Arsenal FansGoal Ar / Social

توحش جوارديولا لن يمنعهم من الرقص .. كلوب يحل معضلة آرسنال قبل ديربي شمال لندن!

منذ بضعة سنوات، تحدثت الصحف الإنجليزية عن افتقاد نادي آرسنال لأهم ما يميزه من مشاعر مختلطة ومتضاربة، تجعل الجماهير تنجذب له رغم كل ما يعانيه من نتائج متواضعة وملاك لا يهتمون لأمره ومدرب يرفض الاستسلام للأمر الواقع.

في السنوات الأخيرة لأرسين فينجر وخلال حقبة أوناي إيمري القصيرة، فقد آرسنال كل شيء، الكرة الممتعة، الإثارة، الترقب، الانتظار، وحتى الحزن لم يعد كما هو بعدما أصبحت كل الأحداث السلبية متوقعة، هزائم من الكبار، وانتصارات أمام الصغار وفرق الوسط، لا يوجد جديد، وإن حدثت مفاجآت فهي غالبًا صادمة ونتائج مفجعة.

الأمر دفع البعض لفقدان الحماس والشغف تجاه آرسنال بسبب هذا الجمود التام، وجعل الكثيرون لا يهتمون كثيرًا به، لأنه لم يعد يلعب كرة ممتعة وهزائمه أصبحت متكررة أمام نفس الفرق بنفس النتائج تقريبًا.

وبدون الخوض في الكثير من التفاصيل التي يعرفها الجميع بنسبة كبيرة، فهذا الوضع تغير تمامًا مع ميكيل أرتيتا، آرسنال عاد وبقوة، ولكن هذه العودة ينقصها شيئًا ما لم يحدث منذ ٤ سنوات بحصول الفريق على بطولة، وربما لن يحدث هذا العام أيضا، فماذا تفعل جماهير المدفعجية؟

  • Pep Guardiola Erling Haaland Manchester City Premier League 2023-24Getty

    مانشستر سيتي لا يمكن إيقافه

    جملة بديهية تراها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لتحذير جماهير آرسنال من "الأمل"، والمطالبة باليأس من أي فرصة للحصول على لقب البريميرليج قبل ديربي شمال لندن، غدً، الأحد ضد توتنهام، مصحوبة بقائمة بالأسماء المرعبة بقائمة مانشستر سيتي مثل إرلينج هالاند، كيفين دي بروينه، برناردو سيلفا وغيرهم.

    هل جماهير آرسنال لا تعرف ذلك؟ هل هي معلومة جديدة عن فريق مسيطر على البريميرليج منذ ٣ سنوات والمنافسة ضده شبه مستحيلة، هل لا يعرف أغلبهم مدى سيطرة بيب جوارديولا على كل الدوريات التي درب فيها؟

    بالتأكيد جمهور المدفعجية يؤمن جيدًا بأن سيتي هو الأقرب، حتى وإن كان ميكيل أرتيتا ورفاقه على صدارة البطولة بفارق نقطة، لأن كتيبة جوارديولا لديها مباراة مؤجلة، وجدولها أسهل بكثير من نظيرهم اللندني.

    ولكن ما هي الخيارات المتاحة أمامهم؟ مطالبة النادي بعدم خوض آخر ٤ مباريات من الدوري لأن المنافس المباشر أقوى من اللازم؟ وأن أحدهم قرر تجريدهم من أي فرصة للتمسك بالأمل؟!

    كل ما تحاول فعله جماهير آرسنال وهي تشعر بداخلها أن المهمة تصعبت بعد الهزيمة اللعينة أمام أستون فيلا، هو الاستمتاع بفصل آخر من هذه الرحلة الشيقة، لأن كرة القدم متعتها ليست مادية في الألقاب والكؤوس فقط.

    لأنه لو الأمر يعتمد على البطولات فقط، لما شاهدت ملاعب أندية الوسط ومؤخرة الجدول في أوروبا مكتظة عن آخرها بالجماهير، رغم علمها أن فريقها لا ينافس على الألقاب، وربما لن يفوز بها ل٥٠ سنة قادمة.

    هم هناك من أجل هذه المشاعر المختلطة التي تجلبها لهم اللعبة، سعادة، فرحة، انتظار، ترقب، صدمة، أهداف في اللحظات الأخيرة، دون التفكير كثيرًا في النهايات، لأنها مفروضة عليهم ولا يمكنهم تغييرها!

    بالطبع آرسنال حالة مختلفة، لأنه أحد الكبار المطالبين بالصعود إلى منصات التتويج باستمرار، ووفقا للمعطيات الحالية فهو أصبح قريبًا لهذا الهدف أكثر من أي وقت مضى، لذلك الأوضاع ليست كارثية كما يتخيلها البعض.

  • Jurgen Klopp Liverpool 2023-24Getty

    الرحلة أم الهدف؟ كلوب يُجيب!

    هناك معضلة جدلية لم يتوصل أحد لحلها منذ سنوات، وهي.. هل الهدف أهم وأمتع من الرحلة التي تستغرقها للوصول لتحقيقه أم العكس؟!

