سوبرمان الكادحين وصديق الإنسانية.. من هو يورجن كلوب؟

معركة إعادة النادي الكبير إلى الواجهة كانت أكثر صعوبة بالطبع، ليؤكد كلوب أنه أحد أفضل المدربين في التاريخ الحديث لكرة القدم بالفعل. 

احتاج كلوب إلى سنوات من أجل البناء ثم الحصاد، وها هو على بعد خطوات قليلة من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد عام واحد فقط من التتويج بدوري أبطال أوروبا. 

المرحلة الأهم والتي قدم فيها الرجل نفسه للعالم، حيث طبق نفس المبادئ والأفكار ولكن في خطوة متقدمة أكثر، ليتوج بألقاب محلية في ألمانيا ويكسر شوكة بايرن ميونخ ويصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. 

هذه المرحلة قدم فيه لاعبون مثل ليفاندوفسكي ورويس وجوتزة وكوبا وبيتشيك وشميلزر ونوري شاهين والعديد من النجوم الذين لم يكونوا نجومًا قبله.

أعلن اعتزال كرة القدم في 2001، وأصبح مديرًا فنيًا لنادي ماينتس، خلال 3 سنوات فقط ساعدهم على الصعود إلى الدوري الألماني في عام 2004، ليبدأ صيته التدريبي يتسع في ألمانيا.

تجربة ماينتس جعلته مطلوبًا لخطوات أعلى، وأثبتت صحة تجربته بالاستثمار في اللاعبين المتوسطين وأن النجاح يحدث بناء على العمل لا الأموال

تصريحات كلوب مثيرة للجدل دائمًا، لأنه ينتقد كل شيء، الحكم، الظروف المناخية، العشب، الرياح، أي شيء يرفع فيه الانتقادات من على لاعبيه وعلى نفسه بدرجة أقل.

يمتلك كلوب فلسفة خاصة في ذلك بأن يدافع عن لاعبيه دائمًا ويشعرهم أنه سلاح موجه لأي انتقادات توجه لهم، ولكنه يبالغ أحيانًا، بل كثيرًا.

ولأن الرجل يفكر ببعد إنساني فلسفي دائمًا، حاول تطبيق ما حدث معه في مسيرته كلاعب مع اللاعبين، بالأحرى، ما أراد أن يحدث معه حين كان لاعبًا. 

كلوب يؤمن أن جميع المتوسطين كإمكانيات بإمكانهم أن يصبحوا لاعبين أفضل بالعمل البدني والتوظيف السليم، لذلك دائمًا ما يمنح الثقة للاعبين منبوذين من الجميع، وينجح في النهاية بهم بناء على عمل السنوات.

كان يورجن كلوب لاعبًا متوسطًا، حيث لم يحظِ بشهرة كبيرة أثناء مسيرته، لعب خلالها معظم سنواته التي استمرت 15 عامًا في ماينتس في دوري الدرجة الثانية الألمانية، حيث وقع للنادي في  1990. 

بدأ كلوب مسيرته كمهاجم ثم تحول للعب كمدافع، كان لا يمتلك إمكانيات كبرى ولكنه نجح، وآمن أن كل لاعب يحتاج إلى ظروف خاصة تحرج أفضل ما بداخله. 

كان كلوب يلعب على مستوى الهواة ويدرس في الجامعة في نفس الوقت، لذلك قد عمل في مستودع لتخزين شرائط الفيديو لكي يوفر مصاريفه الخاصة.

كان يبدأ العمل حين تصل الشاحنة للمستودع في السادسة صباحًا، يأخذ الشرائط الجديدة ويقوم بنقلها إلى العربة، ينام 5 ساعات فقط يوميًا ليستيقظ مبكرًا من أجل العمل ثم الدراسة الجامعية ثم التدريبات، حياة شاقة صنعت تفاصيلها ذلك البطل.