خسارة توقيع كايسيدو شبح يطارد مانشستر يونايتد.. وعلى النادي تعلم الدرس جيدًا

تراجع مانشستر يونايتد في النهاية عن الصفقة، قبل ثلاثة أسابيع من إغلاق نافذة الانتقالات في يناير، مما سمح لبرايتون بالتقدم في الموعد النهائي، ودفع 4.5 مليون جنيه إسترليني فقط، لإحضار الشاب إلى إنجلترا.

وبعد عامين، من رفض برايتون عرضًا بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني، من آرسنال للاعب خط الوسط، يبدو الأمر ملهم، عندما يتعلق الأمر بتوقيع أفضل اللاعبين مقابل القليل من الأموال.

في حين فشل مانشستر يونايتد، وفقد نجم مستقبلي، الذي كان من الممكن أن يدير خط وسطه، لمدة عقد كامل.

في ذلك الحين، شعر مانشستر يونايتد أن الانتقال كان معقدًا، حيث ادعت أكثر من وكالة تمثيل لاعب خط الوسط، ولم يتضح من الممثل الحقيقي للاعب، ومن كان يتطلع فقط إلى جني ثروة صغيرة من الصفقة، حينها ذكرت صحيفة النادي، أن الصفقة، فوضوية جدًا.

بجانب أن الشياطين الحمر لا يفضلون الدفع للوكلاء، حتى أنهم لا يدفعون ما يقرب من منافسيهم، لقد أنفقوا 24 مليون جنيه إسترليني، على أتعاب الوكلاء العام الماضي، أي أقل من نصف مبلغ مانشستر سيتي، وأقل بكثير من تشيلسي وليفربول.

ربما كان مفهوماً أنهم لم يكونوا مستعدين لدفع عمولات للاعب لم يتم اختباره، وكان من المحتمل أن يضطروا إلى إرساله للإعارة، كما فعل برايتون عندما وقعوا معه، ثم أرسلوه على الفور للانضمام إلى فريق بيرشوت البلجيكي.

حقق برايتون أقصى استفادة من علاقاتهم السابقة مع إندبندينتي، بعد أن وقعوا مع بيلي آرس الاكوادوري في عام 2018، ولا يمكن أن تكون رسوم الوكلاء مرتفعة إلى هذا الحد، فأنفق النادي رابع أقل مبلغ على أتعاب الوكيل في الدوري الإنجليزي الممتاز، عام 2021، بإجمالي 6.2 مليون جنيه إسترليني، مقارنة بـ 29 مليون جنيه إسترليني التي أنفقها مانشستر يونايتد في العام نفسه.

لكن بغض النظر عن المال الذي دفع، فهو أقل كثيرًا مقارنة بالمبلغ الذي دفعه مانشستر يونايتد في الإنفاق على اللاعبين، ففي نفس الشهر الذي رفضوا فيه كايسيدو، وقعوا عقدا مع عماد ديالو مقابل 37 مليون جنيه إسترليني، وخاض المهاجم الإيفواري ثلاث مباريات فقط مع الفريق، وذهب في فترة إعارة مخيبة للآمال مع رينجرز، على الرغم من أداءه الجيد، أثناء إعارته في سندرلاند، في البطولة هذا الموسم.

وفشل الشياطين الحمر في التوقيع مع كايسيدو، جعلهم في صراع من أجل الحصول على لاعب خط وسط مناسب، مما دفعهم للتعاقد مع كاسيميرو، مقابل 60 مليون جنيه إسترليني.

وقع مشجعو مانشستر يونايتد في حب البرازيلي، لكنه سيبلغ 31 عامًا في فبراير، ولن يبقى له سوى موسمين أو ثلاثة، بكامل لياقته، وستكون عملية بيعه بثمن قليل جدًا، على عكس كايسيدو، الذي وقع عقدًا جديدًا مع برايتون حتى عام 2027، ويمكن أن ينتقل مقابل حوالي 80 مليون جنيه إسترليني.

