ثورة تتبع انتقال ميسي .. الدوري الأمريكي نحو مستقبل أفضل أو السقوط إلى الهاوية!

انضمام ميسي، لإنتر ميامي هذا الصيف، غير من الدوري الأمريكي كثيرًا فهو اللاعب الأكثر شهرة حتى الآن، رغم استمرار تطبيق الحد الأقصى للرواتب في الدوري الأمريكي، والقيود على اللاعبين وجميع أنواع القواعد.

نحن في مرحلة مشابهة تمامًا لما حدث سابقًا عندما انضم ديفيد بيكهام، إلى فريق لوس أنجلوس جالاكسي وجعل الدوري الأمريكي وجهة شعبية لبعض نجوم كرة القدم.

بوجود ميسي، زاد الاهتمام بالدوري أكثر من أي وقت مضى، حيث يبحث اللاعبون من جميع أنحاء العالم عن فرصهم الخاصة للعب بجانب النجم الأرجنتيني.

وقال مفوض الدوري الأمريكي دون جاربر: "ميسي يلعب في الدوري الخاص بنا ونحن الآن لسنا جزءًا من الاهتمام الرياضي العالمي، ولكننا من أكبر القصص هذا الصيف وعيون العالم الآن تتجه نحو الدوري الأمريكي الآن لأن أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم موجود هنا ويحقق النجاح".

وأمثال لويس سواريز وأنطوان جريزمان وهيرفينج لوزانو وألكسندر لاكازيت ولوكا مودريتش وأوليفييه جيرو، تم ربطهم جميعًا بالانتقال إلى الدوري الأمريكي منذ وصول ميسي، ومن المؤكد أن الاهتمام سيرتفع خلال فترة الانتقالات الشتوية وفي الصيف القادم، بعد اللعب في بطولة أوروبا أو كوبا أمريكا.

ولكن للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين، ستحتاج الفرق إلى الدمج بسبب الحد الأقصى للرواتب في الدوري الأمريكي ومع اقترابنا من موسم العطلات، لا يزال هناك عدم يقين بشأن الشكل الذي ستبدوا عليه البطولة بالعام الجديد.

لكي تفهم سبب الشكل الحالي للدوري الأمريكي لكرة القدم ، عليك أن تعرف أن هذا الدوري مبني على تاريخ من الفشل ويرجع ذلك إلى عدم وجود قيود على الإنفاق.

وأنفقت الفرق سابقًا بدون قيود ولم يكن الدوري الأمريكي لكرة القدم على استعداد للسماح بحدوث ذلك، وبعد أقل من 30 عامًا من تأسيسه، لا يزال هذا هو الحال.

وينقسم الدوري إلى قسمين جانب يريد البعض فيه أن يتجاوز الحد الأقصى وينفق مبالغ كبيرة ويطارد فكرة التنافس مع أكبر الفرق في العالم والآخر يريد نموًا وليس على استعداد لتجاوز الحدود عندما يتعلق الأمر بالإنفاق.

وقد أدى هذا الانقسام إلى مشاكل وكانت هناك مناقشات حول إنفاق الرواتب ورسوم الانتقالات وحتى السفر المستأجر، في حين تم توقيع عقوبات على أكبر أندية الدوري عدة مرات بسبب مخالفتها القواعد ومع ذلك، على الرغم من طموح بعض المالكين، كان هناك دائمًا جانب آخر سعيد بالدوري كما هو دون تطوير.

وقد خدم ذلك الدوري الأمريكي لكرة القدم بشكل جيد منذ إنشائه، حيث أن الفرق في كل مدينة لديها أمل واقعي في المنافسة على صدارة الدوري فلا يوجد بايرن ميونخ أو مانشستر سيتي في هذا الدوري، ولا توجد أندية خارقة تهيمن عاماً بعد عام.

وقبل عامين، كان فريق سينسيناتي هو الأسوأ في الدوري ولكن في عام 2023، لديهم أفضل سجل في الموسم العادي، ليس لأنهم أنفقوا الكثير، ولكن لأنهم أنفقوا جيدًا.

ومن الناحية الواقعية، ومع إنضمام ميسي، يجب الوصول إلى أقصى حد ممكن والخطوة الأولى للقيام بذلك هي تخفيف القواعد للسماح للأندية بمزيد من الحرية.

قال جاربر بوضوح شديد في خطابه عن حالة الدوري قبل نهائي كأس الدوري الأمريكي: "مهما كانت التغييرات التي قد تحدث لن نغير نظامنا الخاص بشأن عدد اللاعبين فوق سقف الرواتب المسموح بهم وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك تعديلات فيما يتعلق ببناء القائمة".

وتابع: "نحن لا نخطط لإضافة لاعب رابع ولكن ستكون هناك إعلانات صادرة عن اجتماع مجلس الإدارة والذي سيعقد الأسبوع المقبل وستكون هناك بعض الأشياء المثيرة التي سنعلن عنها، ولكن كل ذلك يحتاج إلى التحدث مع مجموعة المالكين، وليس لدينا خطط للتصويت على إضافة لاعب رابع".

إذن ما هي تلك التغييرات "المثيرة"؟، كانت هناك تقارير وشائعات تفيد بأن اجتماعات مجلس محافظي الدوري الأمريكي لكرة القدم ستكون ساخنة بشكل خاص في هذا الموسم، هل ستكون هناك زيادة كبيرة في الحد الأقصى للرواتب، وإذا كان الأمر كذلك، كيف سيكون شكلها؟ هل ستحصل الفرق على مزيد من المرونة ضمن الإعداد الحالي؟ هل سيفكر الدوري في المزيد من الأفكار الممتعة لإضافتها والتي ستسمح للفرق ببساطة بجلب لاعبين أفضل؟ سوف نكتشف قريبًا ذلك.

