حادثة هزت الكرة البرازيلية.. نادٍ يطرد لاعبه بسبب "كلمات" عنصرية!

رغم أن نادي باتل خرج فائزًا من المباراة بنتيجة 1-0 على منافسه ناسيونال-بي آر، ليضمن بذلك تأهله إلى الدور التالي من كأس اتحاد بارانا، وهي كأس رسمية ينظمها الاتحاد لفرق كرة القدم المحترفة في ولاية بارانا البرازيلية، إلا أن الحادثة المروعة التي تورط فيها دييجو في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني قد طغت تمامًا على نتيجة وأحداث اللقاء الذي أقيم يوم السبت الماضي.

بدأت القصة في الدقيقة 89، عندما أطلق حكم المباراة، روان باكونديس دا سيلفا، صافرته معلنًا عن خطأ. في تلك اللحظة، التقطت الكاميرات مدافع نادي ناسيونال-بي آر، باولو دي أوليفيرا، المعروف باسم "بي في"، وهو يتبادل بعض الكلمات الحادة والغاضبة مع لاعب خط وسط باتل، دييجو.

تطور النقاش سريعًا، لكن تعليقًا معينًا من دييجو كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الموقف، حيث دفع "بي في" إلى الالتفاف بشكل مفاجئ وتوجيه لكمة قوية ومباشرة إلى وجهه، ليسقط كلا اللاعبين على أرض الملعب، بينما كاد أن يندلع شجار جماعي بين لاعبي الفريقين في ملعب فالدميرو جيلينسكي بمدينة جوارابوافا.

بعد أن تمكن من النهوض على قدميه، توجه "بي في" مباشرة إلى الحكم ليبلغه بأنه كان ضحية لإساءة عنصرية مزعومة.

وفورًا، قام الحكم بتفعيل بروتوكول الفيفا العالمي لمكافحة العنصرية، حيث أشار بالإشارة المميزة عبر تشبيك ذراعيه على شكل حرف 'X'، وهو إجراء رسمي يعني توثيق الحادثة ورفعها إلى السلطات الكروية لاتخاذ اللازم.

دييجو، الذي أفادت التقارير بأنه كان ينزف بغزارة من وجهه، نُقل لاحقًا في سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي اللازم، بينما تلقى "بي في" بطاقة حمراء مباشرة بسبب السلوك العنيف، ليكمل فريقه المباراة منقوصًا.

في خطوة سريعة، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء المباراة، أصدر نادي باتل جوارابوافا بيانًا رسميًا أعلن فيه أن دييجو لم يعد جزءًا من تشكيلة الفريق الأول، خاصة بعد أن كشف "بي في" أن الإهانة التي تعرض لها كانت مناداة بكلمة "قرد".

وجاء في بيان النادي: "يعلن نادي باتل غوارابوافا أنه بعد تقديم نفسه للسلطات المختصة فيما يتعلق بالحادثة المسجلة في مباراة الأمس ضد ناسيونال، تم إبعاد الرياضي المتورط فورًا عن أنشطته ولم يعد جزءًا من الفريق المحترف للنادي". وأضاف البيان: "يؤكد باتل من جديد التزامه بالاحترام والمساواة وحقوق الإنسان، ويدين بشدة أي شكل من أشكال التحيز أو العنصرية أو التمييز. سيواصل النادي التعاون الكامل مع السلطات حتى يتم توضيح الحقائق وتطبيق الإجراءات القانونية المناسبة على النحو الواجب".

من جانبه، أصدر اتحاد بارانا لكرة القدم، الذي يدير جميع البطولات داخل ولاية بارانا البرازيلية، بيانًا منفصلاً لطمأنة الجماهير والمجتمع الكروي بأنهم لا يزالون ملتزمين بسياسة عدم التسامح مطلقًا مع العنصرية وجميع أشكال التمييز.

وجاء في بيان الاتحاد: "مكافحة العنصرية هي التزام من اتحاد بارانا لكرة القدم. نحن ندين ما حدث في المباراة بين باتل وناسيونال في كأس FPF هذا السبت. بعد موقف في المباراة تسبب في فوضى، طُرد مدافع ناسيونال للاعتداء على لاعب من باتل، عندما زُعم أنه رد على إهانة عنصرية. اتبع الحكم بروتوكول الفيفا العالمي، وتوقفت المباراة لمدة 18 دقيقة تقريبًا".

وتابع البيان: "لا للعنصرية! يواصل اتحاد FPF حملاته المستمرة في الملاعب وعلى منصاته الرقمية. كما نكرر موقفنا ضد العنف في كرة القدم. سيتم إحالة أحداث هذا السبت إلى محكمة العدل الرياضية في بارانا للتحقيق وإصدار الحكم".

"FPF" هو اختصار لاتحاد بارانا لكرة القدم، وهذه البطولة هي كأس رسمية ينظمها الاتحاد لفرق كرة القدم المحترفة في ولاية بارانا البرازيلية. وتُعتبر بطولة حيوية للأندية الصغيرة والمتوسطة في الولاية، الهدف الرئيسي منها هو منح بطلها مقعدًا للمشاركة في إحدى البطولات الوطنية الكبرى في الموسم التالي، مثل كأس البرازيل أو الدوري البرازيلي الدرجة الرابعة.

ويعتبر باتل جوارابوافا من الأندية الصغيرة التي تتنافس في بطولات الولاية المحلية، كما هو الحال بالنسبة لناسيونال-بي آر الذي ينشط في مدينة رولانديا.