FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-BARCELONAAFP

من ريال مدريد إلى شكاوى تشافي.. قطار أزمات سوتو جرادو يصل إلى محطة القاهرة!

عندما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم استقدام الحكم الإسباني سيزار سوتو جرادو لإدارة قمة الأهلي والزمالك، كان يعلم أنه لا يستقطب مجرد حكم دولي، بل يستورد شخصية تحكيمية فريدة، رجل اعتاد على العيش في قلب العواصف الإعلامية في الليجا الإسبانية.

ولم يخيب سوتو جرادو التوقعات، ففي ليلة واحدة، نجح في أن يترك بصمته الجدلية، وأن يشعل نقاشًا واسعًا بقراراته، ليثبت أن الجدل يتبعه أينما حل، من ملاعب مدريد وبرشلونة إلى استاد القاهرة.

  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-ELCHEAFP

    دراما ركلات الجزاء: تطبيق صارم للقانون.. وخطأ فادح؟

    كانت الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول هي المسرح الذي نصب فيه سوتو جرادو نفسه بطلًا للرواية.

    بدأت القصة عندما احتسب ركلة جزاء للزمالك، وقف لها عبد الله السعيد وتصدى لها ببراعة حارس الأهلي محمد الشناوي. 

    هنا، اتخذ سوتو جرادو قراره الأول الذي أثار الدهشة: إعادة تنفيذ الركلة، كان قرارًا شجاعًا ونادرًا، لكنه صحيح قانونيًا بنسبة 100%، حيث أظهرت الإعادة التلفزيونية دخول لاعبين من الفريقين إلى منطقة الجزاء قبل التنفيذ.

    لقد كان تطبيقًا صارمًا ودقيقًا لنص القانون، أظهر شخصية حكم لا يخشى اتخاذ القرارات الصعبة حتى في أصعب الديربيات.

    لكن الدراما لم تنتهِ، تقدم حسام عبد المجيد لتسديد الركلة المعادة وسجلها بنجاح، وهنا، انفجر الجدل الحقيقي.

    أظهرت الكاميرات بوضوح دخول لاعبين من الزمالك إلى المنطقة قبل التسديد، ووفقًا لنص القانون الصريح، فإن دخول لاعب مهاجم أثناء تسجيل ركلة جزاء يستوجب إعادة الركلة مرة أخرى.

    لكن سوتو جرادو، الذي كان دقيقًا كالجراح قبل دقيقة واحدة، لم يشر إلى شيء هذه المرة واحتسب الهدف، ربما مستندًا إلى دخول قدم أحد نجوم الأهلي للمنطقة مع لاعبي الزمالك.

    لقد كانت مفارقة عجيبة: قرار مثالي في تطبيق القانون، يليه مباشرة ما يبدو أنه خطأ فادح في تقدير حالة مماثلة، وهي قصة تلخص مسيرة الحكم الإسباني المليئة بالمتناقضات.

    ومع الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول قرر الحكم أن يتحسب ركلة جزاء من العدم للأهلي المصري متخيلًا أن الكرة لمست يد أحد نجوم الزمالك عند تسديدها، لكن الواقع أنها لم تفعل ذلك وهو ما أكده حكم تقنية الفيديو له ليقوم بإلغاءها بعدما كاد أن يتسبب في المزيد من الجدل في مباراة القمة التي شهد شوطها الأول تقدم الزمالك بهدف نظيف من ركلة الجزاء الأولى.

    الغريب أنه لم يعد للقرار الأصلي للعبه والذي كان يجب أن يكون ركلة ركنية، وقرر أن يقوم بعملية إسقاط منح بها الاستحواذ للزمالك في اللحظة الأولى من الوقت بدل من الضائع.

  • إعلان
  • Vinicius Junior Real Madrid 2025Getty Images

    سجل حافل بالجدل: من هو سيزار سوتو جرادو؟

    لم يأتِ الجدل الذي أثاره سوتو جرادو في القاهرة من فراغ، فسجله في إسبانيا حافل بالمواقف التي جعلته دائمًا في مرمى نيران كبار أندية الليجا.

    لعل الحادثة الأشهر في مسيرته كانت في مايو 2023، خلال مباراة فالنسيا وريال مدريد، حين كان حكمًا لتقنية الفيديو.

    في تلك الليلة، شهدت المباراة اعتداءً على فينيسيوس جونيور من لاعب فالنسيا هوجو دورو الذي أمسكه من رقبته.

    قام سوتو جرادو باستدعاء حكم الساحة، لكنه عرض عليه فقط لقطة رد فعل فينيسيوس وضربه لدورو، متجاهلاً الاعتداء الأصلي الذي تعرض له البرازيلي. 

    بناءً على هذه اللقطة المجتزأة، تم طرد فينيسيوس، وانفجرت أزمة كبرى أدت إلى غياب سوتو جرادو عن إدارة مباريات الملكي لفترة.

  • Sevilla FC v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    أزمته مع تشافي

    ولم تقتصر مشاكله على ريال مدريد، فمدرب برشلونة السابق تشافي هيرنانديز كان من أشد منتقديه. 

    ففي مباراة برشلونة وخيتافي في أغسطس 2023، طُرد تشافي ببطاقة حمراء مباشرة من سوتو جرادو، وخرج المدرب الكتالوني لاحقًا في مؤتمر صحفي ليشن هجومًا عنيفًا على الحكم، متهمًا إياه بـ"اختراع" لمسة يد على جافي و"السماح باللعب العنيف" من قبل لاعبي خيتافي، ومنع برشلونة من ركلة جزاء مستحقة واصفًا إدارته للمباراة بأنها "وصمة عار".

    هذه الحوادث، وغيرها الكثير، رسمت صورة لحكم لا يتردد في اتخاذ قرارات صارمة، لكنه في نفس الوقت يرتكب أخطاء تقديرية فادحة تثير غضب الجميع.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Deportivo Alaves v Real Madrid CF - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في النهاية، قدم سيزار سوتو جرادو في قمة الكرة المصرية نسخة مصغرة ومكثفة من مسيرته التحكيمية بأكملها: شجاعة في تطبيق نصوص القانون المعقدة، وقرارات صارمة لا تحظى بشعبية، وفي نفس الوقت، أخطاء تقديرية تفتح بابًا واسعًا للجدل والتشكيك. 

    لقد أثبت أن شخصيته التحكيمية لا تتغير سواء كان يدير مباراة في سانتياجو برنابيو أو في ستاد القاهرة.

    ترك سوتو جرادو وخلفه نفس الانطباع الذي تركه في إسبانيا: حكم قوي الشخصية، لا يمكن التنبؤ بقراراته، ومغناطيس دائم للجدل. 

    قد أشعل القمة بالفعل، لكنه ترك النقاد والجماهير يتساءلون: هل كان بطل الأمسية أم المتهم الرئيسي فيها؟

0