"برشلونة ضيع عمره مع تير شتيجن وماركوس راشفورد وُلِد من جديد" .. هانزي فليك يدهس نيوكاسل يونايتد بعبقريته

يبدو أن ماركوس راشفورد، نجم فريق برشلونة الأول لكرة القدم، بدأ يعيد اكتشاف نفسه بالفعل؛ بعد سنواتٍ من الضياع مع العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد.

راشفورد البالغ من العمر 27 سنة، انتقل من مانشستر يونايتد إلى برشلونة في صيف 2025؛ ولمدة موسم رياضي واحد فقط على سبيل الإعارة، مع خيار الشراء.

وساهم راشفورد في 4 أهداف خلال آخر ثلاث مباريات شارك فيهم؛ سواء مع برشلونة، أو منتخب إنجلترا الأول لكرة القدم.

وسجل المهاجم الإنجليزي هدفًا مع منتخب بلاده ضد صربيا، في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026؛ قبل أن يقدم تمريرة حاسمة بطريقة مبهرة، في فوز برشلونة (6-0) على فالنسيا، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مسابقة الدوري الإسباني.

وجاءت مباراة برشلونة أمام مستضيفه نيوكاسل يونايتد، مساء يوم الخميس، ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة الدوري بمسابقة أبطال أوروبا؛ لينفجر كرويًا.

انفجار راشفورد الكروي تمثل في كثير من اللقطات المهارية؛ إلى جانب تسجيله هدفين متنوعين، أحدهما بالرأس والآخر من تسديدة صاروخية بعيدة المدى.

وأساسًا.. راشفورد يعرف طريق شباك نيوكاسل جيدًا؛ منذ أن كان يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج"، مع فريق مانشستر يونايتد.

أرقام ماركوس راشفورد ضد نيوكاسل يونايتد:

* مباريات: 16.

* فوز: 10.

* تعادل: 2.

* خسارة: 4.

* مساهمات تهديفية: 11.

* أهداف: 7.

* تمريرات حاسمة: 4.

"برشلونة ضيع عمره مع مارك أندريه تير شتيجن"!.. هذه ليست سخرية؛ بل حقيقة أثبتت مواجهة نيوكاسل يونايتد مساء يوم الخميس، صحتها.

تير شتيجن الذي حمى عرين برشلونة، لمدة 10 سنوات في مسابقة دوري أبطال أوروبا؛ كان شاهدًا على كثير من النتائج القارية الفاضحة، في تاريخ هذا الكيان الرياضي الكبير.

أيضًا.. الحارس الألماني نفسه كان يرتكب العديد من الأخطاء، في دوري أبطال أوروبا تحديدًا؛ ويظهر مهزوزًا للغاية، أمام المنافسين الكبار.

لكن الآن.. يستطيع برشلونة أن يقول بكل ثقة "لقد تخلصت من هذا الأمر"؛ وذلك بعد الظهور الأكثر من رائع لحارسه الشاب جوان جارسيا، المنضم إلى صفوفه من نادي إسبانيول في صيف العام الحالي.

جارسيا تألق طوال الـ90 دقيقة - رغم استقباله هدفًا -؛ وخاصة في الشوط الأول الذي كان نيوكاسل يونايتد، الطرف الأخطر فيه من كل النواحي.

وقتها.. تصدى الحارس الشاب لمجموعة من الكرات الخطيرة؛ ليُساهم في إنهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي (0-0)، قبل عودة برشلونة القوية في الـ45 دقيقة الثانية.

وعندما يكون أي نادٍ كبير لديه حارسًا رائعًا، ينقذه في أوقات الخطر، فإن فرص فوزه في المباراة ستزداد بالطبع؛ مثلما حدث مع برشلونة ضد نيوكاسل.

لذلك.. 90 دقيقة فقط كانت كافية لتؤكد الفارق الكبير بين تير شتيجن وجارسيا؛ رغم أن الأخير شارك لأول مرة في مسيرته الكروية، بالمسابقة الأوروبية العريقة. 

مرة أخرى.. ظهرت "نقطة ضعف" فريق برشلونة الأول لكرة القدم، في مركز الظهير الأيسر؛ وذلك خلال إصابة اللاعب أليخاندرو بالدي.

بالدي لم يتمكن من المشاركة مع برشلونة، في مواجهة الفريق الإنجليزي نيوكاسل يونايتد، ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة الدوري بمسابقة أبطال أوروبا 2025-2026.

واضطر هانزي فليك، المدير الفني لنادي برشلونة؛ للاعتماد على الظهير الأيسر "البديل" جيرارد مارتين، والذي عانى كثيرًا خلال المباراة رغم الفوز (2-1).

