"قلت له أنا مشغول" .. دافيد فيا يكشف عن مكالمة جوارديولا الغريبة لإقناعه بالانتقال إلى برشلونة!

وكان انتقال فيا إلى برشلونة قد شكّل نقطة تحول في مسيرته، وجاء بطريقة طريفة، حيث قال: "عندما اتصل بي جوارديولا كنت في المنزل، ردّيت عليه وقلت له: (أنا مشغول، سأتصل بك لاحقًا)، ظننت أن الأمر مزحة! بعدها اتصلت بتشافي لأتأكد إن كان الرقم حقيقيًا، وحين قال لي نعم، بادرت بالاتصال بجوارديولا فورًا".

وأضاف فيا: "كانت مكالمة غريبة ومليئة بالتكتيك، شرح لي لماذا يريدني، وأين سألعب، وما الذي يبحث عنه في الفريق، لم أكن أتوقع أن تكون المكالمة بهذه الجدية وأنا لست لاعبًا في برشلونة بعد، كنت تقريبًا مقتنعًا بالانتقال، لكن تلك المكالمة جعلتني أقرر نهائيًا وقلت لوكيلي: لا تستمع إلا لبرشلونة".

وعن إعجابه بجوارديولا قال دافيد: "إلى جانب كونه مدربًا عبقريًا وإنسانًا ذكيًا للغاية، سرّ نجاحه أنه يرى ما سيحدث قبل الآخرين. في كرة القدم، عندما تستطيع التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، تكون قد كسبت نصف المعركة".

تحدث فيا عن مواجهاته القوية ضد ريال مدريد في فترة جوزيه مورينيو، قائلًا: "مورينيو قال وقتها إن برشلونة أنفق الكثير على مهاجم لا يسجل، بصراحة تلك العبارات كانت تحفزني، لم أكن أتوقع أن أسجل هدفين وأفوز 5-0، لكن هذا ما حدث، إنها المباراة التي لا تُنسى، صنعت هدفًا وسجلت هدفين أمام الغريم التقليدي، لا يوجد شعور أفضل من ذلك".

كما كشف دافيد فيا عن أفضل خمسة لاعبين بالنسبة له في برشلونة: "أولًا ميسي، ثم إنييستا وتشافي، وبعدهما رونالدينيو الذي غيّر مفهوم الكرة الإسبانية عندما جاء، وأخيرًا لويس إنريكي، قدوتي ومثلي الأعلى بسبب روحه القتالية رغم أننا كنا مختلفين في الأسلوب".

بعد إصابته وخسارته لمكانه الأساسي في برشلونة، انتقل فيا إلى أتلتيكو مدريد حيث عاش تجربة مختلفة مع المدرب دييجو سيميوني: "أفضل ما في سيميوني هو أنه يعرف كيف يستخرج من اللاعب أقصى طاقته، كأنه يعصر برتقالة، أما الأسوأ فكانت فترة الإعداد البدني، كانت قاسية جدًا".

وتحدث فيا عن تجربته مع المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس أراجونيس: "بعد إحدى الهزائم كنا على وشك الإقصاء، لكنه قال لنا: (سنفوز بكأس أوروبا)، كنا نظن الأمر مستحيلًا. احتجنا للفوز بثلاث مباريات والتعادل في واحدة فقط من أربع، لم نكن نؤمن بأنفسنا، لكنه جعلنا نؤمن، غيّر عقلية الكرة الإسبانية بالكامل".

ولعب المهاجم الإسباني المعتزل ديفيد فيا واحدًا من أبرز فصول مسيرته الكروية بقميص نادي برشلونة، خلال الفترة من عام 2010 حتى 2013، في تجربة رائعة.

وخلال تلك الفترة، كان فيا أحد العناصر الحاسمة في مشروع بيب جوارديولا الذهبي، إذ شارك إلى جانب نجوم مثل ليونيل ميسي وتشافي وإنييستا في صناعة واحدة من أمتع الحقبات في تاريخ كرة القدم الحديثة.

وخلال ثلاثة مواسم قضاها في "كامب نو"، نجح فيا في حصد ست بطولات كبرى، أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا 2011 الذي شهد تسجيله هدفًا رائعًا في شباك مانشستر يونايتد في النهائي الشهير على ملعب ويمبلي، إلى جانب التتويج بالدوري الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مرة واحدة، إضافة إلى كأس السوبر الإسباني في مناسبتين.

وبعد أن كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ برشلونة، انتقل فيا إلى أتلتيكو مدريد في صيف 2013، حيث ساهم في تحقيق لقب الليجا مع دييجو سيميوني، ثم خاض تجربة في الدوري الأمريكي مع نيويورك سيتي، قبل أن يختتم مسيرته الاحترافية في صفوف فيسيل كوبي الياباني عام 2020، مُعلنًا نهاية مشوار كروي حافل بالألقاب والأهداف والذكريات التي لا تُنسى.