كانت الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول هي المسرح الذي نصب فيه سوتو جرادو نفسه بطلًا للرواية.
بدأت القصة عندما احتسب ركلة جزاء للزمالك، وقف لها عبد الله السعيد وتصدى لها ببراعة حارس الأهلي محمد الشناوي.
هنا، اتخذ سوتو جرادو قراره الأول الذي أثار الدهشة: إعادة تنفيذ الركلة، كان قرارًا شجاعًا ونادرًا، لكنه صحيح قانونيًا بنسبة 100%، حيث أظهرت الإعادة التلفزيونية دخول لاعبين من الفريقين إلى منطقة الجزاء قبل التنفيذ.
لقد كان تطبيقًا صارمًا ودقيقًا لنص القانون، أظهر شخصية حكم لا يخشى اتخاذ القرارات الصعبة حتى في أصعب الديربيات.
لكن الدراما لم تنتهِ، تقدم حسام عبد المجيد لتسديد الركلة المعادة وسجلها بنجاح، وهنا، انفجر الجدل الحقيقي.
أظهرت الكاميرات بوضوح دخول لاعبين من الزمالك إلى المنطقة قبل التسديد، ووفقًا لنص القانون الصريح، فإن دخول لاعب مهاجم أثناء تسجيل ركلة جزاء يستوجب إعادة الركلة مرة أخرى.
لكن سوتو جرادو، الذي كان دقيقًا كالجراح قبل دقيقة واحدة، لم يشر إلى شيء هذه المرة واحتسب الهدف، ربما مستندًا إلى دخول قدم أحد نجوم الأهلي للمنطقة مع لاعبي الزمالك.
لقد كانت مفارقة عجيبة: قرار مثالي في تطبيق القانون، يليه مباشرة ما يبدو أنه خطأ فادح في تقدير حالة مماثلة، وهي قصة تلخص مسيرة الحكم الإسباني المليئة بالمتناقضات.
ومع الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول قرر الحكم أن يتحسب ركلة جزاء من العدم للأهلي المصري متخيلًا أن الكرة لمست يد أحد نجوم الزمالك عند تسديدها، لكن الواقع أنها لم تفعل ذلك وهو ما أكده حكم تقنية الفيديو له ليقوم بإلغاءها بعدما كاد أن يتسبب في المزيد من الجدل في مباراة القمة التي شهد شوطها الأول تقدم الزمالك بهدف نظيف من ركلة الجزاء الأولى.
الغريب أنه لم يعد للقرار الأصلي للعبه والذي كان يجب أن يكون ركلة ركنية، وقرر أن يقوم بعملية إسقاط منح بها الاستحواذ للزمالك في اللحظة الأولى من الوقت بدل من الضائع.