وتركزت هجمات نيوكاسل في الجانب الأيسر من دفاع برشلونة، الذي يتواجد فيه مارتين؛ حيث شكل العديد من الخطورة على مرمى الحارس جوان جارسيا.

وأعادت هذه المباراة ذكريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا "ذهابًا وإيابًا"، الموسم الرياضي الماضي 2024-2025، بين برشلونة والعملاق الإيطالي إنتر.

وقتها.. غاب بالدي للإصابة أيضًا، ليُشارك مارتين بدلًا منه؛ حيث ارتكب العديد من الأخطاء وكان مركزًا لهجمات الفريق الإيطالي، رغم صناعته هدفين "إيابًا".

حتى أن هدف التعادل (3-3)، والذي سجله إنتر في الوقت بدل الضائع من مباراة الإياب، قبل الانتصار في الشوطين الإضافيين؛ جاء بسبب مارتين نفسه.

نعم.. هذه اللقطة تحديدًا أثارت الجدل، بشأن وجود خطأ ضد مارتين من عدمه؛ ولكن اللاعب تأخر كثيرًا في إبعاد الكرة أساسًا، لتنقطع منه وتنتهي داخل الشباك.

وهذا يقودنا للحديث عن أن إدارة برشلونة لم تتعلم من الأخطاء؛ حيث لم تبحث عن التعاقد مع ظهير أيسر جديد، يعوض غيابات بالدي كثير الإصابات.

ومع الأزمة المالية.. جاءت الفرصة للعملاق الإسباني في ميركاتو 2025؛ لبيع مارتين إلى وولفرهامبتون الإنجليزي مقابل 15 مليون يورو، وشراء أليخاندرو جريمالدو بنفس المبلغ تقريبًا.

لكن.. إدارة برشلونة لم تفعل ذلك، وأبقت على جيرارد مارتين، بل وأعطته رقمًا رسميًا مع الفريق الأول لكرة القدم.

في المقابل.. يواصل جريمالدو - ابن برشلونة السابق -، التألق مع باير ليفركوزن الألماني؛ وذلك رغم التراجع الكبير في نتائج الفريق، خلال الموسم الرياضي الحالي.

جريمالدو يعطي حلولًا كثيرة للفريق الألماني، سواء في الناحية الدفاعية أو هجوميًا، وكذلك في تنفيذ الركلات الحرة؛ مثلما فعل عندما سجل هدفًا ضد كوبنهاجن الدنماركي مساء الخميس، في دوري أبطال أوروبا.

أرقام أليخاندرو جريمالدو في 2025-2026:

* مباريات: 5.

* مساهمات تهديفية: 5.

* أهداف: 4.

* تمريرات حاسمة: 1.

وأخيرًا.. سنركز على بعض النقاط الفنية المهمة التي أعتمدها هانزي فليك، مدرب فريق برشلونة الأول لكرة القدم؛ وقادت العملاق الإسباني للفوز على مستضيفه نيوكاسل يونايتد، مساء الخميس.

نقاط فليك الفنية الرائعة ضد نيوكاسل:

* أولًا: الاعتماد على فيرمين لوبيز في "التشكيل الأساسي" بدلًا من داني أولمو؛ وذلك لزيادة الجانب البدني في خط الوسط.

* ثانيًا: البدء برونالد أراوخو في "التشكيل الأساسي" وليس إيريك جارسيا؛ وذلك لمجاراة سرعة مهاجمي نيوكاسل يونايتد.

* ثالثًا: إدخال المدافع أندريس كريستنسن "بديلًا" في الشوط الثاني؛ وذلك ردًا على إقحام نيوكاسل لمهاجمه - فارع الطول - نيك فولتيماده. 

* رابعًا: الاعتماد على ماركوس راشفورد منذ البداية؛ لإعطاء الحلول المهارية في غياب لامين يامال، وكذلك لمعرفته بأجواء الملاعب الإنجليزية وإمكانية لعبه كمهاجم ثانٍ.  

وربما يكون خطأ فليك الوحيد؛ هو إشراك المدافع إيريك جارسيا في مركز الظهير الأيسر، خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.

إيريك الذي يجيد في قلب الدفاع والظهير الأيمن، شارك في غير مركزه؛ وذلك بعد أن أخرج المدير الفني الألماني، اللاعب جيرارد مارتين.

مارتين لم يقدم شيء في المباراة، وكان نقطة ضعف كبيرة إلى جانب امتلاكه إنذارًا؛ لكن لعب إيريك في هذا المركز لم يحسن من الأمر، بل جاء هدف نيوكاسل من ناحيته.

وبالطبع.. لا ننسى أنه كان لعودة فرينكي دي يونج من الإصابة، ومشاركته أساسيًا في خط وسط برشلونة بجانب بيدري؛ تأثيرًا كبيرًا في التحكم في رتم اللعب، وبالتالي الخروج بالنقاط الثلاث.