بعد احتفال غير متوقع بكأس الاتحاد الإنجليزي.. فاوت فيخورست سيظل في أذهان مشجعي مانشستر يونايتد للأبد

بالنظر لفيجورست الذي لم يسجل سوى هدفين فقط في 24 مباراة، ولم يصل إلى الشباك بعد في الدوري الإنجليزي الممتاز، العديد من المشجعين يخشون مشاركته في تسديد ركلات الترجيح.

كان عليه الضغط الأكبر، لأن برايتون كان قد سجل ركلته الأولى، وإهدار فيجورست يعني أن رحلة يونايتد في كأس الاتحاد قد انتهت.

ولكن كما حدث في ركلات الترجيح التي خاضتها هولندا ضد الأرجنتين في نهائيات كأس العالم، حافظ فيجورست على هدوئه أمام المرمى.

وضد برايتون كان نموذجًا للهدوء، حيث أرسل روبرت سانشيز في الاتجاه الخاطئ، وركل الكرة على طول الأرض لتصل إلى الشباك.

من قال أن مهاجم 6'6 كان حمارًا؟

ما فعله فيجورست بعد ذلك كان محوريًا تمامًا.

فقد أمسك بالكرة بعد تسجيله وأعطاها قبلة واضحة، ثم قدمها إلى سولي مارش، فكان لاعب مانشستر يونايتد الوحيد الذي سلم الكرة لمهاجم برايتون التالي، خلال ركلات الترجيح بأكملها.

كما قام ديفيد دي خيا بدوره في إبعاد لاعب الوسط، بالحديث معه بهدوء قبل أخذ الكرة.

بعيدًا عن تصرفات ثنائي مانشستر يونايتد المجهولة، لكن من الواضح أنه كان لهما نوع من التأثير، حيث قام مارس بإطاحة الكرة فوق العارضة.

أصبح ليندلوف بطل يونايتد عندما وضع ركلة الجزاء الحاسمة في الزاوية العليا للشباك، لكن لا تقل أهمية دور فيجورست في ذلك الفوز بركلات الترجيح.

لم يكن الانزلاق على الركبة هي المرة الوحيدة التي سعى فيها فيجورست لإثارة حماسة جماهير يونايتد خلال المباراة.

ففي الوقت الإضافي، اكتسب خطأ من مواطنه جويل فيلتمان بعلم الركنية، وفاز بركلة حرة خطيرة.

لم يهدر فرصة الاتجاه إلى وجوه جماهير الشياطين الحمر، يطالبهم بإحداث بعض الضجيج، لما كان بمثابة فرصة جيدة للتسجيل.

وما حدث، أضاع مارسيل سابيتزر الفرصة، وأرسل الركلة الحرة عاليًا عبر منطقة الجزاء وبعيدًا عن برايتون.

بدأ فيجورست أول 19 مباراة له مع مانشستر يونايتد بعد أن قطع فترة إعارته في بشيكتاش للتوجه إلى أولد ترافورد.

تمكن من الاحتفاظ بمكانته في التشكيلة الأساسية للشياطين الحمر، رغم عدم تقديمه الكثير، بجانب عدد أهداف القليل الذي يخشاه جماهير مانشستر يونايتد، والحقيقة هي أنه بقي فقط في الفريق، لأن أنتوني مارسيال كان يتعافى من الإصابة.

منذ استعادة الفرنسي لياقته كاملة لم يبدأ فيجورست أي مباراة، والحقيقة القاسية أن مارسيال أفضل من الهولندي على أرض الملعب، حيث يمكنه رفع الكرة بشكل أفضل، والقيام بتمريرات أكثر ذكاءُ، ومن المرجح أن يسجل بشكل أكبر.

لكن رغم ذلك، كان مارسيال سيئًا جدً أمام برايتون، فقدم تمريرات خاطئة كثيرة، كما أهدر الفرصة الوحيدة التي اتته.

مع استحواذ برايتون على الكرة بنسبة 60%، كانت المباراة مناسبة لفيجورست أكثر من مارسيال، وكان الهولندي أكثر فاعلية بكثير من زميله المهاجم في الدقائق الـ19 التي قضاها على أرض الملعب.

على الرغم من جهوده في ويمبلي، لكن يجب على مانشستر يونايتد التعامل فكرة جعل إعارة فيجورست من بيرنلي دائمة، فإنه ببساطة لا يتمتع بالجودة المطلوبة لمهاجم الشياطين الحمر.

فبالنسبة للفريق الذي يريد البناء على هذا الموسم التحفيزي والمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن هدفين وثلاثة تمريرات حاسمة في أربعة أشهر ليست جيدة كفاية.

كل العاطفة والعمل الجاد وحسن النية من المعجبين في العالم لا يمكن أن تعوض عن افتقاره للتهديف.

وكانت عيوب فيجورست أكثر وضوحا أمام الأندية الكبرى، فلم يقدم سوى القليل، أثناء الهزائم أمام أرسنال ونيوكاسل أو الخسارة القاسية 7-0 من ليفربول.

فهنالك وفرة من المهاجمين الشباب الذين يجب أن يستهدفهم مانشستر يونايتد للموسم المقبل، لكن فيجورست ليس واحدًا منهم.

لكن هذا لا يعني أن الوقت الذي أمضاه فيجورست في مانشستر يونايتد كان فاشلاً.

ففي مواجهة عدم وجود ميزانية من الانتقالات وأزمة بحجم كريستيانو رونالدو الذي ترك فجوة كان لابد من ملئها، فكان فيجورست خيارًا منخفض التكلفة وقصير الأجل، لم يتجاوز التوقعات، لكنه عمل بشكل جيد.

ومن أصل 19 مباراة بدأها فيجورست، فاز يونايتد بـ 12 مباراة وتعادل في أربع وخسر ثلاث، كما أثبت أنه مصدر احباط مفيد لماركوس راشفورد، رغم اعتراض الكثير، بجانب مساعدته للفريق في الوصول إلى نهائيين للكؤوس المحلية نفس الموسم للمرة الثالثة فقط.

حيث حصل على تمريرة حاسمة في الفوز بالنهائي في كأس كاراباو على نيوكاسل، ولعب دوره في تسلل يونايتد عبر برايتون.

وسيعود إلى ويمبلي للمرة الثالثة ضد مانشستر سيتي في يونيو، وإذا تم توظيفه بحكمة، فسيتمكن من المساعدة في مهمة فريقه، لكسر طموحات جيرانهم الصاخبة.

وإذا انتهى بهم الأمر إلى الفوز بطريقة ما على فريق بيب جوارديولا، فإن فيجورست سيركض مباشرة نحو جماهير يونايتد مرة أخرى.