ضحية ستدفع الثمن وألونسو في مأزق لا يتمناه أي مدرب .. عودة جود بيلينجهام "مشكلة رفاهية" قد تعكر صفو ريال مدريد!

منذ إصابته في الكتف وخضوعه لجراحة منتصف يوليو، خاض ريال مدريد ثلاث مباريات رسمية حقق فيها 3 انتصارات، واستقبل هدفًا وحيدًا فقط، جاء من كرة ثابتة.

أرقام الدفاع تؤكد أن الفريق أصبح أكثر صلابة، حيث منح أقل عدد من الفرص الخطيرة بين فرق الليجا، بل إن كورتوا تدخل بنسبة أقل بـ44% مقارنة بالموسم الماضي.

هذا التماسك جاء من اعتماد ألونسو على وسط متوازن يضم تشواميني وفالفيردي، مع توزيع أدوار أكثر وضوحًا للهجوم الذي يقوده مبابي وفينيسيوس. النتيجة: فريق منظم، واقعي، وفعّال هجوميًا.

عودة بيلينجهام، الذي سجل 23 هدفًا في موسمه الأول، تعني أن ألونسو سيكون مضطرًا لإعادة صياغة منظومة تسير حاليًا بأفضل صورة ممكنة.

الإنجليزي بحكم قيمته ومكانته لا يمكن أن يبقى على الدكة، لكن دخوله التشكيل يهدد بخروج أحد نجوم الوسط الصاعدين مثل أردا جولر أو ماستانتونو.

في خطة 4-3-3: سيعود بيلينجهام للوسط بجوار تشواميني وفالفيردي، ما يبعده قليلًا عن المرمى ويجعل ماستانتونو الخيار الأقرب لقيادة الثلاثي الأمامي مع مبابي وفينيسيوس.

أما في 4-4-2: فإن جولر سيكون الأقرب للعب بجوار تشواميني في العمق، مع تحرر بيلينجهام هجوميًا خلف ثنائي المقدمة، وهو ما يقلل حظوظ ماستانتونو بشكل كبير.

بمعنى آخر، أي خيار فني يتخذه ألونسو سيترك ضحية في التشكيل الأساسي، إما جولر أو ماستانتونو، لأن جلوس بيلينجهام على مقاعد البدلاء أمر شبه مستبعد.

المعضلة الأكبر قد تنفجر مع الكلاسيكو أمام برشلونة يوم 26 أكتوبر، وهو الموعد المتوقع لعودة بيلينجهام بشكل كامل.

فحينها سيكون على ألونسو اتخاذ قرار مصيري، هل يحافظ على التوازن الذي بناه في غياب الإنجليزي، أم يعيد الفريق للتشكيل التقليدي من أجل الاستفادة من نجمه المميز؟

لعل الخيار الثاني هو الأقرب، ولكن عودة بيلينجهام للمشاركة بصفة أساسية في أول مباراة له، أو حتى في الكلاسيكو، قد يكون أمر مستبعد أمام تشابي ألونسو، الذي سيكون حريصًا على إجراء تلك التغييرات بشكل تدريجي.

كما أن غياب بيلينجهام عن الملاعب لمدة طويلة، قد يتسبب في تأخر مشاركته بشكل أساسي ومباشر مع الفريق، لأنه سيحتاج لوقت لاستعادة حساسية المباريات، وأيضًا قدراته داخل المستطيل الأخضر.

تبدو عودة بيلينجهام أقرب إلى ما يُسمى بـ"مشكلة الرفاهية" بالنسبة لأي مدرب كبير، كيف تُدخل لاعبًا بهذا الحجم من دون أن تفسد التوازن الجماعي؟ ريال مدريد يعرف أن النجم الإنجليزي لا يُقدَّر بثمن، لكن في الوقت نفسه يدرك أن أي خلل في المنظومة الدفاعية أو في توزيع الأدوار الهجومية قد يكلّفه غاليًا، خصوصًا في دوري أبطال أوروبا، حيث لا مجال للهفوات.

فالمدربون عادة يواجهون نوعين من الأزمات: غياب الركائز الأساسية الذي يخلق فجوات واضحة، أو وفرة النجوم التي تتحول إلى صراع تكتيكي حول "من يلعب وأين".

بيلينجهام ينتمي إلى الفئة الثانية؛ فغيابه لم يُضعف الفريق، بل سمح بتشكيل أكثر صلابة وتوازنًا، لكن حضوره مجددًا قد يفتح الباب أمام تضارب الأدوار، سواء مع فالفيردي في العمق أو مع ماستانتونو في الخط الأمامي، وحتى مع جولر الذي بدأ يفرض نفسه تدريجيًا.

وهنا تبرز معضلة أوروبا، البطولة القارية لا تعترف بالحلول الفردية فقط، بل تمتحن صلابة المجموعات وانسجامها، وريال مدريد الحالي اكتشف صيغة دفاعية متينة وهجوم متوازن، وأي تعديل غير محسوب قد يمنح المنافسين الكبار مثل مانشستر سيتي أو بايرن ميونخ المساحات التي يبحثون عنها.

لذا تبقى الكرة في ملعب المدرب، الذي سيكون مطالبًا بتطويع بيلينجهام داخل المنظومة بدلًا من إعادة صياغتها بالكامل، وإلا قد تتحول "رفاهية" النجم الإنجليزي إلى ثغرة مكلفة في أصعب توقيت من الموسم.