تشيلسي وجواو فيليكس .. "تروماي" من أتلتيكو مدريد سعره 100 مليون استرليني

البداية السريعة لجواو فيليكس قد تكون خاطئة، فكانت أول 58 دقيقة من ظهوره الأول مع البلوز مبهرة حيث أظهر نوع من القدرة الفنية، لم يرها المشجعون منذ أيام إيدين هازارد.

فكانت المباراة سيئة من جميع النواحي، حيث حصل على بطاقة حمراء، سبب شدة الحماس، وخسر تشيلسي ديربي غرب لندن في فولهام، فماذا لو بقى فيليكس الطرد بالملعب للنهاية، وتجنب الإيقاف ثلاث مباريات، منذ البداية.

ولكن سجل فيليكس عند عودته ضد وست هام، وكان أفضل لاعبي لتشيلسي في المباريات التالية، ومع تراجع البلوز بسلسلة الهزائم المكونة من ست مباريات في جميع المسابقات تأخر ظهور البرتغالي أيضًا، وبدأ المشجعون بالحكم على إعارته بالفشل.

رغم تهوره كلاعب صغير السن، إلا أن صاحب الـ23 عامًا، أظهر إمكانياته الرائعة التي لا يشابهها أي لاعب في تشكيلة تشيلسي، فمع الوقت والتكيف مع البلوز، فلا شك في أنه يتمتع بالقدرة، على أن يصبح لاعبًا يسجل 15 هدفًا، في الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وظهوره أمام بورنموث، في أول فوز للامبارد منذ قيادته تشيلسي للمرة الثانية، دليلًا على قدرات فيليكس المميزة، فقاد فيليكس خط الوسط، وتبادل التمريرات الرائعة مع لوفتوس تشيك، قبل أن يشق طريقه إلى منطقة الجزاء ويسدد لأول مرة، بعد تمريرة من سترلينج.

وسجل فيليكس ما يقرب من ربع أهداف تشيلسي، في الدوري الإنجليزي الممتاز، فمنذ وصوله وهو بالفعل ثالث هداف لهم في الموسم، لكن هذا دليل كبير على تراجع البلوز الهجومي.

أحد أسباب التخلص من فيليكس، تكدس الفريق بالكثير من اللاعبين، وبالنظر إلى عقده الذي سينتهي الموسم الحالي، فسيكون من السهل التخلص منه.

لكن بالنظر إلى خط هجوم البلوز، فهناك الكثير من الأسماء التي يجب أن تخضع لمزيد من الفحص مقارنة بفيليكس، فأداء كاي هافرتز، وبيير إيمريك أوباميانج، وكريستيان بوليسيتش، وحكيم زياش، وستيرلينج، الذي لم يظهر كثيرًا على مدار الموسم، فأغلبهم لا يناسبون مع الفئة العمرية التي يريدها تود بولي وبغداد إقبالي، مالكو تشيلسي.

فإذا غادر ثلاثة منهم على الأقل كما هو متوقع، فسيكون هناك مساحة لفيليكس في الفريق، فمع مهاجم جديد، ووصول كريستوفر نكونكو، بجانب المواهب الحالية مودريك، ونوني مادويكي، فسيمتلك تشيلسي خطًا هجومًا مميزًا، مع الكثير من القوة في العمق، فسيكون حينها البرتغالي هو الرجل المناسب.

بعد أن نجى فيليكس من طريقة دييجو سيميوني الدفاعية في مدريد فقط ليجد فوضى كبيرة في تشيلسي، فسيفضل فيليكس العمل تحت قيادة مدرب ترتكز فلسفته على أسلوب اللعب الهجومي.

سيتم تعيين ماوريسيو بوتشيتينو مدربًا لتشيلسي، وقد يكون المرشح المثالي لإظهار أفضل ما في فيليكس، فإنه يركز على كرة القدم الهجومية، ويعرف الدوري الإنجليزي جيدًا، ولا يوجد حاجز لغوي ولديه سجله مميز في تطوير اللاعبين الشباب.

