Joan Laporta Florentino PerezSocial gfx/ Goal Arabia

اللعب مع القانون! .. عندما يصبح ريال مدريد وبرشلونة "وجهين لعملة واحدة" في مكر تسجيل اللاعبين

المناكفات والمناوشات بين جماهير وإعلاميي ريال مدريد وبرشلونة، مستمرة منذ قديم الأزل؛ بل وتتصاعد كل عامٍ، عن الذي سبقه.

ويدعي كل طرف أن المنافس، يحصل على امتيازات أكثر من فريقه؛ سواء في التحكيم، أو المعاملات الإدارية وتسجيل اللاعبين.

لكن.. بالنظر إلى الوقائع التي حدثت في الفترة الأخيرة تحديدًا؛ سنجد أن ريال مدريد وبرشلونة "وجهين لعملة واحدة" في كثير من الأمور، خاصة ملف تسجيل اللاعبين.

ريال مدريد وبرشلونة يستغلان "ثغرات القانون"، كل منهما بطريقته الخاصة؛ من أجل تسجيل اللاعبين، أو الصفقات الجديدة التي يتم التعاقد معها.

نعم.. برشلونة يعاني اقتصاديًا عكس ريال مدريد، ويحتاج إلى كل "ثغرة قانونية" لتسجيل لاعبيه؛ إلا أن الميرينجي أيضًا لجأ إلى هذا الأمر، لحل وتسهيل بعض الملفات العالقة.

وتستعرض النسخة العربية من موقع "جول" من ناحيتها؛ كيف استفاد ريال مدريد وبرشلونة من "ثغرات القانون"، لتسجيل لاعبي الفريقين..

  • FBL-SPAIN-BARCELONA-LAPORTAAFP

    الدستور الإسباني بمثابة "الثغرة القانونية" لبرشلونة ضد الرابطة

    في البداية.. يجب أن نعلم أن الدستور الإسباني، يمنح الحق إلى الأندية الرياضية في البلاد؛ للجوء إلى المحاكم العادية، في بعض الحالات.

    بمعنى أنه يُمكن للأندية الطعن في القرارات الصادرة عن الهيئات الرياضية أو الإدارية أمام المحاكم المدنية؛ خاصة إذا شعرت بأنها غير قانونية، أو تضر بمصالحها.

    وهذا الأمر كان بمثابة "الثغرة القانونية"، التي استغلها نادي برشلونة تحديدًا - بقيادة رئيسه جوان لابورتا - ضد الرابطة الإسبانية المحترفة؛ لتسجيل عددٍ من لاعبيه، في قائمة الفريق الأول لكرة القدم.

    ويواجه برشلونة قيودًا كبيرة في تسجيل لاعبيه؛ منذ الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تعرض لها بعد تفشي فيروس "كورونا"، وتطبيق قانون "اللعب المالي النظيف".

    قانون "اللعب المالي النظيف" يحدد سقف رواتب محدد، للأندية التي تُعاني من ديون كبيرة؛ الأمر الذي يجعلها غير قادرة على إبرام بعض الصفقات، وتسجيل اللاعبين في قائمتها.

     ولعل أكبر مثال على ذلك؛ ما حدث مع النجم الإسباني الشاب بابلو جافي مطلع عام 2023، عندما لجأ برشلونة إلى القضاء وقتها.

  • إعلان
  • Gavi Barcelona 2025Getty Images

    برشلونة سجل عقد بابلو جافي مع الفريق الأول بـ"حكم قضائي"!

    بابلو جافي البالغ من العمر 21 سنة حاليًا، يرتبط بعقدٍ مع فريق برشلونة الأول لكرة القدم، حتى 30 يونيو 2030.

    ووقع جافي عقدًا احترافيًا مع فريق برشلونة الأول لكرة القدم، مطلع عام 2023؛ ولمدة 3 سنواتٍ كاملة، حتى 30 يونيو 2026.

    وفيما بعد.. جدد النجم الإسباني الشاب الذي تدرج في مختلف الفئات السنية لنادي برشلونة، عقده مع الفريق الأول مرة أخرى؛ حتى 30 يونيو 2030، وهو الساري حاليًا بين الطرفين.

    وبالعودة إلى العقد الذي وقعه جافي مطلع عام 2023؛ سنجد أن برشلونة كان حريصًا جدًا وقتها، على تسجيله في قائمة الفريق الأول.

    سبب هذا الحرص هو أن بابلو جافي؛ كان غير مسجل وقتها ضمن قائمة الفريق الأول، ويحق له الرحيل مجانًا صيف عام 2023.

