Mason Greenwood what's gone wrong GFXGOAL

جلاد مارسيليا ورجل المواعيد الكبرى يقودهم للقمة.. 4 أهداف في 40 دقيقة تكتب ليلة جرينوود التاريخية!

في واحدة من أكثر الليالي جنونًا ودراماتيكية في تاريخ ستاد فيلودروم الحديث، كتب النجم الإنجليزي ميسون جرينوود فصلًا استثنائيًا في مسيرته، فصلًا يمزج بين العبقرية المطلقة، والوحشية التهديفية، والقلق الدرامي.

في 79 دقيقة فقط، قدم جرينوود أداءً أسطوريًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليقود مارسيليا لقلب تأخره (0-1) أمام لوهافر إلى انتصار كاسح، مسجلًا سوبر هاتريك تاريخي، وحاصدًا العلامة الكاملة النادرة 10/10 من جميع شبكات الإحصاء.

لكن هذه السيمفونية المثالية، التي عزفها الرهان الرابح لمارسيليا، انتهت بنوتة نشاز مقلقة، إصابة أجبرته على مغادرة الملعب، محولة احتفالات الفيلودروم الصاخبة إلى همسات قلق.

  • FBL-EUR-C1-MARSEILLE-AJAXAFP

    من الصدمة إلى الجلاد

    لم تكن البداية مثالية على الإطلاق، فجماهير مارسيليا التي توقعت مباراة سهلة، وجدت فريقها متأخرًا بهدف نظيف في الدقيقة 24، وساد التوتر الأجواء، وبدا أن الفريق في طريقه ليلة محبطة أخرى، لكن رجل المواعيد الكبرى كان له رأي آخر.

    جاءت نقطة التحول الكبرى في الدقيقة 31، في لقطة أثارت جدلًا تحكيميًا واسعًا، أدت لمسة يد على المدافع جوتييه لوريس إلى ركلة جزاء، الحكم احتسب ضربة جزاء وأنذر اللاعب، لكن بعد العودة لتقنية الفيديو تم إلغاء الإنذار وإشهار البطاقة الحمراء المباشرة.

    هنا، تحول جرينوود من مجرد لاعب إلى جلاد، بغض النظر عن صحة قرار الطرد من عدمه، لم يظهر النجم الإنجليزي أي رحمة، لقد اشتم رائحة الدم، وقرر أن هذه الليلة ستكون ليلته.

  • إعلان
  • رباعية الرعب.. تحليل تفصيلي للأهداف

    ما فعله جرينوود بين الدقيقة 35 والدقيقة 74 لم يكن مجرد تسجيل أهداف، بل كان إعدامًا منظمًا لخصم منهار.

    الهدف الأول (د. 35 - ضربة جزاء): برود الأعصاب

    الضغط كان هائلًا، الفريق متأخر، والخصم مطرود، والملعب يغلي، تقدم جرينوود ببرود أعصاب لا يصدق، واجه الحارس موري دياو، وبدلاً من اختيار زاوية، أطلق تسديدة قوية ومنخفضة في منتصف المرمى، لقد كانت رسالة واضحة: أنا هنا لإدارة العرض، انتهى الشوط الأول بالتعادل (1-1)، لكن المعركة الحقيقية كانت قد بدأت للتو.

    الهدف الثاني (د. 66 - صناعة إيجور بايكساو): قلب الطاولة

    في الشوط الثاني، ومع النقص العددي للوهافر، كان السؤال متى وليس هل سيسجل مارسيليا، جاء الجواب من قدم الجلاد، حيث تلقى جرينوود تمريرة مميزة من زميله إيجور بايكساو على حدود منطقة الجزاء، وبلمسة واحدة، هيأ الكرة لنفسه، وبلمسة ثانية، أطلق تسديدة ماركة مسجلة بقدمه اليسرى، سكنت الجانب الأيمن من الشباك، وقلب النتيجة وبدأ الانهيار الحقيقي للوهافر.

    الهدف الثالث (د. 72 - صناعة روبينيو فاز): الرصاصة القاتلة

    بعد ست دقائق فقط، عاد جرينوود ليؤكد أنه في منطقة أخرى، البديل روبينيو فاز، الذي نزل قبلها بدقائق، أرسل تمريرة بينية دقيقة في عمق الدفاع، وانطلق جرينوود كالسهم، ليجد نفسه في مواجهة الحارس، وبدقة كبيرة وضع الكرة بلمسة منخفضة وذكية في الزاوية اليسرى السفلية معلنًا الهاتريك وانتهاء المباراة اكلينيكيًا في نفس الوقت.

    الهدف الرابع (د. 74 - صناعة بافارد): تتويج السيمفونية

    لم يكد لوهافر يلتقط أنفاسه، حتى عاد الكابوس، بعد دقيقتين فقط، وفي هجمة منظمة، تقدم المدافع بافارد ليقوم بدور صانع الألعاب، مررًا كرة هدية لجرينوود داخل المنطقة، وهذه المرة، لم يسدد بقوة، بل قام بركن الكرة بشكل مقوس مميز في الجانب الأيمن للمرمى، ليسجل السوبر هاتريك (4-1)، رباعية منها ثلاثية في 8 دقائق فقط (من الدقيقة 66 إلى 74)، فيمشهد يوضح حجم الافتراس والتركيز الذي كان عليه.

  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-PSGAFP

    من رهان مُخاطرة إلى رجل المواعيد الكبرى

    هذا الأداء لم يكن وليد صدفة، إنه التأكيد المطلق على أن صفقة جرينوود، التي نظر إليها الكثيرون في البداية على أنها مُخاطرة نظراً لماضيه، كانت في الحقيقة الرهان الرابح الأذكى لإدارة مارسيليا، لقد كسب النادي لاعبًا من طراز عالمي بقيمة لا تذكر.

    الأهم من ذلك، أن جرينوود أثبت أنه ليس مجرد جلاد للفرق الصغيرة، هذا الموسم، هو رجل المواعيد الكبرى بامتياز.

    هو من صنع هدف كان ليكون هامًا لمارسيليا في قلب مدريد ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وهو من سجل هدفًا في الانتصار الكاسح على أياكس. وهو من قاد الخط الأمامي ب شراسة في الفوز الثمين على الغريم باريس سان جيرمان.

    رباعية لوهافر لم تكن بداية جرينوود، بل كانت الانفجار الحتمي للاعب كان يغلي بالفعل في المباريات الكبرى.

  • بيت القصيد.. ليلة لم تكتمل

    في الدقيقة 78، وبينما كان الفيلودروم يغني احتفالًا ببطله الجديد، سقط جرينوود على الأرض، مشهد أصاب الجميع بالصمت، فبعد 4 أهداف، وعلامة 10/10، وبأداء هو الأفضل في الدوري الفرنسي هذا الموسم بلا منازع، لم يستطع الجلاد إكمال اللقاء.

    خرج في الدقيقة 79 مصابًا، وسط تصفيق حار يمتزج بقلق شديد، خرج وهو يعرج، تاركًا خلفه احتفالًا ناقصًا، وفرحة الانتصار الكاسح تلاشت سريعًا أمام الخوف من فقدان السلاح الأخطر للفريق قبل المعارك القادمة في الدوري ودوري الأبطال.

    لقد كانت ليلة ميسون جرينوود بامتياز، ليلة أثبت فيها أنه رهان رابح، ورجل للمواعيد الكبرى، وجلاد لا يرحم، لكنها أيضًا كانت ليلة لم تكتمل، تركت مارسيليا في قمة السعادة وفي قمة القلق في آن واحد.