أطلق رئيس رابطة الدوري الإسباني "لا ليجا"، خافيير تيباس، هجومًا حادًا على الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، لويس روبياليس، وذلك بعد اتهامات وُجهت إليه بمحاولة "رشوة" أحد مسؤولي الاتحاد السابقين، في واقعة باتت حديث الشارع الرياضي الإسباني.
AFP
AFPروبياليس يتهم تيباس بتقديم رشوة
كان روبياليس قد تقدم بشكوى إلى المجلس الأعلى للرياضة الإسباني (CSD) يتهم فيها تيباس بالإساءة لاستغلال السلطة ومحاولة التأثير على التحقيقات، مطالبًا بفتح تحقيق تأديبي عاجل وتعليق مهامه.
وفي التفاصيل، تشير الشكوى إلى أن تيباس، وخلال اجتماع تم في مايو 2022، عرض على جارسيا كابا (المسؤول السابق في الاتحاد) عقد عمل مقابل راتب سنوي يناهز 150 ألف يورو، مقابل تقديم معلومات حساسة من خوادم الاتحاد الإسباني، تخص ملفات داخلية ومحادثات تتعلق بنادي ريال مدريد وعمل الاتحاد نفسه ورئيسه السابق روبياليس، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا لقانون الرياضة الإسباني.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الشكوى إلى أن نوايا تيباس تجاوزت الاهتمام الإعلامي، حيث سعى إلى المساس بصورة روبياليس وإضعاف موقعه المؤسسي والتجاري، خاصة في سياق النزاع بين الاتحاد الإسباني لكرة القدم والرابطة على الحقوق السمعية والبصرية لكرة القدم الإسبانية.
رد صارم من تيباس
تيباس رد على تلك الاتهامات عبر حسابه على منصة إكس، وقد اتهم روبياليس بمحاولة قلب الحقائق وتلفيق التهم باقتصاص أجزاء من تسجيل الاجتماع الذي جرى مع كابا، مطالبًا الإعلام والجهات المختصة بالتحقيقات لمراجعة التسجيل كاملًا قبل أن تتخذ قرارها.
رئيس رابطة "لا ليجا" عنون تغريدته بـ "العالم مقلوب رأسًا على عقب"، ومن ثم هاجم روبياليس بشراسة قائلًا "روبي، هو المتهم في قضايا فساد، هو من كان يرسل المحققين الخصوصيين لمراقبة خصومه، هو من سافر إلى نيويورك مع صديقته مدعيًا أنه ذاهب إلى الأمم المتحدة، هو صاحب الولائم مع الصديقات خلال اجتماعات مسؤولي الاتحاد الإسباني لكرة القدم. هذا الشخص الآن يرفع دعوى ضدي".
أضاف حول فحوى الشكوى "ما الأساس؟ تسجيل قام به ميجيل جارسيا كابا في 28 مايو 2022. تسجيل لم يتم نشر منه سوى مقاطع مجتزأة بهدف صنع عناوين ملفقة وسرديات مضللة، لكن لم يتم قط نشر المحتوى الكامل له. حتى أولئك المعروفين بأنهم "أبواق" روبياليس لم يجرؤوا على نشره، رغم أنهم يمتلكونه كاملًا. وهذا وحده يقول الكثير".
"ما تم فعله فعليًا بهذا التسجيل هو تقديمه، منذ عدة أشهر كاملًا إلى قاضي التحقيق في محكمة ماخاداهوندا، وهي المحكمة التي تحقق تحديدًا في قضايا تتعلق بروبياليس، وفي ذلك التسجيل، يتم سرد وقائع فساد خطيرة للغاية، ليس فقط داخل الاتحاد الإسباني، بل تطال عددًا من الأشخاص من بينهم شخص له دور محوري في الصراع الدائر بين الاتحاد ورابطة الدوري الإسباني".
وأتم "نأمل أن يقوم المجلس الأعلى للرياضة (CSD)، بدراسة دقيقة قبل إحالة الملف إلى المحكمة الإدارية للرياضة (TAD)، بالاستماع إلى كامل التسجيل، وإن لم يكن بحوزته، فليطلبه من المحكمة، وإن كان لديه، فليستخلص منه النتائج السليمة. في النهاية، إلى أولئك الذين يحلمون بـ"تحطيمي": لن تنجحوا، ولا تبيعوا جلد الدب قبل أن تصطادوه".
AFPشكوى جديدة
صحيفة "Elespanol" كشفت صباح اليوم عن تقديم إنريكي زارزا، محامي روبياليس، شكوى ضد تيباس يتهمه خلالها بالمسؤولية عن الدعوى التي أقيمت ضد موكله بتهمه الفساد فيما يخص عقد كأس السوبر الإسباني مع السعودية.
زارزا استطاع إثبات، كما يزعم، أن أحد مساعدي تيباس تحمل تكاليف الكفالة في القضية التي فجرها ميجيل جالان مؤخرًا، حيث قال للصحيفة "كان جيراردو جونزاليس أوتيرو (اليد اليمنى لتيباس) هو الذي دفع 10,000 يورو من الكفالة القضائية أمام المحكمة الابتدائية الأولى حسب قرار محكمة ماخاداهوندا".
هذه الشكوى أضيفت إلى الأولى التي تضمنت اتهامات بالفساد والرشوة ومحاولة تشوية صورة روبياليس.
بيان جديد من تيباس
تيباس لم يُفوت تصريحات زارزا، محامي روبياليس، للصحيفة الإسبانية دون رد قوي عليها، حيث أصدر بيانًا، وزعه على وسائل الإعلام المختلفة ونشره عبر حسابه على إكس، نفى خلاله تمامًا تلك التهم.
وقد جاء في البيان ": "لقد شعرت بالدهشة من تصريحات محامي لويس روبياليس، الذي أكد قيامي بمحاولة رشوة مدير النزاهة السابق في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ميجيل جارسيا كابا، وهذا الاتهام باطل بشكل كامل، ولا يمكن إثباته إلا بالتلاعب أو إخفاء الحقائق".
تابع "إذا كان السيد زارزا، محامي روبياليس، قد اطلع فعلًا على التسجيل الكامل لاجتماع 28 مايو 2022، كما يدّعي، فمن غير المعقول أن يصل إلى هذا الاستنتاج بحسن نية، وبالتالي فإنه يتصرّف بسوء نية، وإن لم يكن لديه التسجيل كاملًا فأدعوه لطلبه من خورخي كالابريس الذي قدمه بالفعل ضمن الأدلة في قضية جنائية".
وأوضح تيباس في بيانه أن كابا من طلب الاجتماع به للحديث معه عن ملفات فساد داخل الاتحاد الإسباني منها ملف إقامة كأس السوبر في السعودية، كما طلب منه مساعدته في إيجاد وظيفة جديدة لأنه لا يضمن استمرار عمله في الاتحاد، مشيرًا إلى أنه وعده بالمساعدة لكن دون تحديد شيء ما.
وقد أكد تيباس أنه لم يطلب من كابا أي وثائق أو خدمات ولم يُقدم له أي عرض للحصول على معلومات ولم يُمارس عليه أي ضغط، واصفًا المحادثة التي تمت بالخاصة والجادة والمركزة على سرد وقائع فساد داخل الاتحاد، وأتم "ولمن يُصرّون على تحريف هذه القصة: عليهم أن يمتلكوا الجرأة لعرض كل الأدلة على الطاولة، أما أنا، فقد فعلت ذلك بالفعل".