    أي أن جافي كان يلعب مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة، ببطاقة "لاعب رديف"؛ وهو الأمر الذي جعل العملاق الكتالوني، مهددًا بخسارته.

    وعلى الرغم من تجديد عقده مطلع عام 2023؛ رفضت الرابطة الإسبانية تسجيل جافي في قائمة فريق برشلونة الأول، بحجة وجود عجز مالي في سقف رواتب النادي بقيمة 200 مليون يورو.

    هُنا.. استغل مجلس إدارة برشلونة نص الدستور، الذي يسمح للأندية الإسبانية باللجوء إلى القضاء العادي؛ حيث قرر رفع دعوى مستعجلة أمام "المحكمة التجارية"، لطلب تسجيل عقد جافي مع الفريق الأول.

    واستند برشلونة في دعواه؛ إلى أن جافي من الأصول الكبيرة للنادي، وعدم تسجيل عقده في قائمة الفريق الأول يجعله يرحل مجانًا صيف عام 2023، ما يُعرض العملاق الكتالوني لخسائر مالية ضخمة.

    وبالفعل.. اقتنعت المحكمة بحجة برشلونة، وقررت إلزام الرابطة الإسبانية بقيادة رئيسها خافيير تيباس؛ بتسجيل جافي في قائمة الفريق الأول للعملاق الكتالوني.

    وقدمت الرابطة استئنافًا ضد القرار، وتمكنت من رفع اسم جافي من قائمة برشلونة الأول؛ إلا أن العملاق الكتالوني طعن مجددًا أمام المحكمة، وانتصر في النهاية.

  • Marc-André ter Stegen, Germany, DFB-TeamGetty Images

    الإصابات الطويلة "طوق نجاة" لبرشلونة من أجل تسجيل لاعبيه

    بخلاف بابلو جافي.. استخدم نادي برشلونة بندًا قانونيًا آخر؛ لقيد عددٍ من لاعبيه، في قائمة الفريق الأول لكرة القدم.

    هذا البند القانوني توفره الرابطة الإسبانية المحترفة هذه المرة؛ وهو يتعلق بإمكانية استخدام 50 إلى 80% من راتب أي لاعب مصاب، لتسجيل نجم آخر مكانه.

    وهُناك شرط بالطبع لاستخدام هذا البند؛ وهو أن تكون مدة غياب اللاعب المصاب، الذي سيستخدم النادي راتبه لتسجيل نجم آخر، لا تقل عن 4 أشهر.

    وإذا كان غياب اللاعب من 4 إلى 5 أشهر، يحق للنادي وقتها استخدام 50% من راتبه لتسجيل نجم آخر؛ إما إذا الابتعاد عن الساحرة المستديرة يزيد عن الخمسة أشهر، فهُنا يُمكن استغلال 80% من الراتب.

    وبالفعل.. فعّل مجلس إدارة برشلونة بقيادة رئيسه جوان لابورتا، هذا البند القانوني "5 مرات"؛ منذ يناير من عام 2024، وحتى صيف العام الحالي.

    وفيما يلي.. الحالات التي استخدم فيها برشلونة هذا البند القانوني:

    * يناير 2024: سجل عقد فيتور روكي؛ من مساحة راتب بابلو جافي "المصاب".

    * صيف 2024: سجل عقد إينيجو مارتينيز؛ من مساحة راتب رونالد أراوخو "المصاب".

    * صيف 2024: سجل عقد داني أولمو؛ من مساحة راتب أندرياس كريستنسن "المصاب".

    * أواخر 2024: سجل عقد فويتشيك شتشيسني؛ من مساحة راتب مارك أندريه تير شتيجن "المصاب".

    * صيف 2025: سجل عقد جوان جارسيا؛ من مساحة راتب مارك أندريه تير شتيجن "المصاب".

    وبكل الحالات السابقة كانت إصابات نجوم فريق برشلونة الأول لكرة القدم، لا تقل عن 4 أشهر أبدًا، بل زادت كثيرًا في بعض الحالات؛ وهو الأمر الذي سهل من عملية تسجيل أسماء أخرى، بدلًا منهم.

  • Vissel Kobe v FC Barcelona - Preseason FriendlyGetty Images Sport

    بند "عفا عليه الزمن" ينقذ مسيرة داني أولمو مع نادي برشلونة

    ومن بين الحالات الماضية ذكرنا اسم النجم الإسباني داني أولمو؛ والذي تعاقد معه نادي برشلونة في صيف 2024، قادمًا من صفوف فريق لايبزيج الأول لكرة القدم.

    حالة أولمو تحديدًا تستحق التوقف عندها كثيرًا؛ حيث أن برشلونة سجله في بداية موسم 2024-2025، من مساحة راتب المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن "المصاب".

