خوسيلو .. من "فاشل" نيوكاسل إلى مفتاح فوز ريال مدريد بالبطولات هذا الموسم

المهاجمون مثل خوسيلو، لم يعد لهم وجود في الأندية الكبرى بعد الآن ويتعين على جميع لاعبي خط الهجوم تقديم المزيد من المساهمات بدلاً من مجرد إنهاء الهجمات.

فهاري كين، على سبيل المثال، لاعب كبير، لكنه يلعب رقم 10، وروميلو لوكاكو وإرلينج هالاند، ولا يوجد عادة مكان للاعب البطيء طويل القامة الذي يحب الركض.

لكن مدريد ومن أجل خوسيلو، غير النظام حيث يعتبر أنظمة أنشيلوتي أكثر تعقيدًا من الناحية التكتيكية لكن المدير الإيطالي الأسطوري فاز بالكثير في مدريد لأنه وضع 11 لاعبًا جيدًا جدًا في الملعب، ويمكنهم جميعًا اللعب معًا.

وكان كريم بنزيما، سابقًا هو مفتاح لعب ريال مدريد حيث كان يتميز بالتحرك المستمر ويمكن أن يسجل في مجموعات ويربط اللعب مع الآخرين، وهو نوع من التجول كلاعب 9 وهمي، وترك رحيله فجوة كبيرة للفريق الملكي ورغم أن بيلينجهام، ملأها بشكل مفاجئ هذا العام بأهدافه الحاسمة لكن لاعب خط الوسط الإنجليزي لا يقدم حضور المهاجم مثل بنزيما.

وهنا يأتي دور خوسيلو، الذي استغل غياب فينيسيوس لمدة شهر بسبب الإصابة، ولعب الإسباني جنبًا إلى جنب مع رودريجو في خط الهجوم فهو يقاتل من أجل خدمة زملائه ويعتبر خوسيلو من أفضل اللاعبين، خلال هذه الفترة.

أثار توقيع خوسيلو، مع ريال مدريد جدلًا كبيرًا وذلك بسبب فشله مع نيوكاسل يونايتد حيث سجل أربعة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي، لكنه انتقاد غير عادل فهناك العديد من لاعبي كرة القدم المميزين وخاصة الإسبان لا ينجحون في إنجلترا، ومثال على ذلك ياجو أسباس، الذي أصبح الآن أحد نجوم الدوري الإسباني رغم فشله في ليفربول، وفرناندو مورينتس، الذي كان يُعتبر أحد ملوك التهديف الإسبانيين عندما وصل إلى إنجلترا عام 2005، ورغم ذلك سجل ثمانية أهداف فقط في 41 مباراة.

ووقع خوسيلو، ضحية لنفس المشكلة، وربما كانت الفترة الصعبة التي قضاها في إنجلترا هي التي ساعدته في إحياء مسيرته عندما عاد إلى إسبانيا فمنذ وصوله إلى ألافيس في عام 2019، وهو يبلغ من العمر 29 عامًا، سجل أهدافًا كثيرة وسجل 16 هدفًا لفريق إسبانيول الذي فاز بأربع مباريات فقط الموسم الماضي.

وشارك خوسيلو، لأول مرة مع منتخب إسبانيا وهو في الثانية والثلاثين من عمره، وسجل هدف الفوز في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ليحتفل بمباراته الدولية الثانية.

وفي مدريد، عند عودته إلى نادي طفولته، سجل هدفين وصنع واحد في 6 مباريات وساعد فريقه في تحقيق الفوز ضد سيلتا فيجو، وفاز ريال مدريد بستة مباريات من أصل سبع في جميع المسابقات حتى الآن، وكانت مساهمات خوسيلو حاسمة في ثلاث منها.

كانت الابتسامة التي ارتسمت على وجه خوسيلو بعد تسجيل هدفه الأول مع ريال مدريد واحدة من تلك الأشياء النادرة في كرة القدم، وكان ذلك في 21 مايو 2011، وشارك اللاعب كبديل في الدقيقة 86، وقابل عرضية كريستيانو رونالدو في خطوة سريعة، وسددها بدقة وكان هذا هو الهدف الثامن لريال مدريد في تلك المباراة، لكن خوسيلو احتفل به كما لو أنه سجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة.

واستغرق الأمر 12 عامًا ليحقق هدفه الثاني مع النادي، وقد قوبل ذلك بالبهجة نفسها وسجل هدفًا في شباك خيتافي ليدرك التعادل لريال مدريد.

ولدى خوسيلو، حب حقيقي لريال مدريد على الرغم من أنه نشأ مع شباب سيلتا فيجو، وتم شراؤه من قبل الفريق الملكي عندما كان يبلغ 18 عامًا، وشارك مع الفريق الأول في سن 20 عامًا.

أرقام خوسيلو في عمليات الإبعاد والاعتراضات هي من بين الأفضل في العالم بين المهاجمين، وفقًا لـ "FBRef"، لكن اختبار العين يقدم المزيد، فخوسيلو لا يتوقف عن الحركة أبدًا ويضغط على خط دفاع المنافسين عندما يتقدم ريال مدريد فهو يركض ويدخل في التحامات قوية وهذه كلها أشياء كان بنزيما أفضل منه فيها، لكن إصراره ومجهوده يدل على مدى حبه لريال مدريد.

وافق ريال مدريد على ضم خوسيلو على سبيل الإعارة من إسبانيول، مع خيار البيع النهائي في نهاية الموسم وحتى الآن تبدو الصفقة ذكية بالنسبة لفريق فشل في ضم كيليان مبابي، كما توقع الكثيرون.

لكن من المرجح أن يتغير كل هذا في الصيف المقبل، وبحسب ما ورد وافق مبابي على صفقة للخروج وديًا من باريس سان جيرمان في عام 2024 ومن المفترض أن ينتقل إلى ريال مدريد، وإذا حدث ذلك سيتعرض خوسيلو لضربة موجعة.

وفي الوقت الحالي، يعد الإسباني لاعبًا موثوقًا به في الفريق الذي لا يزال يلعب بخطة 4-4-2 الجديدة ولكن عندما يصل مبابي، من المرجح أن يتغير النظام، فمن الصعب أن ترى ريال مدريد يحتاج إلى مهاجم حقيقي أو بديل متأخر لإراحة أحد ثلاثي الهجوم.

لذا، فإن خوسيلو لديه هذا الموسم فقط لإحداث تأثير قوى ويساعد ريال مدريد في مشواره الصعب على التتويج بلقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.