وقد صرح فليكس من قبل أنه سعيد في تشيلسي، لكن بعد قلة مشاركته منذ قدوم لامبارد، سيعلق آماله الأخيرة بتعيين بوتشيتينو، الذي يفضل اللعب الهجومي.

فقبل فترة من تراجع مستوى تشيلسي في مارس، تحدث فيليكس عن النادي، موضحًا إنه يحب الحياة في ستامفورد بريدج، حيث قال:" النادي كبير جدًا، أنا سعيد بوجودي هنا، أعتقد أنني كنت بحاجة إلى القدوم هنا، فعندما غادرت أتلتيكو، اعتقدت أنه المكان المناسب لي. لذلك أعتقد أنها كانت الصفقة المثالية لتجربة شيء مختلف".

وأضاف:" حاولت دائمًا أن أبذل قصارى جهدي وأحيانًا لم أنجح في ذلك، لذا كان عليّ أن أتغير لأرى كيف ستسير الأمور، أعتقد أن هذا مهم بالنسبة لي وأنا سعيد جدًا باللعب هنا".

وأردف:" إنه نوع مختلف من كرة القدم، الدوري مختلف، الطريقة التي تلعب بها الفرق في الدوري الإسباني أو الدوري الإنجليزي مختلفة تمامًا، وتشيلسي فريق يحب الهجوم، يمتلك الكرة، ويسيطر على المباراة، هذه هي اللعبة التي أحبها، وأشعر بحرية كبيرة في اللعب هنا، أنا أحب النادي حقًا".

فقد يكون اختلف ذلك الرأي الأن، لكن حقيقة أن فيليكس يفضل البقاء بتشيلسي، ليس سببًا كافيًا لحدوث ذلك.

رفض تشيلسي بشكل مبرر عن دفع 100 مليون يورو لأتلتيكو، حيث طلب سعرًا مناسبًا للاعب، في حين يسعى أتلتيكو جاهدًا لاسترداد المبلغ الضخم الذي دفعه لبنفيكا في عام 2019.

حاليًا، الانتقال بشكل دائم في تشيلسي، شبه مستحيل نظرًا لحاجة البلوز إلى خفض الرواتب من أجل لوائح اللعب المالي النظيف، فتحقيق مطالب النادي الإسباني الكبيرة لبيعه، قد يجدها خارج أسوار ستامفورد بريدج.

ولكن تشير أحدث التقارير إلى أن تشيلسي يحاول الوصول إلى طرق لخفض السعر الذي يطلبه أتلتيكو، من خلال صفقات تبادلية مع كوكوريا أو أوباميانج، وقد يبدو ذلك منطقي للبلوز في ظل حاجتهم لتخفيض الرواتب، لكن خروج كوكوريا بعد موسم واحد فقط، سيكون شبه مستحيل.

الحل الوحيد، هو مد فترة إعارته إذا أراد البلوز الاحتفاظ بخدمات النجم البرتغالي، بعد هذا الصيف، ويشير الوقت الذي أمضاه في غرب لندن حتى الآن إلى أن الأفضل لم يأت بعد، وسيكون من غير المنصف سطر نهاية قصته بعد موسم سيئ للفريق ككل.

إن لم يتمكن من شرائه نهائيًا، فقد علم تشيلسي، أن أتلتيكو مدريد مستعد لمدة إعارة البرتغالي، وهذه المرة بحوالي 16 مليون جنيه استرليني، ففي حال اكتشاف المدرب الأرجنتيني القادم لقدرات فيليكس، وإبرازه كنجم بستامفورد بريدج، سيكون الحل الأمثل بقائه موسم آخر، وفي إثبات تفوقه، سيكون تشيلسي الأقرب للتعاقد بشكل دائم معه.

وفي حال ساءت الأمور، وظهر العكس، سيسهل التخلص منه، نظرًا لكونه لاعبًا معارًا فقط، ذلك الشيء يجب أن يكون ضمن حسابات صانعي القرار في تشيلسي.