دكتور جيكل ومستر هايد مدريد وأزمة العملاق الأزرق .. مشاكل بحاجة للحل في كبار أوروبا

بدأ ريال مدريد الموسم بشكل قوي للغاية، وبدا أن كارلو أنشيلوتي وجد الحلول لإعادة البريق للملكي، تألق هجومي وثنائية ناجحة بين كريم بنزيما وفينيسيوس، وإن ظهرت بعض المشاكل الدفاعية التي عوضتها الانتصارات المتتالية.

ولكن بالأسابيع الأخيرة غابت الانتصارات، تعادل سلبي مع فياريال ثم هزيمتين أمام المغمور شريف بالبرنابيو ثم إسبانيول، لتبدأ مشاكل الميرينجي بالطفو على السطح، ودون وجود حلول من كارليتو.

التوقف يأتي في الوقت المثالي لأنشيلوتي ورجاله من أجل تصحيح الأوضاع ومعالجة تغير وجه الفريق من الرائع للسلبي بتلك السرعة، خصوصاً وأن عودة المباريات ستكون مع لقاءات من العيار الثقيل مثل الكلاسيكو ومواجهتي شاختار الحاسمتين بدوري الأبطال.

الوضع في برشلونة لا يحتاج للمزيد من الحديث والتحليل، الجميع يعرف ما حدث ويحدث بالقلعة الكتالونية ونتائجه الكارثية المنعكسة على أداء ونتائج الفريق.

ولكن وضعية مدرب الفريق رونالد كومان أصبحت لا تحتمل الانتظار، الهولندي أصبح شخصاً غير مرغوب به في برشلونة، ربما ليس هو بأساس المشكلة، ولكنه فقد زمام الأمور، وقد يكون رحيله الخطوة الأفضل بالوقت الراهن، وفترة التوقف قد تكون مناسبة لاتخاذ القرار مهما كانت كلفته الاقتصادية على مجلس لابورتا.

حتى الآن لم يظهر أتلتيكو مدريد بالوجه المنشود للفريق الذي حقق لقب الليجا الموسم الماضي، والمقصود هو ذلك الفريق الصلب دفاعياً وثابت التشكيل، رغم التعاقدات المميزة الصيف الماضي مثل رودريجو دي بول وعودة أنطوان جريزمان.

لم يستقر دييجو سيميوني حتى الآن على طريقة لعب، تارة خماسي بالخلف وتارة أخرى يعود لرباعي، وحتى مراكز اللاعبين تتغير باستمرار، والنتيجة تذبذب النتائج وتعادلات كثيرة، وعروض باهتة، وإن كان الفريق حقق انتصارين مهمين على ميلان وبرشلونة في آخر الأيام قد يرسمان الطريق الصحيح لرجال سيميوني لتكرار إنجاز الموسم الماضي.

في كل مرة وقع أولي جونار سولشاير تحت الضغوط منذ تولي تدريب مانشستر يونايتد وهو يعرف كيف يتعامل مع الأزمة ويخرج سالماً، ولكن هذه المرة الأمر يبدو مغايراً.

سوق الانتقالات القوي للشياطين، وانضمام كريستيانو رونالدو خصوصاً، زاد من سقف التوقعات، وأصبح غير كافياً المنافسة، بل تحقيق البطولات هو الهدف المنشود، وغير ذلك سيعد إخفاقاً.

تراجع أداء يونايتد في اللقاءات الأخيرة، والتعادل مع إيفرتون يأتي الأخير في سلسلة من المباريات لم يقدم فيها الفريق الأفضل، ولولا أهداف رونالدو لتغير الوضع، ليجد سولشاير نفسه مجدداً في وضع مقلق، فهل يكرر الكرة ويخرج سالماً مستغلاً التوقف الدولي، أم تكون النهاية مغايرة ويأتي وجه جديد لقيادة يونايتد؟

كل مباراة يفاجأنا بيب جوارديولا بتوليفة جديدة ومهاجم وهمي جديد لقيادة خط هجوم مانشستر سيتي، والسبب عدم ضم هاري كين الصيف الماضي.

تارة رحيم ستيرلينج، وأخرى فيل فودين أو جاك جريليش، ولكن بلا نتيجة مرضية رغم العروض القوية للفريق، ليكون مطالباً المدرب الكتالوني بإيجاد حل نهائي لحين انتقالات يناير على الأقل من أجل حل أزمة فريقه مع مركز رأس الحربة.

وإذا كان إنتر تغلب حتى الآن على رحيل لوكاكو، فتشيلسي لا يعرف كيف يجد الاستغلال الأمثل للصفقة الأغلى الصيف الماضي.

ورغم البداية القوية للبلجيكي مع فريقه الجديد القديم، ولكن صام عن التهديف منذ مباراة زينيت، وظهر معزولاً في قمتي مانشستر سيتي ويوفنتوس، مما فتح باب الحديث عن عدم استغلاله بالشكل الأفضل من البلوز.

توخيل عن اتهام كونتي بإساءة استخدام لوكاكو : أتفق معه ولكن !

وسيكون مطالباً توماس توخيل، مدرب تشيلسي، بإيجاد الخطة الأمثل لاستغلال الإمكانيات الهائلة التي أظهرها نجمه مع إنتر وكونتي، وإبعاد شبح فترة أخرى غير موفقة له في لندن.

بدأ إنتر الموسم بقوة ولم يظهر جلياً تأثير رحيل الثلاثي أشرف حكيمي، روميلو لوكاكو، وأنطونيو كونتي، إذ يتصدر لائحة الأكثر تسجيلاً للأهداف بالسيري آ بفضل تألق إدين دجيكو ولاوتارو مارتينيز، وينافس نابولي وميلان على قمة الترتيب في السيري آ.

ولكن نفس هذا الفريق فشل في التسجيل بمباراتين بدوري الأبطال ودخل في دوامة كل عام من أجل التأهل للدور التالي، ودفاعياً حافظ على نظافة شباكه في مباراتين فقط طوال الموسم، وتلقى ثمانية أهداف، لتكون مهمة سيموني إنزاجي الأهم إيجاد التوازن بين القوة الهجومية لفريقه، وإعادة الصلابة الدفاعية التي امتاز بها في عهد سابقه.

البداية من العاصمة الفرنسية باريس، والتي خسر عملاقها بي إس جي من رين بهدفين نظيفين في آخر الجولات قبل بداية التوقف، الهزيمة الأولى بالدوري، ولكن تلك ليست المشكلة الأبرز لماوريسيو بوتشيتينو.

حتى الآن لم ينجح المدرب الأرجنتيني في إيجاد التوليفة الأفضل للثلاثي المرعب ليونيل ميسي، نيمار، وكيليان مبابي، ورغم تألق الأخير وتصدره لائحة هدافي الدوري، ولكن البرغوث حتى الآن لم يسجل بالمسابقة، والبرازيلي ظهر بشكل شاحب، ولم ينسجم الثلاثي معاً.

التوقف لن يفيد بوتشيتينو كثيراً في ظل رحيل الثلاثي للمنتخبات، ولكن ستكون فرصة له لإعادة حساباته من أجل إيجاد التوليفة المناسبة لإنجاح الثلاثية المنتظرة بشدة.