FBL-ESP-BARCELONA-STADIUMAFP

من أجل تقليد أتلتيكو مدريد.. برشلونة يثير قلق جمهوره ويدرس تأجيل العودة إلى "كامب نو!"

يشهد مشروع تجديد ملعب كامب نو، القلب النابض لنادي برشلونة، تأجيلًا جديدًا يتعلق بواحدة من أهم مراحله الهندسية وأكثرها رمزية: تركيب الغطاء الضخم الذي سيعلو الاستاد. 

فرغم أن الموعد المبدئي كان محدداً لصيف 2026، إلا أن الإدارة أعلنت أن العملية لن تكتمل قبل صيف 2027، وهو ما يمثل التحدي الأكبر في خطة "إسباي بارسا" التي تهدف إلى تحويل "كامب نو" إلى "أفضل ملعب في العالم".

الرئيس جوان لابورتا، مدعومًا بنائبته المؤسسية إيلينا فورت ومدير عمليات المشروع خوان سنتيليس، أكد أن السقف الجديد سيكون علامة فارقة تميز الهوية البصرية والمعمارية للاستاد. لكن القرار بتأجيل التنفيذ لعام إضافي يعكس حجم الصعوبات الفنية واللوجستية المرتبطة بالمشروع.

  • Wanda Metropolitano StadiumAtlético Madrid

    سقف على طريقة "متروبوليتانو"

    استلهم برشلونة نموذج الغطاء من ملعب الرياض آير متروبوليتانو التابع لأتلتيكو مدريد، بخلاف سانتياجو برنابيو الذي اختار تصميمًا مغلقًا مع سقف متحرك قابل للطي لكنه يولّد حرارة زائدة داخل الملعب، قرر برشلونة أن يبقي المساحة فوق أرضية الميدان مفتوحة، مع الحفاظ على التهوية والإحساس الكلاسيكي للملاعب المكشوفة.

    الاختلاف الأبرز يكمن في الحجم: فبينما يتسع متروبوليتانو لنحو 70,500 متفرج، فإن النسخة المطوّرة من كامب نو ستستوعب أكثر من 104,000 مشجع. هذا الفارق الضخم يجعل تنفيذ السقف مهمة هندسية شديدة التعقيد.

    الشركة التركية "ليماك كونستراكشن" المقاول الرئيس لعملية التجديد، ستلجأ بدورها إلى مقاول متخصص للقيام بهذه المرحلة الحساسة. ووفق التصاميم، سيعمل السقف بطريقة مشابهة لعجلة دراجة هوائية موضوعة أفقيًا، حيث تقوم كابلات فولاذية سميكة مشدودة بدور الأشعة التي تحمل الهيكل بأكمله.

    لكن قبل الوصول إلى تلك المرحلة، لا بد من بناء قاعدة إنشائية تعلو بنحو مترين فوق المدرج الثالث، لتكون الدعامة الأساسية للغطاء. الصور التي نشرها النادي أظهرت بالفعل بروز بعض العوارض الحديدية من أعلى الاستاد، وهي المرحلة التي يسميها المهندسون "الرفع الكبير" (Big Lift).

  • إعلان
  • FBL-SPAIN-BARCELONA-LAPORTAAFP

    ضغط هائل على "ليماك"

    يتوقف الجدول الزمني بأكمله على إنجاز هذه العملية في الموعد المحدد. ففي حال تعثر تركيب السقف في صيف 2027، فإن التأخير قد يمتد حتى 2028، وهو سيناريو يصفه البعض داخل النادي بأنه قد يتسبب في "سقوط رؤوس" إدارية وهندسيو، وفق ما أورده موقع "كوليمانيا".

    حتى الآن، برر برشلونة التأخيرات السابقة بنقص العمالة، والقيود الزمنية المفروضة على ساعات العمل، إضافة إلى تأخر وصول بعض المواد.

    لكن فيما يتعلق بالسقف، لا يبدو أن هناك مجالاً لأي أعذار إضافية، لأنه يمثل المرحلة النهائية والحاسمة لإنجاز المشروع.

  • تأثير على رزنامة الفريق

    تركيب اللواصق التي ستغطي المدرجات يتطلب إخلاء الاستاد من الجماهير لفترة طويلة، وهو ما يستحيل تنفيذه خلال الموسم.. لذلك، يحتاج برشلونة إلى فترة توقف تناهز أربعة أشهر بلا منافسات على أرضه.

    الخيار الأقرب هو تكرار الخطة الحالية: إنهاء موسم 2026-27 بخوض جميع المباريات خارج ملعبه، ثم بدء الموسم التالي أيضًا بعيدًا عن كامب نو، إلى أن تُستكمل الأعمال. هذه الإستراتيجية سبق أن طبقها أتلتيكو مدريد حين أنهى مشواره في فيسنتي كالديرون قبل الانتقال إلى متروبوليتانو.

    غير أن وضع برشلونة مختلف، فالملعب سيبقى في نفس الموقع التاريخي بحي "ليس كورتيس" لكنه سيعود في صورة جديدة كليًا، يتحول فيها إلى صرح رياضي ومعماري من الجيل الجديد.

  • انعكاسات اقتصادية وجماهيرية

    إطالة فترة الابتعاد عن كامب نو قد تحمل تبعات مالية وجماهيرية، فالنادي يراهن على عودة الجماهير إلى الاستاد الجديد في أسرع وقت لتعويض التكاليف الباهظة للمشروع.

    كما أن تجربة اللعب في الملعب الأولمبي "مونتجويك" أثارت جدلاً بين المشجعين، الذين يتطلعون للعودة إلى معقلهم التاريخي.

    لكن الإدارة ترى أن الصبر ضروري، لأن السقف الجديد لن يكون مجرد عنصر جمالي، بل حلًا تقنيًا يعزز من راحة الجماهير ويحسّن من تجربة المشاهدة، فضلاً عن كونه رمزًا للتجديد والهوية العصرية للنادي.

  • الخطوة الأخيرة قبل "الحلم"

    مع اكتمال السقف، سيكون مشروع "إسباي بارسا" قد اقترب من نهايته، ليبدأ النادي صفحة جديدة في تاريخه. فالمشروع لا يقتصر على تطوير الملعب فقط، بل يشمل أيضًا مرافق تجارية ورياضية وخدمية تهدف إلى تحويل المنطقة بأكملها إلى مركز حضاري متكامل.

    ورغم التحديات، يبقى الأمل كبيرًا لدى إدارة برشلونة ومشجعيه بأن صيف 2027 سيشهد وضع اللمسة الأخيرة على الصرح الأسطوري، ليصبح كامب نو بالفعل "أفضل ملعب في العالم" كما وعد لابورتا، وليواكب طموحات الفريق الكتالوني داخل الملعب وخارجه.