بيريز وأولاس وهونيس وأبرز رؤساء الأندية في العالم من حيث التعامل مع الصفقات

بعد انتهاء حقبة الأسطورة دييجو آرماندو مارادونا، تراجع نابولي بصورة كبيرة وابتعد عن مصاف الكبار، حتى اشتراه دي لاورينتيس عام 2004 عقب إعلان إفلاس النادي وهبوطه إلى الدرجة الثالثة.

وخلال فترة وجيزة عاد نادي الجنوب معه إلى السيري آ وبات منافسًا دائمًا على اللقب ومنافس في أسوأ الأحوال على المراكز الأوروبية، ناهيك عن اللاعبين الكبار الذين أفرزهم وباعهم.

كافاني وهيجواين وميرتنس وهامشيك وكوليبالي وآلان وغيرهم من النجوم تألقوا مع نابولي، القاعدة الأهم أنه لا يمكنك أن تشتري لاعبًا بدون رغبة دي لاورينتيس، وإن فعلت كما فعل يوفنتوس مع هيجواين، فستدفع مبلغًا وقدره (90 مليون يورو حينها).

من أشهر رؤساء الأندية في العالم وعندما يتعلق الأمر بالميركاتو، فالجميع يأخذ حذره ويبتعد عن ليفي، فإن لم تحقق طلباته الدقيقة فلن تأخذ لاعبًا من توتنهام أبدًا.

صفقات كمودريتش وبيل إلى ريال مدريد توضح قوة ليفي وكيفية إخضاعه أي طرف أيًا كان اسمه لصالحه، وما يميزه أيضًا أنه يضم لاعبين بأسعار محدودة وبجودة عالية، وليس أدل على ذلك من كريستيان إريكسن مثلًا وهاري كين وغيرهم.

نهضة قوية قام بها أتالانتا في آخر السنوات، والفضل كله يعود إلى بيركساني الذي وضع أساس ذلك من خلال أكاديمية ربما تكون الأفضل في إيطاليا.

من خلال أكاديمية أتالانتا، باع النادي في آخر 4 سنوات لاعبين بقيمة 243 مليون يورو آخرهم عماد تراوري إلى مانشستر يونايتد بـ30 مليون يورو.

أما عين بيركساني فهي تُدرس أيضًا، فهو من أفضل من يقتنوا اللاعبين الشباب في أوروبا، وبعد فترة وجيزة يتم بيعهم بأسعار خيالية، والنتيجة أتالانتا الحالي الذي قد يكون ثاني أقوى فريق في الكالتشيو بعد يوفنتوس.

شهرة ضخمة للغاية لبيريز، الذي قد يكون متحكمًا في كرة القدم نفسها حول العالم، دهاء استثنائي من رئيس ريال مدريد يجعل الملكي دائمًا يحقق أهدافه في كل سوق الانتقالات من بيع وشراء لكل من يريدهم.

بيريز ضم إلى الميرينجي كاكا وكريستيانو رونالدو وآنخيل دي ماريا ولوكا مودريتش وجاريث بيل وغيرهم من النجوم الكبار في آخر 10 سنوات، كما تمكن من بيع لاعبيه بأسعار لا تصدق.

من يمكن أن يشتري موراتا بـ70 مليون يورو؟ فعلها بيريز وأقنع تشيلسي بدفع هذا الرقم! شباب الكاستيا أدخلوا ما يزيد عن 100 مليون يورو من بيعهم أيضًا هذا الصيف، إلى جانب الجالاكتيكوس الشاب بضم مواهب برازيلية على رأسها فينيسيوس جونيور ورودريجو.

الأكيد أن بايرن ميونخ كانت لديه أفضلية محلية، لكن تلك الأفضلية تحولت إلى هيمنة مطلقة بفضل هذا الرجل، أولي هونيس، الذي وفر كل شيء ممكن لجعل البافاري في منطقة أخرى دونًا عن بقية الأندية الألمانية.

هونيس من أفضل المفاوضين في تاريخ الأندية ربما، يستطيع إقناع أي لاعب بارتداء قميص بايرن، يقتني دومًا أفضل المواهب البارزة في البوندسليجا، كما أن الطريقة التي سوّق بها البافاري وحوّله إلى علامة تجارية استثنائية تحسب له.