كايسيدو ليس اللاعب الشاب الوحيد الذي سعى إليه مانشستر يونايتد لكنه فشل في التوقيع معه، لقد تابعوا إرلينج هالاند منذ عام 2018، عندما كان يلعب لمولده، حيث كان أولي جونار سولشاير مدربًا، لكنه كان بطيئًا جدًا في التصرف، وذهب المهاجم الموهوب، الذي نصحه مينو رايولا، إلى ريد بول سالزبورج، بدلاً من ذلك.

فعندما كان سولشاير يدير مانشستر يونايتد بعد عام، قام النادي بخطوة كبيرة للتعاقد معه، حيث التقى المدرب النرويجي بمواطنه هالاند وممثليه في ديسمبر 2019، بعد أسبوعين، في حين، فاز بوروسيا دورتموند بسباق المهاجم، والتوقيع مقابل حوالي 17 مليون جنيه إسترليني.

وكان لمانشستر يونايتد ذكريات سيئة، في التعامل مع رايولا من تجربتهم مع بول بوجبا، ووفقًا للتقارير، أصر الوكيل على إدراج شرط الاستحواذ في أي صفقة محتملة، مما يسمح لممثلي اللاعب بالتحكم في أي عملية بيع مستقبلية، بدلاً من النادي.

وكان دورتموند أكثر مرونة فيما يتعلق بإدخال ذلك الشرط في انتقاله، مما أدى إلى تعاقد مانشستر سيتي مع هالاند مقابل 51 مليون جنيه إسترليني فقط، في صيف 2021، واعترف الرئيس التنفيذي لبورسيا دورتموند، لاحقًا بأن البند كان عاملاً حاسمًا في توجه هالاند إلى ألمانيا، بدلاً من مانشستر في ذلك الوقت.

يفتخر مانشستر يونايتد بنفسه كنادٍ، ولا يريد أن المساومة من قبل ممثلي هالاند أو كايسيدو، لكن مع بعض المرونة، كان بإمكانهم ضم اثنين من أفضل اللاعبين، في الدوري الإنجليزي الممتاز، مقابل ثلث المبلغ الذي أنفقوه على أنتوني العام الماضي.

لا يمكن نقد مانشستر يونايتد بعدم دعم إريك تن هاج في سوق الانتقالات، مما سمح للهولندي بإنفاق 229 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، أكثر من أي مدرب سابق للنادي في سوق انتقال واحد، على خمسة لاعبين فقط.

ولم يعتمدوا على شبكة الكشافة الخاصة بهم للحصول على لاعبين، لعب أنتوني، وليساندرو مارتينيز، تحت قيادة تين هاج في أياكس، ودفع مانشستر يونايتد الكثير للتعاقد مع الجناح البرازيلي، بسبب إصرار المدير على إحضاره، وجاء تيريل مالاسيا أيضًا من الدوري الهولندي، في حين أن كاسيميرو هو أحد أشهر لاعبي كرة القدم في العالم، وينطبق الشيء نفسه على كريستين إريكسن، الذين وصلوا من صفقات انتقال حرة.

لدى يونايتد 140 كشافًا، كان لهم دور فعال في التوقيعات المهمة، فأوصى الكشاف الإسباني جيراردو جوزمان، اللاعب أليخاندرو جارناتشو بالانتقال إلى النادي وفي عام 2020 تمكنوا من إقناعه بالابتعاد عن أتليتيكو مدريد، فيعتبر اللاعب أحد نجوم المستقبل، كأنه وقع عقدًا جديدًا، كما كان فاكوندو بيليستري، مجهولًا أيضًا عندما انتقل من بينارول، مقابل 9 ملايين جنيه إسترليني.

ولكن بالنظر إلى تأثير مانشستر يونايتد، فإنهم لا يقومون بتحركات كافية، هذا ليس لأنهم لا يقومون بعملهم جيدًا، بل لأنهم لا يثقون في خياراتهم.

فيجب أن يكون نجاح كايسيدو بمثابة جرس إنذار للنادي، وفي المرة القادمة التي تتاح لهم فيها الفرصة، للتعاقد مع موهبة شابة صاعدة، فعليهم استغلالها.