يدخل برشلونة واحدة من أكثر الفترات حساسية في موسمه الحالي، إذ ينتظره جدول مزدحم بالمباريات الصعبة والمصيرية على الصعيدين المحلي والأوروبي، عقب انتهاء فترة التوقف الدولي، في مرحلة قد تحدد بشكل كبير ملامح مستقبل الفريق هذا الموسم.
سيستهل الفريق الكتالوني هذه المرحلة بمواجهة محفوفة بالمخاطر أمام أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، مباراة لا تحتمل أي تعثر بعد البداية المتذبذبة في البطولة القارية. وسيسعى المدرب هانز فليك لتحقيق فوز مطمئن يعيد الثقة للاعبين قبل الدخول في سلسلة نارية من اللقاءات المنتظرة.
وبعدها بأيام قليلة فقط، يجد برشلونة نفسه على موعد مع التحدي الأكبر، حين يحل ضيفًا على ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابيو ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، في كلاسيكو قد يرسم ملامح الصدارة المبكرة للمسابقة.
الفريق الكتالوني يدخل المواجهة تحت ضغط كبير بعدما فقد القمة بسقوطه أمام إشبيلية، ليتراجع إلى المركز الثاني برصيد 19 نقطة، بفارق نقطتين عن الريال الذي حقق 7 انتصارات مقابل هزيمة وحيدة قاسية أمام أتلتيكو مدريد (5-2).
ولا تتوقف الصعوبات عند الكلاسيكو، إذ سيكون برشلونة على موعد مع مواجهات لا تقل أهمية، أبرزها أمام كلوب بروج وتشيلسي خارج الديار ضمن دوري الأبطال، بينما تنتظره لقاءات محلية صعبة أمام سيلتا فيجو وأتلتيك بيلباو، وكلاهما من الفرق التي اعتادت على إزعاج الكبار.
هذا الجدول المزدحم، الذي يفرض على الفريق خوض مباراة كل ثلاثة إلى أربعة أيام، يشكّل تحديًا بدنيًا وذهنيًا كبيرًا للاعبين، خاصة مع الشكوك المحيطة بالجاهزية الكاملة لعدد من العناصر الأساسية وتذبذب الأداء الدفاعي في الأسابيع الأخيرة.
المدرب الألماني هانز فليك سيكون أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرته على إدارة الضغوط والتعامل مع الإصابات المحتملة والإرهاق الناتج عن توالي المباريات. وسيكون عليه إيجاد التوازن بين تحقيق النتائج الإيجابية والحفاظ على طراوة التشكيلة في كل المسابقات، خصوصًا في ظل المنافسة القوية هذا الموسم على المستويين المحلي والأوروبي.
يمكن القول إن الأسابيع الأربعة المقبلة ستكون مرحلة فاصلة في موسم برشلونة، فإما أن يخرج منها أكثر ثقة واقترابًا من أهدافه، أو يدخل في دوامة الشك والضغوط التي قد تهدد طموحاته في استعادة الألقاب.