Marseille PSG ballon dor ai gfxGoal AR

انتصار غاب في الملاعب: لأجل الكرة الذهبية.. باريس سان جيرمان يسقط في فخ مارسيليا المُحكم!

في فصول العداوة التاريخية بين الشمال والجنوب، بين العاصمة والميناء، وبين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا، يبدو أن فصلاً جديدًا يُكتب الآن. 

لكن هذه المرة، ليست أحداثه على عشب ملعب فيلودروم، بل في كواليس المكاتب وقاعات الاجتماعات، في سيناريو يُظهر كيف يمكن للوائح أن تتحول إلى سلاح عندما يفشل الصراع المباشر في تحقيق المراد. 

القصة بدأت كحدث طبيعي: عواصف رعدية عنيفة تجتاح مارسيليا، فيتم تأجيل كلاسيكو فرنسا المنتظر من مساء الأحد إلى مساء الإثنين لدواعٍ أمنية. لكن ما تبع هذا القرار حوّل الواقعة من مجرد تأجيل روتيني إلى أزمة كبرى، كشفت عن حرب إرادات نجح فيها مارسيليا في تحقيق انتصار معنوي نادر على غريمه الذي فرض هيمنة كاسحة داخل المستطيل الأخضر لسنوات. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-MARSEILLEAFP

    هيمنة باريسية مطلقة بالأرقام

    لفهم عمق ما حدث، يجب أولاً إدراك حجم التفوق الذي يتمتع به باريس سان جيرمان في هذه المواجهة مؤخرًا، وهو ما جعل الصراع المباشر شبه محسوم سلفًا. 

    الأرقام لا تترك مجالاً للشك: 

    • عقدة تاريخية لمارسيليا: لم يتمكن مارسيليا من تحقيق أي فوز في آخر 12 مباراة جمعته بباريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي (9 هزائم و3 تعادلات)، وهي أطول سلسلة لا فوز له ضد خصم واحد على الإطلاق. 
    • جفاف تهديفي في الفيلودروم: لم يسجل مارسيليا أي هدف على أرضه في آخر 6 مباريات ضد باريس، وهي أيضًا أطول سلسلة جفاف تهديفي له على ملعبه ضد منافس واحد. 
    • انطلاقة باريس الصاروخية: يسعى النادي الباريسي لتحقيق فوزه الخامس على التوالي في بداية الدوري للمرة الرابعة في آخر تسع سنوات، وهو إنجاز لم يفعله أي فريق منذ مارسيليا نفسه في 2012/13. 
    • قوة هجومية ضاربة: سجل باريس سان جيرمان في 23 من آخر 24 مباراة لعبها خارج أرضه في الدوري، بمجموع 70 هدفًا. 

    هذه الأرقام ترسم صورة واضحة: باريس سان جيرمان هو السيد المطلق للمواجهة على أرض الملعب، وهنا، وجد مارسيليا فرصته لنقل المعركة إلى ساحة أخرى. 

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-MARSEILLEAFP

    مارسيليا يتمسك باللائحة ويصنع الفخ

    الكارثة بالنسبة لباريس سان جيرمان لم تكن في التأجيل نفسه، بل في توقيته، فمساء الإثنين، 22 سبتمبر، هو موعد حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية في العاصمة باريس، وهو حدث تاريخي للنادي الذي يملك رقمًا قياسيًا بوجود تسعة لاعبين مرشحين في القائمة النهائية، وعلى رأسهم نجمه عثمان ديمبيلي، الذي يُعد من أبرز المرشحين لنيل الجائزة الأغلى. 

    هنا، تحرك نادي مارسيليا بذكاء وحزم، فبينما كانت تدور مناقشات محتدمة خلف الكواليس لإيجاد موعد بديل، طالب النادي بتطبيق اللائحة التي تنص على لعب المباراة المؤجلة في اليوم التالي مباشرة. 

    لم يقدم مارسيليا أي خيار آخر، متمسكًا بحقه القانوني، ومدركًا تمامًا أنه بذلك يضع غريمه في موقف مستحيل: إما التخلي عن الكلاسيكو، أو التغيب عن ليلته التاريخية في حفل الكرة الذهبية. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-MARSEILLEAFP

    الانتصار المعنوي: إجبار باريس على الهروب

    كان رد باريس سان جيرمان دراماتيكيًا وصادمًا، فبدلاً من البقاء في مارسيليا، حزم الفريق بأكمله حقائبه وعاد إلى باريس.  

    هذه الخطوة، وإن لم تكن إعلانًا رسميًا بالانسحاب، إلا أنها كانت رسالة واضحة: النادي يختار صورته العالمية، يختار علامته التجارية، ويختار التواجد في المحفل الأهم عالميًا على خوض مباراة محلية، حتى لو كانت الكلاسيكو. 

    لقد نجح مارسيليا فيما فشل فيه لسنوات على العشب الأخضر: 

    1. إفساد يوم باريس التاريخي: حوّل مارسيليا ما كان يفترض أن يكون احتفالاً بهيمنة باريس الكروية (الفوز بالكلاسيكو والتألق في حفل البالون دور) إلى كابوس تنظيمي وإعلامي. 
    2. تحقيق مكسب معنوي: أمام جماهيره وفي الإعلام الفرنسي، ظهر مارسيليا بمظهر النادي الذي أجبر غريمه الثري والمتغطرس على الهروب من المواجهة، مفضلاً السجادة الحمراء على تحدي الفيلودروم لو لم يحضر لقاء. 
    3. كسب المعركة خارج الملعب: لأول مرة منذ سنوات، لا يدور الحديث عن تفوق باريس الفني، بل عن ورطة باريس، وعن مأزق البالون دور، وعن ذكاء مارسيليا في استغلال الموقف. 
  • FBL-AWARD-BALLON D'OR-2024AFP

    بيت القصيد

    في النهاية، قد يُعتبر باريس سان جيرمان خاسرًا بنتيجة 3-0 إذا لم يحضر المباراة، وهي ثلاث نقاط قد لا تؤثر على مسيرته نحو لقب الدوري، وإن حضر فقد تم إفساد ليلتهم التاريخية في حفل البالون دور.

    لكن ما حدث هو أعمق من ذلك، إنها هزيمة رمزية في حرب الروايات، حيث تمكن الفريق الأضعف على الورق من تحقيق انتصار مدوٍ في معركة الإرادة مثبتًا أن العداوة لا تُحسم دائمًا بالأهداف والنتائج فقط.