"توقف عن عنادك"!.. قرارات أرتيتا الخاطئة تقربه من مصير فينجر وإيمري المؤسف

كان آرسنال قريب من الفوز بأول لقب له في الدوري الإنجليزي منذ 19 عامًا الموسم الماضي، حيث تألق بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي ومارتن أوديجارد، وسجلوا الكثير من الأهداف وتحملوا عبء الهجوم بمفردهم بسبب معاناة جيسوس من أجل استعادة لياقته البدنية.

وفي النهاية، إنهار آرسنال وفاز مانشستر سيتي بالبطولة رغم أنه لم يكن في أفضل حالاته ولكن بفضل أهداف هالاند، الحاسمة على عكس آرسنال الذي افتقد للمهاجم غزير الإنتاج.

ونجح آرسنال في ضم كاي هافرتس، بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني من تشيلسي وكان النجم الألماني يعاني من أسوأ موسم له في ستامفورد بريدج، لكن أرتيتا قرر أنه اللاعب المناسب وخليفة لتشاكا.

وتم اعتبار تأمين مركز حراسة المرمى أكثر أهمية من البحث عن مهاجم جديد، حيث قام أرتيتا بضم ديفيد رايا، على سبيل الإعارة من برينتفورد، وأثبتت هذه الصفقات بعد ذلك مدى خطأ أرتيتا.

وظهر هافرتس، تائهًا عندما لعب في مركز تشاكا القديم على يسار خط وسط آرسنال الثلاثي وافتقر إلى الغزارة الهجومية أمام ليفربول مؤخرًا، بينما رايا، أخطأ في بعض المباريات مثل رامسديل، وأهدر أرتيتا المال والوقت على لاعبين لم ينجحوا في تحسين مستوى آرسنال.

وقال بيرس مورجان، بعد مباراة ليفربول: "لم نكن بحاجة إلى حارس مرمى جديد، وبالتأكيد لم نكن بحاجة إلى هافرتس، مقابل 67 مليون جنيه استرليني نحن بحاجة إلى مهاجم مناسب، توقف عن عنادك ووقع مع لاعب يمكنه تسجيل الأهداف، وإلا سينتهي موسمنا بأكمله قريبًا جدًا".

حطم آرسنال رقمه القياسي في الانتقالات بالتعاقد مع ديكلان رايس، من وست هام مقابل 105 ملايين جنيه إسترليني في صفقة أثارت الجدل بسبب رفض النجم الإنجليزي الانتقال إلى مانشستر سيتي لصالح الجانرز.

وحقق رايس، نجاحًا فوريًا مع آرسنال وساعد الفريق على السيطرة في كثير من المباريات وسجل أيضًا هدفين حاسمين ضد مانشستر يونايتد ولوتون.

وعلى الرغم من مميزات رايس الواضحة، إلا أن الجانرز ليسوا متوازنين في خط الوسط كما كانوا في الموسم الماضي، وأصبح مستقبل توماس بارتي، مقلقًا بسبب مشاكل الإصابة المتكررة.

عبء العمل المتوقع من رايس، في الوقت الحالي كبير جدًا، لأنه يحمي رباعي الدفاع بمفرده، مما يمنعه من التقدم، وعبر أسطورة آرسنال راي بارلور، عن إحباطه من دور رايس، وقال لـ"Tipsbladet": "أعتقد أنه يجب أن يتقدم قليلاً إلى الأمام نعلم جميعًا مدى قوته الدفاعية ولكن يمكن تطوير توماس بارتي أو جورجينيو، مما يسمح لرايس بالتألق وأن يقترب من مستوى باتريك فييرا أو روي كين".

طلب أرتيتا، ضم بعض الصفقات المشكوك فيها في صيف 2022، أبرزها ثنائي السيتي جيسوس وأولكسندر زينتشينكو، وظهر الأمر في البداية كخطوة ذكية من جانب مساعد جوارديولا السابق لإحضار لاعبين عمل معهم في السيتي بين عامي 2016 و2019.

ورغم أن زينتشينكو، ماهر ويقرأ المباراة جيدًا، لكنه يخسر معظم التحماته الفردية ضد الأجنحة السريعة، ويغيب عنه التركيز أحيانًا، بينما لم يتمكن جيسوس أبدًا من إثبات نفسه كمهاجم صريح، وكان جوارديولا يفضل اللعب بمهاجم وهمي عن البدء بالبرازيلي.