    بالتأكيد السيناريو المثالي هو الاستمتاع بكليهما، رحلة ناجحة حافلة بالمصاعب والتقلبات، تنتهي بقدر كبير من تطوير الذات واللحظات الممتعة التي لن تنساها طوال حياتك، ولكن ماذا لو فُرض عليك أحدهما؟

    هناك نماذج لأهداف تحققت برحلات قصيرة للغاية، مثل فوز تشيلسي بالدوري الإنجليزي مع أنطونيو كونتي، ودوري الأبطال مع روبرتو دي ماتيو، ونفس الأمر للبلوز مع توماس توخيل، وكذلك زين الدين زيدان مع ريال مدريد، ولكن الأمر يتطلب الكثير من الإمكانيات التي لم يمتلكها وقت آرسنال وقت قدوم أرتيتا، وكذلك النموذج الأوضح لنا وهو ليفربول!

    جماهير ليفربول تستعد لتوديع أسطورتها يورجن كلوب بنهاية هذا الموسم، الألماني الذي جلب للريدز لقب دوري واحد فقط ومثله لدوري الأبطال على مدار ٩ سنوات.

    وفقًا للغة البعض فهو فاشل، ولكن بالحديث عن "الهدف والرحلة"، ستجد أن جماهير ليفربول شهدت ٩ سنوات من الاستمتاع بجميع مشاعر كرة القدم المختلطة التي لم تشعر بها قط مع أي مدرب آخر.

    المفارقة أن كلوب نفسه ذاق الأمرين مع جوارديولا وفريقه قبل أن يرفع راية الاستسلام، بخسارة لقبين من الدوري الإنجليزي في الجولة الأخيرة، والجميع يؤمن أنه لو كانت حقبته في فترة مختلفة لزاد عدد ألقابه وتضاعف.

    الألماني أعاد الحياة إلى ملعب أنفيلد، تمامًا مثلما حول أرتيتا ملعب الإمارات من مكان هادىء ممل، إلى أحد أصعب الملاعب على كبار الدوري الإنجليزي.

    كلوب منحهم كل ما يمكن أن تمنحه اللعبة لأي مشجع، ويوم رحيله ستشاهد جيدًا رد الجميل على هذه المشاعر الصادقة على وجوههم في ملعب أنفيلد، لعلك تفهم يومًا ما، أن الرحلة أحيانًا تكون أمتع من الهدف ذاته.

  • Arsenal fansGetty Images

    الرقصة لن تكون الأخيرة

    مواجهة آرسنال وتشيلسي الأخيرة التي دك خلالها المدفعجية شباك جارهم اللندني بخماسية نظيفة، كانت النموذج الأوضح على جمال الرحلة مهما كانت الوجهة أو الهدف.

    شاب وفتاة يرقصان دون أي مبالاة بكل من حولهما، لم يفكرا كثيرًا في عدسات المصورين وهم يراقبون ويُسجلون عشوائيتهم في الرقص، مثلما تجاهلا تماما أي حسابات أخرى تخص جدول الترتيب وقوة مانشستر سيتي.

    هل تعتقد أنهما فكرا للحظة واحدة في إمكانية عودة سيتي للصدارة؟ أم شعرا بالرعب من هالاند ودي بروينه وغيرهما؟

    بالتأكيد لا، ولكن دعونا نرجع بالذاكرة لصورة أخرى تعكس الحالة التي تحدثنا عنها في البداية، عندما انهمر طفلًا صغيرًا من البكاء عند خسارة آرسنال بثلاثية نظيفة من سيتي في نهائي كأس رابطة المحترفين بثلاثية نظيفة في الموسم الأخير لفينجر، وهي الدموع التي انهمرت بسبب جوارديولا أيضًا.

    بين المشهد الأول والثاني الكثير من التفاصيل التي تكفل أرتيتا ومن معه بتغييرها، وما وصل له المدفعجية الآن يستحق كل هذا العناء. والحديث عن جمال الرحلة.

    هذه الرحلة التي شهدت انتصارات ممتعة على مانشستر سيتي وليفربول وتوتنهام ونيوكاسل يونايتد وتشيلسي، مثلما شهدت سقطات ضد فولهام ووست هام وأستون فيلا.

    ربما تكون هذه الرقصة هي الأخيرة هذا الموسم لو خسر آرسنال ديربي شمال لندن، أو فاز مانشستر بكل مبارياته المتبقية بالدوري، ولكنها لن تكون الأخيرة لجماهير المدفعجية في هذه الحقبة،.

    وربما نرى قريبًا نجاح الرحلة والهدف معًا في نهاية تاريخية انتظرها الطفل الباكي والشابان الراقصان، لأن الاستسلام ليس خيارًا لهم، وهو ما أكد عليه أرتيتا في مؤتمره الصحفي للديربي عندما قال:"سنفعل كل شيء للفوز بالدوري، وإن لم ننجح سنحاول مرة أخرى ولن نيأس".

    ربما منحه كلوب إجابة المعضلة، بأن رحلته مع آرسنال ممتعة وكافية للإبقاء على وظيفته في حالة الخروج بموسم صفري، ولكن الإسباني يرفض الاستسلام، لعل وعسى تمنحه كرة القدم المكافأة التي يستحقها!

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0