شتشيسني يفاجئ الجميع: لا أفكر على الإطلاق في خوض الكلاسيكو!

كانت عودة اللاعب الدولي البولندي من الاعتزال للانضمام إلى برشلونة أحد أكثر الأحداث إثارة للدهشة في فترة الانتقالات الصيفية لعام 2024.

وصل الحارس البولندي المخضرم، بعد إصابة مارك أندريه تير شتيجن، ليكسب ثقة فليك، ويقدم مستويات مميزة طوال الموسم، ليعرض عليه النادي تجديد عقده، وهو ما قابله بالموافقة.

جاء الموسم الثاني، وقرر برشلونة التعاقد مع الحارس جوان جارسيا من إسبانيول، مع الاعتماد على شتشيسني كخيار ثانٍ، قبل تير شتيجن نفسه.

وبدأ جارسيا بالفعل الموسم الثاني، لكن شتشيسني وجد نفسه الرجل الأول من جديد بعد إصابة جارسيا.

أكد شتشيسني أن دوره واضح في هذا الفريق، وأن كل شيء يتمحور حول مساعدة جوان جارسيا حارس المرمى الأساسي بلا منازع في الفريق.

وفي تصريحات لـ 'WP Sportowe Fakty'، قال شتشيسني: "أتمنى له الشفاء العاجل، ولا أفكر على الإطلاق في لعب الكلاسيكو أمام ريال مدريد (في نهاية الشهر الجاري)".

وأضاف: "أعتقد أنه شاب يتمتع بإمكانيات كبيرة. يمكنني القول بصدق إنني أستطيع مساعدته قليلاً. أنا أتحمل هذا الدور بمسؤولية كبيرة. لا أريد أن يكون لدى أي شخص شكوك. لن تكون هناك منافسة على القميص رقم واحد هنا أبدًا".

ولفت الحارس البولندي إلى أن علاقته بجوان جيدة جدًا: "أنا أقدر وضوح علاقتي مع جوان. هو يعرف تمامًا ما هو دوري. ليس لدي أي شك في من سيكون، ومن يجب أن يكون، حارس المرمى الأساسي لبرشلونة".

رغم ذلك، يدرك البولندي أنه يجب أن يكون مستعدًا لكل شيء: "أعلم أن هذا يبدو وكأنه كلام مبتذل، لكن استعدادي للمباراة لا يعتمد على ما إذا كنت سألعب أم لا. أحاول أن أكون جاهزًا لكل فرصة. توقعت أن أكون الحارس الثاني، لكن ذلك ينطوي على خطر الاضطرار للبدء في أي لحظة ويجب أن تكون منتبهًا لذلك".

قرر شتشيسني تجديد عقده لمدة عام مع برشلونة، بحيث ينتهي في صيف 2026، مع الأخذ في الاعتبار الخطة التي قدمها له النادي.

في العام الماضي، كان يعلم أنه ستكون لديه فرص كثيرة ليكون أساسيًا وهذا ما حدث بالفعل متفوقًا على إيناكي بينيا، لكن هذا الموسم تم شرح إعادة الهيكلة التي ستحدث في حراسة المرمى وقَبِل البولندي بذلك.

اندمج الحارس البولندي بشكل جيد جدًا داخل غرفة الملابس وأصبح واحدًا من أكثر أعضاء الفريق المحبوبين، علمًا بأنه صديق شخصي لروبرت ليفاندوفسكي، كما يمثل دعمًا واضحًا للجهاز الفني بفضل خبرته.

يرغب شتشيسني في الاستمتاع بهذا العام من عقده، وربما الاعتزال على الرغم من أن لديه عامًا إضافيًا اختياريًا في المستقبل. 

وتَعكس أرقام الحارس البولندي مع برشلونة بوضوح التحول في دوره داخل الفريق، من حارس شبه أساسي في موسمه الأول إلى الحارس البديل في الموسم الحالي.

فخلال الموسم الماضي (2024-25)، كان للبولندي حضور كبير بمشاركته في 23 مباراة، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 10 مناسبات وقدم 49 تصديًا، ما يبرز مساهمته الفعالة في التتويج بثلاثية الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر الإسباني.

أما في الموسم الحالي، فتقتصر مشاركاته حتى الآن على 3 مباريات (بمجموع 270 دقيقة)، وهو ما يتماشى تمامًا مع دوره الجديد كداعم للحارس الشاب جوان جارسيا (تعرض للإصابة في هذه المباريات ويرجح أن يعود بعد فترة التوقف الدولي).

يدخل برشلونة فترة حاسمة ومزدحمة للغاية بعد انتهاء التوقف الدولي، حيث سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة والمتلاحقة التي قد تحدد ملامح موسمه المحلي والأوروبي.

وتبدأ هذه المرحلة الصعبة بمواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحل الفريق ضيفًا على غريمه التقليدي ريال مدريد في قمة الكلاسيكو المصيرية بالدوري الإسباني.

ولن تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ سيواجه الفريق خصومًا أقوياء في دوري الأبطال مثل كلوب بروج وتشيلسي خارج أرضه، بالإضافة إلى مباريات لا تقل صعوبة في الدوري ضد فرق عنيدة مثل سيلتا فيجو وأتلتيك بيلباو.

هذا الجدول المزدحم، الذي يتطلب اللعب بمعدل مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، سيضع ضغطًا هائلاً على فريق المدرب هانز فليك، وسيكون اختبارًا حقيقيًا لعمق التشكيلة وقدرة اللاعبين على التعامل مع الإرهاق البدني والذهني، خاصة في ظل تذبذب الأداء الدفاعي للفريق مؤخرًا.

ولا ننسى أن برشلونة خسر صدارة ترتيب الدوري الإسباني، بعد السقوط أمام إشبيلية، إذ يحتل المركز الثاني برصيد 19 نقطة، بفارق نقطتين خلف ريال مدريد الذي حقق 7 انتصارات وتلقى هزيمة وحيدة في الموسم أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-2، ما يضع النادي الكتالوني تحت الضغط، خصوصًا وأن موقعة الكلاسيكو المقبلة في نهاية أكتوبر الجاري ستكون خارج الأرض في سانتياجو برنابيو.