وتستمر الفرق المنافسة في استهداف زينتشينكو، باعتباره الحلقة الضعيفة في خط دفاع آرسنال، ولم يتمكن جيسوس سوى من تسجيل سبعة أهداف فقط في 21 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم.

وكان من المفترض أن يكون سجل الإصابات الذي تعرض له مهاجم السيتي السابق جرس إنذار لأرتيتا، حيث غاب جيسوس، عن 10 مباريات بسبب الإصابة في موسم 2023-24، بما في ذلك مباراة ليفربول الأخيرة.

وقال أرتيتا عن جيسوس:"كان يعاني من بعض الألم في ركبته لقد أجرينا فحصًا ونأمل ألا يكون شيئًا كبيرًا إنها نفس الركبة التي كان يعاني منها من قبل، لذلك لم نتمكن من المخاطرة به”.

بسبب عدم قدرة أرتيتا حاليًا على الاعتماد على جيسوس، في الهجوم طالب جمهور آرسنال ضم مهاجم آخر في انتقالات يناير الجارية، وارتبط الجانرز بقوة بالتعاقد مع فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الصيف الماضي، وأيضًا إيفان توني لاعب برينتفورد، الذي يقترب من نهاية إيقافه.

والأزمة في ضم أحد الثنائي هي اضطرار آرسنال إلى إنفاق 80 مليون جنيه إسترليني أو أكثر للتعاقد مع أحدهم وهذه أموال لا يملكها النادي بسبب اقترابه من قواعد اللعب المالي النظيف في عام 2023.

وقال أرتيتا، عن تدعيم صفوف آرسنال الهجومية هذا الشهر: "في الوقت الحالي لا يبدو الأمر واقعيًا مهمتي وما يتعين علينا القيام به هو تحسين لاعبينا ومحاولة الحصول على نتائج أفضل مع اللاعبين الموجودين لدينا".

ويمكن ضم مهاجم على سبيل الإعارة لكن من غير المرجح أن يجد آرسنال اللاعب الذي يحتاجه والذي يتوافق مع ميزانية النادي، وسنرى هل سيستمر أرتيتا، في الاعتماد على هافرتس، بالمقدمة، أو سيمنح نكيتيا فرصة أخرى لإثبات نفسه حتى يعود جيسوس من الإصابة.

ربما يكون أرتيتا، نادمًا على قراره بالتخلص من فولارين بالوجون، الذي كان متألقًا في فترة ما قبل الموسم قبل بيعه إلى موناكو، وسجل سبعة أهداف في 14 مباراة بالدوري الفرنسي مع ناديه الجديد.

حصل آرسنال على راحة لمدة 12 يومًا قبل مباراتهم المقبلة في الدوري الإنجليزي على أرضهم أمام كريستال بالاس، وهي مباراة يجب الفوز بها حيث تراجع الفريق إلى المركز الرابع بجدول الترتيب بعد خسارته 2-1 أمام فولهام ويبتعد بفارق خمس نقاط عن المتصدر ليفربول.

ويتقدم الجانرز بنقطة واحدة فقط على غريمه التقليدي توتنهام وهم في خطر حقيقي بسبب الصراع على المركز الأخير المؤهل لدوري أبطال أوروبا وإذا استمر تراجع آرسنال، فيجب محاسبة أرتيتا على ذلك.

وحقق المدرب الإسباني البالغ من العمر 41 عامًا بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي في عامه الأول مع آرسنال وقاد الفريق للظهور بقوة في الدوري الإنجليزي ونجح في العودة لدوري الأبطال لكنهم ما زالوا يفتقرون إلى القوة في العمق.

وبدأ بعض المشجعين في التشكيك بأرتيتا، ومن المؤكد أنه سيستنفذ كل رصيده إذا انتهى الأمر بآرسنال بدون بطولات مرة أخرى بنهاية الموسم.

وقال أرتيتا، بعد خسارة آرسنال أمام وست هام الشهر الماضي: "إذا لم نتحسن في منطقة الجزاء، فلن نفوز بالدوري، اللمسة الأخيرة هي التي تضع الكرة في الشباك وهذا ما نحتاجه".

ويجب على أرتيتا، أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن غياب تلك "اللمسة الأخيرة"، وعن التراجع المقلق لآرسنال خلال النصف الأول من الموسم وإلا فإنه سيتعرض للانتقادات الشديدة والنهاية المؤسفة مثل أوناي إيمري وأرسين فينجر.