استراتيجية هونيس وصديقه كارل هاينتس رومينيجه في قيادة بايرن هي إقامة علاقات جيدة مع بقية الأندية الأوروبية، ومن ثم الأمور تسهل كثيرًا في الميركاتو، أما داخل ألمانيا، فلا يوجد نجم يقول لا أبدًا لنادي الأليانز آرينا.

خسر بايرن كثيرًا بتقاعد هونيس، وإن كان رومينيجه يكمل المسيرة حتى العام المقبل، ثم حقبة جديدة ستبدأ مع الأسطورة أوليفر كان.

ليس من السهل أبدًا أن تشتري لاعبًا من ليون بقيمة ضعيفة، فهناك رئيس قوي يُدعى جان ميشيل أولاس، صحيح أنه مثير للجدل، إلا أن الأكيد أنه يجلب أموالًا طائلة لناديه سنويًا من طريقة تسويقه وبيعه للمواهب.

صامويل أومتيتي وتانجي ندومبيلي وغيرهما من نجوم ليون، وآخرهم حسام عوار وممفيس ديباي، جميعهم لا يقبل أبدًا بيعهم بثمن بخس، بل بأموال قد تزيد عن قدراتهم.

من المعروف أن أولاس مفاوض صعب جدًا، أغلب الأندية تبتعد عنه قدر المستطاع، ليس أدل على ذلك مما فعله هذا العام مع آرسنال من أجل عوار مثلًا ومع برشلونة من أجل ديباي، في النهاية يخرج منتصرًا دومًا.

صحيح أن البداية مع جون هنري لم تكن أفضل ما يكون لليفربول، فالفريق ضم صفقات كثيرة لا جدوى لها في الفترة من 2011 إلى 2015، لكن يمكن القول أن مالك الريدز تعلم كثيرًا من تجربته وأخذ في دعم المدرب الجديد حينها يورجن كلوب إلى أن تحول ليفربول لما هو عليه الآن.

الحقيقة أن جون هنري وإدارة الريدز باتت من الأبرع على الإطلاق في الميركاتو من ناحية التفاوض للتعاقد مع لاعبين، الطريقة التي جُلِب بها ديوجو جوتا خير دليل على ذلك، كما أن ضخ ملايين على لاعبين يستحقون كفان دايك ومحمد صلاح مثلًا، دليل على الرؤية الصائبة التي باتت لدى مسؤولو بطل البريميرليج.

من جهة أخرى فبات لليفربول قوة وإرادة لم تكن موجودة في سنوات المعاناة، فلن تستطيع أخذ أحد نجوم الريدز إلا بشروطهم، طبعًا صفقة كوتينيو إلى برشلونة وشروطها وقيمتها تتحدث عن كل شيء.

منجم صناعة النجوم وبيعهم، ومؤخرًا من أفضل الأندية التي تقوم بتعاقدات في الكالتشيو، إنه لاتسيو، وكل هذا يعود فيه الفضل للرجل الشهير رئيس النادي منذ 2004، كلاوديو لوتيتو.

مناورات لوتيتو في سوق الانتقالات على مدار السنوات الماضية شهيرة، ونجاحاته بإعادة اكتشاف مهاجم مثل تشيرو إيموبيلي بعدما ضلّ الطريق وجلب أفضل اللاعبين في السيري آ، تدرس بأتم معاني الكلمة.

كما أنه فرض شخصية للنادي العاصمي في الميركاتو، فمثلًا سافيتش لم يستطع أحد التعاقد معه بسبب طلبات النادي المادية التي وصلت إلى 100 مليون يورو، والنتيجة استمراره وفائدة ضخمة لكتيبة إنزاجي.

رئيس بارع حوّل دورتموند تمامًا من نادٍ مفلس إلى أحد أغنى الأندية في العالم، يعتمد في المقام الأول على القدرة التسويقية الهائلة، بات معه سيجنال إيدونا بارك معنًا لصناعة النجوم، فأنت تأخذ أي لاعب من أسود الفيستيفاليا وأنت مطمئن أنه سيتألق لديك بلا شك.

لكن في الوقت نفسه، فاتسكه مفاوض صعب، يجلب الربح الأكبر لناديه في كل الأحوال، مفاوضات كاجاوا ومختاريان وأوباميانج وآخرها سانشو تشهد بذلك، كما أن نظام الكشافة لدى النادي الألماني مختلف عن الجميع واسمه والهالة التسويقية باعتباره منبعًا للنجوم الشباب - والتي صنعها فاتسكه - تجعله من أنجح الرؤساء في الميركاتو على الإطلاق.