    ونظرًا لأن اللجنة الطبية حددت غياب كريستنسن بين 4 إلى 5 أشهر؛ فإن برشلونة استغل 50% فقط من راتبه، لتسجيل عقد أولمو.

    بمعنى.. العملاق الكتالوني سجل أولمو من مساحة كريستنسن، حتى فترة الانتقالات الشتوية فقط؛ مع إلزامية إعادة قيده مجددًا في "يناير 2025"، ولكن بتوفير مساحة طبيعية له في سلم رواتب الفريق الأول هذه المرة.

    برشلونة عجز عن هذا الأمر، حيث لم يستطع توفير مساحة في سلم الرواتب خلال شهر يناير 2025، لإعادة تسجيل أولمو في قائمة الفريق الأول لكرة القدم مجددًا.

    هُنا.. أصبح نادي برشلونة مهددًا بخسارة نجمه الإسباني من شهر يناير 2025، حتى نهاية الموسم الرياضي.

    وللخروج من هذه الأزمة؛ لجأ برشلونة بقيادة رئيسه جوان لابورتا إلى المجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا، للمطالبة بتسجيل أولمو في قائمة الفريق الأول.

    واستغل برشلونة "ثغرة قانونية" مفاجئة؛ وهي أن البند الذي اعتمدت عليه الرابطة الإسبانية المحترفة، لرفع اسم أولمو من قائمة الفريق الأول في يناير "2025"، عفا عليه الزمن وأصبح غير قابل للتنفيذ في الوقت الحالي.

    ورأى المجلس الأعلى للرياضة أن برشلونة محقًا في ذلك، وأنه لعدم الإضرار بمسيرة داني أولمو الرياضية؛ يجب استمرار قيده في صفوف الفريق الأول للعملاق الكتالوني حتى نهاية موسم 2024-2025، لحين حسم المسألة بين الطرفين وديًا أو قضائيًا.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-REAL MADRIDAFP

    بيع "أصول النادي" ساعد برشلونة مثل ريال مدريد بشكلٍ كبير!

    لم ينتهِ الحديث عن نادي برشلونة، بخصوص استغلال "ثغرات القانون" لتسجيل لاعبيه؛ لكن هُناك نقطة اشترك فيها مع العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد.

    وقام مجلس إدارة برشلونة بقيادة رئيسه جوان لابورتا، في صيف عام 2022؛ ببيع جزء من أصول النادي مثل الاستوديوهات الخاصة به، من أجل تسجيل الصفقات الجديدة.

    وقتها.. تعاقد برشلونة مع أسماء كبيرة؛ مثل المهاجم روبرت ليفاندوفسكي، الجناح رافينيا دياز، المدافع جول كوندي وغيرهم.

    ومع الأزمة المالية الكبيرة للنادي، كان لزامًا على برشلونة أن يولد دخلًا إضافيًا؛ من أجل السماح بتسجيل هؤلاء اللاعبين، في قائمة الفريق الأول لكرة القدم.

    واعتبر البعض من مشجعي ريال مدريد والإعلام التابع له؛ أن برشلونة "تحايل على القانون" من خلال بيع جزء من أصوله لتسجيل لاعبيه الجدد، باعتبار أن هذا الدخل فوري ولا يمكن احتسابه ضمن مكاسب "اللعب المالي النظيف".

    لكن.. المثير في الأمر أن نادي ريال مدريد نفسه استخدم هذا الأمر؛ على النحو التالي:

    * أولًا: بيع بعض مقاعد "كبار الشخصيات" في ملعب سانتياجو برنابيو الجديد؛ مقابل 82 مليون يورو، لمدة 30 عامًا.

    * ثانيًا: احتساب مداخيل "الحفلات الغنائية" التي تقام على ملعب سانتياجو برنابيو الجديد؛ ضمن مكاسب "اللعب المالي النظيف".

    وساهمت هاتان النقطتان تحديدًا، في تسجيل أرباح بمداخيل نادي ريال مدريد، خلال العامين الماضيين؛ وبالتالي.. عدم الخروج من قاعدة 1:1 في "اللعب المالي النظيف"، وتسجيل الصفقات الجديدة بشكلٍ طبيعي.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025Getty

    قوانين "خاصة" استفاد منها ريال مدريد عبر الزمن مع لاعبيه

    من المعروف أن اللاعبين الناشطين في الأندية الإسبانية، يدفعون ضريبة تصل إلى 50%، من قيمة رواتبهم.

    بمعنى.. إذا أراد نادي ريال مدريد دفع راتب "صافي" إلى مهاجمه الفرنسي الكبير كيليان مبابي، يُقدر بـ30 مليون يورو في الموسم الرياضي الواحد؛ فإنه سيكون ملزمًا أساسًا لإعطائه 60 مليونًا.

