توتنهام وتشيلسي | زمن الفتوات انتهى يا سبيرز لستم أفضل من برشلونة .. وأبو تريكة كان محقًا يا بوتشيتينو!

في المعاجم العربية الفتوة هو الشخص الذي يأتي بحق الضعيف على حساب القوي، الضعيف اليوم كان توتنهام والقوي كان تشيلسي بفعل العدد الأكبر من اللاعبين في ملعب اللقاء.

والفتوة هو ومن غير الحارس الإيطالي جوليلمو فيكاريو الذي لاذ عن مرمى فريقه في عدة مناسبات وقاد خطة دفاعية متطورة من المدرب أنجي بوستيكوجلو نجح من خلالها في الاستمرار داخل المباراة لأطول وقت ممكن.

تشيلسي حاول أكثر من مرة أن يسجل الهدف الثاني، وفي ذلك الوقت كان فيكاريو هو المدافع الوحيد أمام طوفان هجمات البلوز، ومنع عدة أهداف بدور إضافي لفكرة الحارس التقليدي، حيث عاد في الزمن عدة سنوات وأصبح مدافعًا متأخرًا أو بمعنى أخرى ليبرو.

حتى وإن كان قد تلقى أربعة أهداف، فهذا ليس خطأه، وكم من فتوة هزمه تكالب الأعداء عليه!

في الوقت الذي فقد فيه توتنهام لاعب، وجدنا أصحاب الأرض يستمرون في الضغط والهجوم، وعندما فقد اللاعب الثاني ترك البلوز يستحوذون على الكرة لكنه حرمهم من الخطورة بخط دفاعه المتقدم، وكاد يسجل في أكثر من مناسبة، تلك شجاعة يجب منحه حقه عليها.

خطته نجحت بشكل جزئي، ولو كان قد نجح فيها وسجل من الكرات المرتدة لكان قد توج بطلًا لليلة، لكن في نهاية المطاف، لا يمكنك أن تفعل ذلك وتلعب بهذا الاندفاع في مباراة ديربي أنت تلعب فيها بلاعبين أقل من خصمك وتتلقى رباعية في الأخير، ستقوم الجماهير بتعليق المشانق لك، حتى وإن كان رصيدك كبيرًا لديهم وحتى إن لم يفعلوا ذلك اليوم.

حتى بعيدًا عن الديربي، لابد كما قلنا للمنطق أن ينتصر، لذلك فاللجوء للدفاع في تلك الحالة ليس عيبًا، برشلونة بميسي ونيمار وسواريز دافع ضد إشبيلية في نهائي كأس الملك عام 2016 عقب أن طُرد خافيير ماسكيرانو بعد حوالي نصف ساعة من بداية اللقاء، وخسر النادي الكتالوني الاستحواذ في وضع نادر ضد نظيره الأندلسي، لكنه فاز باللقاء في الأخير، لواقعية لويس إنريكي التي نجته ووضعته على منصات التتويج.

تشيلسي سجل أربعة أهداف، لكن الأمر كما لو أن البلوز قد قاموا بتفعيل وضع الهواة في أحد ألعاب كرة القدم الإلكترونية فكانت الأهداف سهلة، وإن جاءت بعد الكثير من المعاناة.

تأخر تقدم تشيلسي في المباراة كان أمرًا غير مفهوم، بالأخص أمام خصم يلعب بلاعبين أقل، وبخط دفاع متقدم من السهل للغاية ضربه بالسرعات التي يملكها هجوم البلوز.

ذلك لا يظهر إلا عجز هجومي واضح في صفوف الفريق اللندني، كما قال محمد أبو تريكة يومًا ما وهاجمته جماهير الفريق الإنجليزي، لكن يبدو أنه كان محقًا رغم كل شيء.

لكن لأن زمن الفتوات انتهى، كان يجب أن ينتصر المنطق في الأخير، وإن كان تشيلسي في حال سيئ، فبأي حال من الأحوال يجب في غالبية الأوقات أن يفوز الفريق الذي لعب لأكثر من 40 دقيقة بلاعبين أكثر من خصمه.

حتى لو كان تشيلسي قد فاز بأكثر من أربعة أهداف فهذا لا يعني أنه تفوق بشكل ما، فتفوقه العددي مُنح له من أخطاء نجوم توتنهام.

في النهاية ورغم الفوز الهام لا يزال تشيلسي يعاني من مشاكل عديدة، وفي حاجة فورية لتحسين سريع إن كان يسعى لترتيب أفضل من الموسم الماضي.