110 مليونًا وصفر دقائق في مهزلة ديربي إيطاليا .. أرقام أوسيليو ضد يوفنتوس تحذير إلى الهلال!

لم تكن النتيجة وحدها هي ما أثار استغراب جمهور النيراتزوري أمام اليوفي بالأمس، رغم أنها كانت صادمة، لكن ربما البعض يقول "أول اختبار صعب في السيري آ لكيفو، لنمررها له"، وإن كانت جماهير الفرق الكبيرة قلما تردد هذه الجملة مهما كان الخصم.

لكن ما لا يمكن تمريره هو مصير الصفقات الصيفية 2025..

كيفو أمام يوفنتوس لم يعتمد في تشكيله الأساسي على أي من الصفقات الجديدة التي تم إبرامها خلال الصيفي المنقضي (2025)، فيما دفع بالثنائي الجديد أنجي يون بوني وبيتر سوسيتش كبديلين، مع الوضع في الاعتبار أن الأخير لم يشارك إلا في آخر تسع دقائق فقط من اللقاء!

في المقابل، كان يجلس بجواره على مقاعد البدلاء صفقات بقيمة 110 مليون يورو، لم تطأ أقدامهم أرض الملعب خلال أحداث الديربي..

ينطبق هذا على الوافدين الجديدين في صيف 2025؛ لويس هنريكي (26 مليون يورو)، وأندي ضيوف (25 مليون يورو)، بجانب الثنائي القادم في صيف 2024؛ جوزيب مارتينيز (15 مليون) وتوماس بالاسيوس (7 ملايين)، وخلفهم يأتي دافيد فراتيسي (37 مليون) القادم في صيف 2023.

مؤكد أنه غير معلوم ما إذا كان هذا الخماسي قادرًا على تعديل النتيجة أمام يوفنتوس أم لا، لكن هذا لا ينفي أحقية الجماهير في السؤال "لماذا تم التعاقد معهم إذًا؟!".

إن كنت تنتظر إجابة على السؤال أعلاه فلا إجابة واضحة، إنما بإمكاننا أن نضع أيدينا على المشكلة الرئيسة وراء ذلك..

الحديث هنا عن بييرو أوسيليو؛ المدير الرياضي لإنتر، الذي لطالما ورط النادي في صفقات بالملايين، والمحصلة النهائية ليست كما المأمول.

الأمر لا يتوقف فقط عند صيف 2025 - إن قلنا إنه من المبكر الحكم على مدى نجاح هذا الميركاتو من عدمه - إنما هذا حاله منذ التعاقد معه في صيف 2014.

لا ينكر أحد إبرامه صفقات قوية كلاوتارو مارتينيز، ماركوس تورام، مهدي طارمي وغيرهم، لكن هذا لا ينفي عنه هدره المالي الكبير في صفقات كبرى أخرى لم تجد نفعًا مع النيراتزوري؛ ربما أبرزهم جواو ماريو، جيوفري كوندوبيا، جابرييل باربوسا وآخرين.

بجانب أن هذا ليس عيبه الوحيد، فحتى في أمور التفاوض لطالما أضاع أوسيليو على إنتر الكثير من الصفقات المهمة بطريقته التفاوضية حتى وإن توفر المال لدى النادي كأنخيل دي ماريا، إدينسون كافاني، خوان كوادرادو (خلال فتراته مع تشيلسي وفيورنتينا قبل ضمه مجانًا في صيف 2023 من يوفنتوس في صفقة استمرت لموسم وحيد قبل الرحيل مجانًا)، وكثيرين آخرهم أديمولا لوكمان وجيوفاني ليوني في صيف 2025.

بالانتقال لبقعة أخرى من الكرة الأرضية، لكن لا ينقطع بها الحديث عن أوسيليو أيضًا..

التقارير الصحفية الأجنبية والسعودية على حدٍ سواء تتحدث عن سعي نادي الهلال للتعاقد مع أوسيليو في أقرب فرصة ممكنة، داعمًا خطوته بتوصية من المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي عمل مع الأول خلال فترته مع إنتر.

لكن هل تلك الخطوة محسوبة جيدًا؟ .. الإجابة تبدو لا من خلال مسيرة 11 عامًا مع النيراتزوري!

يمكنك أن تعبر أوسيليو "كشافًا" أكثر منه مدير رياضي ومفاوض من الدرجة الأولى، فإن كانت خطة الهلال اكتشاف المواهب والصفقات المجانية في قادم  السنوات، فاختياره لرجل إنتر موفق لدرجة كبيرة.

أما قياسًا على ثورة التعاقدات السعودية والميزانيات الضخمة التي يرصدها المسؤولون في الدوري السعودي، ربما يكون أوسيليو خطوة للوراء بالنسبة للزعيم أمام منافسيه.

الهلال في الأساس يعيبه سوء التفاوض مقارنة بمنافسيه كالنصر على سبيل المثال، الذي خطف منه البرازيلي أندرسون تاليسكا في أيام معدودة بينما فاوضه الأول لأشهر، كذلك فشل الزعيم في إقناع الكثير من النجوم العالمية كبرونو فيرنانديش، فيكتور أوسيمين، ليونيل ميسي وغيرهم، بينما كان ينجح منافسوه إلى حد كبير في الوصول لمبتغاهم.

كل هذا ينقلنا للحديث عن اختيارات سيموني إنزاجي للهلال..

جمهور الزعيم حاليًا يندب حظه بعدما فرط الإيطالي في الثنائي الهجومي أليكساندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو، من أجل عيون المهاجم الأوروجواياني داروين نونيز، الذي لا يبدو يتناسب نهائيًا مع طريقة الهلال الهجومية.

هذا بخلاف أن طريقة المدرب الإيطالي الفنية قد لا تناسب كثيرًا الدوري السعودي من ناحية الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع، وإن كانت نجحت في كأس العالم للأندية 2025.

ويبدو أنه حال التعاقد مع أوسيليو سيكون إنزاجي أمام اختبار صعب جديد أمام الهلاليين .. لأن الصورة تقول حتى الآن أنه يسير بمبدأ "ما نعرفه أفضل من المجهول!".