Real Madrid Xabi Mbappe Rodrygo GFXGOAL AR

عندما يلقي ريال مدريد بـ"دروس الماضي" في سلة المهملات .. التحكيم الأوروبي يضمد جراح المرينجي وتشابي ألونسو بين "السيئ والأسوأ" أمام مارسيليا!

"دروس الماضي لنتعلم منها؟، لا! لنكرر سيناريوهاتها" .. هذا هو واقع ريال مدريد ما بين النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا 2025-26 وسابقتها (2024-25)!

الميرينجي حقق فوزًا بشق الأنفس يوم الثلاثاء، أمام مارسيليا بثنائية مقابل هدف وحيد، على استاد سانتياجو برنابيو، ضمن الجولة الأولى من مرحلة الدوري بدوري الأبطال.

الضيوف افتتحوا التهديف في المباراة عن طريق تيموتي وياه في الدقيقة 22 من عمر الشوط الأول، لكن أصحاب الأرض عادوا بثنائية بأقدام النجم الفرنسي كيليان مبابي من ضربتي جزاء في الدقيقتين 29 و81 من عمر المواجهة.

للدخول أكثر في تفاصيل تلك المواجهة المثيرة، دعونا نستعرض أبرز أحداثها في السطور التالية..

  • درس الماضي في سلة المهملات!

    في النسخة الماضية من البطولة القارية للأندية (2024-25)، افتتح ريال مدريد بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مشواره بمواجهة شتوتجارت على استاد سانتياجو برنابيو.

    الملكي نجح وقتها في اقتناص الثلاث نقاط بالفوز (3-1)، لكن السيناريو لم يختلف كثيرًا عن سيناريو الليلة أمام مارسيليا..

    وقتها تقدم مبابي لريال مدريد في الدقيقة 46، ثم أدرك دينيز أونداف التعادل للفريق الألماني في الدقيقة 68.

    وبينما كان يتهيأ الجميع لانتهاء اللقاء بالتعادل الإيجابي (1-1)، قال أنطونيو روديجر كلمته بهدف قاتل في الدقيقة 83 ثم أضاف إندريك هدف تعزيز الفوز في الدقيقة 5+90.

    أما عن سيناريو ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو أمام مارسيليا، فالفريق الفرنسي كذلك كان يتهيأ للخروج بنقطة تعادل على الأقل، بعدما شهدت الدقيقة 72 إشهار الكارت الأحمر المباشر في وجه ظهير ريال مدريد وقائده داني كارباخال، إثر تعديه بدون كرة على الحارس جيرونيمو رولي، بينما كانت تشير النتيجة لـ(1-1).

    لكن ما هي إلا تسع دقائق فقط من واقعة الطرد حتى خطف مبابي هدف الفوز للميرينجي بفضل ضربة جزاء، احتسبت إثر لمسة يد، ليخرج الملكي بثلاث نقاط صعبة على أرضه.

    السيناريوهان متشابهان لحد كبير، فبينما يعاني ريال مدريد داخل معقله ووسط جماهيره، يبقى قادرًا على خطف الفوز بسيناريو درامي، لكنه لم يتعلم الدرس واستمر في إهدار الفرص ليصعب الأمور على نفسه وجماهيره حتى الدقائق الأخيرة.

  • إعلان
  • ما يفسده التحكيم الإسباني يصلحه الأوروبي!

    أما بالحديث عن سيناريو هدفي ريال مدريد في المباراة، فإن كنت من منافسيه، حتمًا ستردد "انتصار بالتحكيم!"..

    لاعبو ريال مدريد سقطوا أكثر من مرة داخل منطقة الـ18 مطالبين باحتساب ضربات جزائية لصالحهم على مدار شوطي اللقاء، لكن الحكم البوسني عرفان بيليتو لم يستجب لهم.

    أما عن الجزائية الأولى فهي مشكوك في أمرها بعض الشيء، فقد احتسبها الحكم البوسني بعدما وضع لاعب مارسيليا قدمه في طريق البرازيلي رودريجو، بينما كان داخل منطقة الـ18 محاولًا المراوغة.

    وانقسمت الآراء ما بين أن البرازيلي هو من ذهب لقدم منافسه أولًا دون تدخل من الثاني، وما بين أحقيته في الجزائية، لكن يبقى الحكم لخبراء التحكيم لقطع الشك باليقين.

    فيما يخص الجزائية الثانية، فهي أكثر وضوحًا بعض الشيء وإن كانت الآراء مختلفة حولها أيضًا، إذ احتسبها بيليتو، على إثر لمسة يد من لاعب مارسيليا للكرة، إذ مد ذراعه وهو ساقط أرضًا ليعيق تمريرة فينيسيوس جونيور لبراهيم دياز.

    الفوز الذي جاء بقرارات تحكيمية الليلة ربما من شأنه أن يضمد جراح الميرينجي بعض الشيء في ظل ثورته ضد التحكيم في الدوري الإسباني، وتنديده بتعرضه لظلم كبير على مدار مختلف المباريات.