    أي أن مبابي يحصل على 30 مليونًا "صافيًا" له؛ ويقوم بدفع نفس المبلغ إلى الحكومة الإسبانية، كضريبة.

    لذلك.. عندما طرح البرلمان الإسباني أو حزب الأغلبية هُناك، قانونًا لتخفيض الضريبة على الأجنبي الذي يعيش في العاصمة "مدريد"، من 50 إلى 20%؛ ربط البعض بينه وصفقة انتقال مبابي إلى الميرينجي.

    هذا القانون تم طرحه بالتزامن مع مفاوضات ريال مدريد للتعاقد مع النجم الفرنسي، في صيف عام 2024؛ لذلك.. سمي بـ"قانون مبابي".

    واعتبر البعض وقتها أن هذا القانون سيتم إقراره، لمساعدة ريال مدريد على تسجيل مبابي في قائمته؛ خاصة مع تضخم رواتب نجوم الفريق الأول، وإمكانية تعارضها مع "اللعب المالي النظيف".

    لكن فيما بعد.. خرجت صحيفة "ماركا" لتؤكد أن هذا القانون سيستفيد منه الأجانب المتواجدين في مدريد، منذ 6 سنواتٍ كاملة، وليس مبابي.

    الصحيفة أشارت أيضًا إلى أن مبابي، إذا أراد الاستفادة من هذا القانون؛ سيكون عليه أن يستثمر 250 مليون يورو في موسمه الأول، مع ريال مدريد.

    وأيًا كان ريال مدريد قد استفاد من هذا القانون في صفقة مبابي من عدمه؛ فإن الحقيقة أنه كان هُناك قانون آخر تم إقراره عام 2005، سهل من تسجيل عقد النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام مع الميرينجي.

    في عام 2005.. تم إقرار ما عُرِف باسم "قانون بيكهام"؛ عندما تم تخفيض الضريبة على الأجانب إلى 24% فقط؛ حيث كان النجم الإنجليزي من أوائل المستفيدين منه.

    واستهدف القانون - الذي استمر لبعض الوقت قبل أن يتم إلغاءه -، جميع العمال الأجانب الذي يعيشون في إسبانيا خاصة الأثرياء منهم؛ ونص على أن يدفع هؤلاء الأشخاص الضرائب على دخلهم وأصولهم المحلية فقط، وليس على دخلهم وأصولهم غير الإسبانية.

  • Real Madrid CF v CA Osasuna - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    فرانكو ماتانتونو دليل جديد على لعب نادي ريال مدريد بـ"القانون"

    وأخيرًا.. أثارت صفقة تعاقد ريال مدريد مع الموهبة الأرجنتينية فرانكو ماتانتونو، خلال صيف العام الحالي "2025"؛ الكثير من الجدل في الشارع الرياضي الإسباني.

    ريال مدريد تعاقد مع ماتانتونو البالغ من العمر 18 سنة، قادمًا من صفوف فريق ريفربليت الأول لكرة القدم؛ مقابل 45 مليون يورو "ثابت"، بالإضافة إلى متغيّرات تجعل قيمة الصفقة تصل إلى 63 مليونًا تقريبًا.

    إلا أن هذا ليس ما أثار الجدل؛ بل قيام مجلس إدارة نادي ريال مدريد بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز، بتسجيل هذا اللاعب في قائمة "الفريق الرديف" بالنادي بدلًا من الفريق الأول.

    وتمنح اللوائح في إسبانيا الحق لأي نادٍ، بأن يسجل لاعبيه الجدد في صفوف "الفريق الرديف"، إذا كان سنه أقل من 23 عامًا؛ لكن بشرط أن يلعب مع هذه الفئة عدة مباريات، وبشكلٍ منتظم.

    والجميع يعلم أن ريال مدريد تعاقد مع ماتانتونو للفريق الأول؛ إلا أن الإدارة استغلت سنه الصغير "18 عامًا"، لتسجيله في "الرديف" وعدم شغل مقعد أجنبي أو مساحة في سلم رواتب الفريق الأول.

    ومن هُنا.. تم توجيه اتهامات إلى ريال مدريد بأنه "تحايل على القانون" في تسجيل ماتانتونو؛ خاصة أنه لم يتدرب مع "الرديف"، ولم يخض معه أي مباراة.

    وبالتالي.. أثبت ريال مدريد في هذه الحالة أيضًا، أنه يستغل القانون مثل نادي برشلونة تمامًا؛ لتلبية رغباته في تسجيل اللاعبين.