شخصية حديدية وكاد أن يتعدى على جيسوس وتفوق على إنزاجي .. كونسيساو سلاح الاتحاد لمواجهة كبار "روشن"!

قبل أن يأتي كونسيساو لتولي تدريب الاتحاد، كان له تاريخًا طويلًا مع مواطنه جورج جيسوس المدير الفني الحالي لنادي النصر، والذي واجهه في أكثر من مناسبة.

واجه كونسيساو جيسوس في 19 مباريات من قبل، إذ نجح في الفوز في 7 بينما فاز مدرب النصر الحالي في 6 مواجهات، بينما انتهت 6 بالتعادل، حيث كانت تعرف المواجهات بينهما بالقوة والشراسة.

وعلى الجانب الآخر، واجه كونسيساو المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي المدير الفني الحالي لنادي الهلال 4 مرات من قبل، سواء كمدرب لنادي بورتو أو لنادي ميلان.

وتمكن المدرب البرتغالي في التفوق على إنزاجي حينما مدربًا لميلان في حيث فاز عليه مرتين وتعادل معه في مباراتين.

وسيتجدد اللقاء بين كونسيساو ضد جيسوس وإنزاجي في دوري روشن السعودي، حيث من المتوقع أن تكون تلك المواجهات ساخنة وملتهبة.

بدأت علاقة كونسيساو وجيسوس عام 1995، حينما كان الأخير في بداية مشواره التدريبي ومدرب الاتحاد المنتظر لاعبًا يبلغ من العمر 20 عامًا، وذلك في نادي فيلجويراس الذي كان معارًا له من بورتو، حيث أعجب مدرب النصر الحالي بقدراته.

وتألق بالفعل كونسيساو تحت قيادة جيسوس، الذي قال عنه خلال تصريحات صحفية سابقة: "كان لاعبًا صغيرًا في ذلك التوقيت، وكنت مدربًا لفريق فيلجويراس، كان سيرجيو يلعب مع ليسا، وعندما شاهدت تلك المباراة، قررنا ضمه إلى فيلجويراس وكان عمره 20 عامًا".

وبعد أن مرت السنوات وأصبح كونسيساو مدربًا لبورتو، في الوقت الذي كان فيه جيسوس مدربًا لنادي بنفيكا في الولاية الثانية له، بالتحديد موسم 2020-21، تسببت المنافسة بين الفريقين في توتر العلاقة بينهما.

وخلال مباراة جمعت بين بورتو وبنفيكا بالجولة 14 ضمن الدوري البرتغالي في يناير 2021، والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، تحدث كونسيساو وجيسوس بلهجة حادة خارج أرضية الملعب، وتطور النقاش بينهما، حتى كاد أن يتعدى سيرجيو على جورج لولا تدخل المسؤولين لإبعادهما عن بعضهما البعض.

بعدها علق جيسوس على الواقعة قائلًا: "علاقتي به كانت جيدة جدًا، ولكنني لم أعد أتحدث إليه مرة أخرى، لأن الأمر كان صعبًا عليّ، فالعلاقة بيننا كانت تتجاوز كرة القدم، لأننا كنا صديقين مقربين، والأمر كان صعبًا في هذا اليوم، ومن وقتها لم نتحدث مرة أخرى".

كما كانت علاقته قوية بإنزاجي، لأن الثنائي تزاملا كلاعبان في صفوف لاتسيو، قبل أن تحدث مشادة بينهما كمدربان الموسم الماضي في ديربي الغضب.

يُعرف المدرب البرتغالي بأن أسلوبه يعتمد بشكل أساسي على التنظيم الصارم والانضباط الجماعي، مع ميول هجومية عبر الأطراف واللامركزية في الثلث الأخير.

ويلعب كونسيساو بطريقة 4-2-3-1 أو 4-4-2 أو 4-3-3، ويعتمد بشكل كبير على تقدم الأظهرة بشكل مستمر لتوسيع الملعب، وهو الأمر الذي قد يتسبب في بعض الإشكاليات لنادي الاتحاد، بسبب عدم وجود ظهير قادر على أداء هذا الدور.

وفي خط الوسط يميل للاعتماد على 3 لاعبين متوازنين، مثل فابينيو وكانتي بالإضافة إلى حسام عوار، فهي تركيبة متنوعة.

وعلى الصعيد الهجومي إذا اعتمد كونسيساو على طريقة اللعب 4-4-2، فسيحتاج إلى مهاجم آخر بجوار كريم بنزيما، فسيكون أمامه خيارين، إما الاعتماد على المهاجم التقليدي صالح الشهري، أو توظيف عوار كشبه مهاجم.

وأما عن أسلوب الضغط، فالمدرب البرتغالي يعتمد على ضغط متوسط وخط دفاع متماسك، قد يتحول أحيانًا إلى سداسي دفاعي وهو نفس الأمر الذي يُشبه إلى حد كبير طريقة لوران بلان ونونو سانتو.

وأمام الفرق الكبرى، لا يركز كونسيساو على مسألة الاستحواذ على الكرة، حيث يعتمد بشكل كبير على الارتداد السريع، وهو سلاح مميز لدى الاتحاد، حيث يقدم تحضيرًا ممتازًا للمباريات الكبيرة، ولكنه غالبًا ما يتعثر أمام الفرق الصغيرة.

ويمتلك كونسيساو شخصية صارمة وعنيدة، ويضع مجهود اللاعب قبل الموهبة، وهو ما قد يخلق بعض الصدام مع نجوم الاتحاد، الذين لا يقدمون الأداء البدني المطلوب.

ولما يمتلكه من شخصية قوية، وأسلوب تكتيكي مُحكم، سيكون المدرب البرتغالي قادرًا على تصحيح أوضاع الاتحاد خلال الفترة المقبلة.

كونسيساو الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، لديه الخبرات اللازمة من أجل تطوير اللاعبين، بالإضافة إلى أنه سيهتم بالجانب البدني لدى اللاعبين، بعد أن ظهروا بمستوى غير مقنع منذ بداية الموسم الماضي.

ولكن لن ينجح المدرب دون الدعم الكافي من جانب الإدارة والجماهير خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى ضرورة توفير كل طلباته الفنية خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.