    في الأساس، المدريديون دائمًا ما يقولون "نفضل التحكيم الأوروبي على الإسباني"، وهو ما لم يخذلهم الليلة في المواجهة الصعبة أمام مارسيليا.

  • معاناة ريال مدريد هجومية ودفاعية على حدٍ سواء!

    عادةً ما تعاني الفرق الكبيرة في شق واحد فقط على أقصى تقدير، لكن مع ريال مدريد أمام مارسيليا المعاناة كانت على الجانبين الدفاعي والهجومي بالقدر نفسه..

    بالحديث أولًا هجوميًا، فقد أهدر لاعبو الملكي خمس فرص محققة على أقل تقدير، فيما كانت له 18 محاولة هجومية في الشوط الأول فقط، جميعها أُهدرت.

    تسابق كيليان مبابي، رودريجو، فرانكو ماتانتونو وأردا جولر على ضياع الفرص، هذا رغم الأخطاء القاتلة التي وقع بها حارس مارسيليا، إذ كان يحتاج فقط لاعب من الريال للضغط عليه في الوقت المناسب كي يقتنص منه الكرة، لكن لم يفعل أحدهم.

    على سبيل المثال لا الحصر، في بداية الشوط الأول، مرت الكرة من تحت أقدام رولي وكانت في طريقها للشباك، لكنه برد فعل سريع أنقذ نفسه وسارع باللحاق بالكرة قبل وصولها لخط المرمى، ومن ثم قام بتشتيتها سريعًا.

    بالانتقال للجانب الدفاعي، فأبسط مثال عليه هو هدف مارسيليا الوحيد في اللقاء، إذ جاء بعدما مرر المدافع دين هاوسن كرة لزميله أردا جولر، لكن ماسون جرينوود كان قريبًا جدًا من الأخير، لينجح في استخلاص الكرة منه ثم الانطلاق نحو حدود منطقة الجزاء، فالتمرير لتيموتي وياه الذي أسكنها الشباك بنجاح.

    انفراد آخر كاد من خلاله بيير أيميرك أوباميانج أن يضيف منه الهدف الثاني للفريق الفرنسي، لكن تسديدته سكنت الشباك من الخارج.

    الحالة الدفاعية للميرينجي الليلة أعادت للأذهان تلك الحالة التي كانت قبل التعاقد مع المدرب تشابي ألونسو، رغم أنه عمل على تحسين هذا الجانب كثيرًا، لكن يبدو أن الاندفاع وراء تحفظ المنافس في وسط ملعبه، أغر اللاعبين بالتقدم أكثر لوسط الملعب، وهو ما كان يصعب الموقف في أكثر من هجمة، لولا الحارس تيبو كورتوا.

  • Real Madrid C.F. v Olympique de Marseille - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    رودريجو وفينيسيوس .. الخيار بين السيئ والأسوأ!

    في خطوة أثارت استغراب الكثيرين الليلة، قرر تشابي ألونسو دخل مواجهة مارسيليا بالبرازيلي رودريجو أساسيًا ومواطنه فينيسيوس جونيور احتياطيًا قبل الدفع به في الدقيقة 63 من عمر المباراة.

    ورغم سوء رودريجو في اللقاء إلا أنه قياسًا على لاعب لا يشارك بصفة أساسية، فقد أجاد..

    صاحب الـ24 عامًا جاء بضربة الجزاء الأولى التي سجل منها الريال هدف التعادل، بجانب تسديده ثلاث تسديدات، وخلقه ثلاث فرص تهديفية لزملائه، لم يحسنوا استغلالها.

    ربما ما عاب رودريجو بعض الشيء هي أنانيته، وبحثه عن فرصة للتهديف للرد على كل من شكك في بقائه في النادي في الميركاتو الصيفي المنقضي.

    لكن ربما مع منحه فرصة باستمرار يتغير الوضع، وتظهر إمكاناته، خاصةً وأنه يريد تحدي الجميع وأعلنها صراحةً في الأشهر الماضية "أريد النجاح هنا وليس في أي نادٍ آخر".

    لكن هل يصبر تشابي ألونسو على سوء مستواه – قياسًا على فريق بحجم ريال مدريد – حتى يستعيد حساسية المباريات ويتأقلم أكثر؟ .. الإجابة ربما تكون لا!

    المدير الفني لريال مدريد بالفعل لم يصبر عليه، ودفع بفيني بدلًا منه بعد مرور ساعة تقريبًا من المباراة، لكن الأخير تمسك بعيبه كما كان .. المراوغة المبالغ بها ومن ثم انقطاع الكرة منه من قبل الخصم وضياعها على الميرينجي.

    وحتى عندما يفقد فيني الكرة، ليس هو باللاعب الذي يضغط سريعًا لاستعادتها، ما يمثل عبئًا دفاعيًا على الفريق، وإن كان هجوميًا هو ذاك اللاعب القادر على صنع الفارق في أسوأ أحواله كما حدث الليلة، وجاء بضربة الجزاء التي أحرز منها مبابي هدف الفوز.