في الوقت الحالي، تتم مقارنة كل ما يحدث في الدوري الأمريكي لكرة القدم على الفور بما يحدث في الدوري السعودي للمحترفين، فبعد انضمام ميسي إلى الدوري الأمريكي ونجاح الدوري السعودي في ضم كريستيانو رونالدو، بذلت أندية الدوري السعودي قصارى جهدها للاستفادة من وصول النجم البرتغالي، حيث تعاقدوا مع العديد من نجوم كرة القدم مثل نيمار وساديو ماني وكريم بنزيما ونجولو كانتي وروبرتو فيرمينو، وانتظر الكثيرون رد الدوري الأمريكي لكن في الحقيقة لا يستطيعون الإنفاق بهذا الحجم.

وقال جاربر لصحيفة "USA Today" :" أعتقد أن أي دوري ناشئ يحتاج إلى اتخاذ قرارات منطقية بالنسبة له لمحاولة أن يكون جزءًا من المنافسة العالمية، وهذا ما فعله السعوديون لقد رأيت ذلك مرات عديدة من قبل، وفي بعض الحالات نجح الأمر ولكن في الدوري الصيني، لم ينجح الأمر وسيحكم الوقت على ما إذا كانت خطتهم فعالة أم لا".

وتابع: "الدوريات المنافسة تصدر بيانات بأن الأمر لا يتعلق فقط بالبطولات الكبرى في أوروبا، بل يتعلق ببقية العالم، ونحن جزء من بقية العالم ولسنا خائفين أو قلقين من نجاحنا".

من الواضح أن هناك حاجة إلى تغييرات ويبدو أن الدوري الأمريكي يدرك ذلك لأنه يتطلع إلى الاستفادة من الارتفاع الحالي في الاهتمام بكرة القدم، والخطوة الأولى لذلك هي قوة النجوم والمعجبون يحبون النجوم، وميسي هو الوجهة الحالية للبطولة وبعض النجوم تريد اللعب معه أو ضده.

وسيتطلع إنتر ميامي إلى إضافة المزيد من النجوم إلى قائمتهم وسيكون موسم الإجازة للنادي مثيرًا لضم بعض النجوم بجانب ميسي وألبا وبوسكيتس، وسيكون سواريز، من ضمن هؤلاء النجوم حيث سيجتمع أخيرًا مع أفضل صديق له، وإذا كان الأمر متروكًا لبيكهام ومالكيه، فإن ميامي سيوقع مع كل النجوم المميزين ولكن لا يعود الأمر إليهم.

ولا يقتصر الأمر على قوة النجوم فحسب بل يحتاج الدوري الأمريكي ككل إلى التحسن من حيث الجودة ويجب أن يكون هناك رفع للقوائم بأكملها، مما يمنح كل فريق المزيد من المواهب، وسيؤدي القيام بذلك إلى السماح لفرق الدوري الأمريكي بالمنافسة المستمرة كما سيمنحهم فرصة للتأهل إلى كأس العالم للأندية.

ومع اقترابنا من عام 2024 شهد الدوري الأمريكي هذا العام ملاعب مزدحمة وقيمة بث تلفزيوني كبير وتواجد وميسي، ولكن إذا أراد الدوري الأمريكي أن يستمر في النمو فإن الجودة الفعلية للعب ستحتاج إلى تحقيق قفزة إلى الأمام ويجب أن يقتنع المشجعون بأن المنتج الموجود على أرض الملعب جيد، أو قريب من المنتج الأوروبي.

الحديث عن رفع المستوى أسهل من الفعل، ولكن المال عادًة يساعد ومن شبه المؤكد أن تخفيف القيود وزيادة الإنفاق سيؤدي إلى منتج أفضل وبالنظر إلى الأموال القادمة إلى الدوري بفضل وصول ميسي، سيكون الدوري الأمريكي في مكان أفضل من أي وقت مضى وسيتجاوز إخفاقات العام الماضي ويبدأ عصر جديد.

ميسي، هو مجرد جزء من خطة كبيرة لتطوير الدوري الأمريكي ورغم أهميته الكبرى ولكن هناك الكثير من الأشياء الأخرى الجاهزة لتحسين كرة القدم الأمريكية.

إن بطولة كأس العالم 2026 تقترب وستجذب الملايين من المشجعين وقبل ذلك ستنطلق بطولة كوبا أمريكا في الصيف المقبل في أمريكا أيضًا، كما تم تقديم عرض لإعادة كأس العالم للسيدات إلى الولايات المتحدة في عام 2027.

ورغم أهمية ميسي الكبيرة في مستقبل الدوري الأمريكي ولكن قد يرحل قبل أن يشاهد تطوره لأن عقد النجم الأرجنتيني مع إنتر ميامي ينتهي في عام 2025.

وقال جاربر: "نريد أن نكون أفضل بحلول عام 2027، وسنجذب أنظار العالم في كأس العالم 2026 وسيكون سوق كرة القدم هنا في الولايات المتحدة مكشوفًا للجميع".

وتابع:" المنتج الذي سنقدمه؟ لا يقتصر فقط على اللاعبين والخبرة الميدانية ولكن المنافسة وشكلها، وأتمنى أن يقرر ميسي البقاء لفترة أطول من عام 2025، وخطتنا هي أن نجعل الدوري كما نريد في عام 2027".

قد يبدو الأمر وكأنه وقت طويل، ولكن كيف سيبدو الدوري الأمريكي بعد ذلك؟ هل سيختلف عن الدوري الذي نراه اليوم؟ التغيير قريبًا جدًا وسيتم الاستفادة من انضمام ميسي من أجل مستقبل جديد للدوري الأمريكي.