخرى مثل الفتح.

ورغم تمسك الشباب، إلا أن أصواتًا بدأت تطالب الإدارة بالتفكير في الاستغناء عن حمد الله، والذي وصفه عبد الله خوقير، بأنه الحل الأفضل للنادي الذي بات فريقه يمر بمرحلة انهيار.

وقال نبيل نقشبندي، عبر برنامج "في 90"، إن الشباب شهد صراع نجومية بين حمد الله وكاراسكو، وكان يجب حل الخلاف بينهما منذ العام الماضي، بالتخلص من المهاجم المغربي، لأن المشروع الشبابي قائم على كاراسكو، على حد وصفه.

وزاد فلاح المطرفي من الشعر بيتًا، عندما قال إن الفتح كان يريد حمد الله بالفعل، ولكنه اشترط على إدارة الشباب أن تساهم في دفع رواتب المغربي بقيمة 6 ملايين ريال، بينما يتكفل النموذجي بـ4 ملايين فقط، ما دفع الليث لرفض العرض.

وبينما كان الهلال يبحث عن حل لأزمة الهجوم في كأس العالم للأندية 2025، بعد التأهل التاريخي إلى ربع النهائي بإقصاء مانشستر سيتي، قررت إدارة الزعيم، استعارة عبد الرزاق حمد الله من صفوف الشباب، ليشارك في المونديال فقط.

ولكن، يمكن القول إن حمد الله أيضًا كان ضحية لصفقات المشروع السعودي الجديد، خاصة في ظل تألق ماركوس ليوناردو طوال البطولة، ليقرر المدير الفني سيموني إنزاجي، إشراكه بديلًا في الدقيقة 75، في مباراة الهلال وفلومينينسي، والتي انتهت بخسارة الزعيم بهدفين مقابل هدف، لينتهي مشوار المغربي سريعًا مع الأزرق الذي قرر إنهاء إعارته.

وفي ظل الدقائق القليلة التي شارك بها حمد الله بقميص الهلال، تحوّل بها إلى مادة للسخرية، في ظل رحلته التي انتهت بأسرع من المتوقع، وكان إجماليها هو 15 دقيقة في الوقت الأصلي و7 دقائق بدل الضائع.