بالترتيب .. أفضل لحظات كريم بنزيما في ريال مدريد

مباراة الخسارة أمام برشلونة 3-1 ليست من المباريات التي تبقى في الذاكرة من وجهة نظر ريال مدريد، لكن بنزيما جعلها تاريخية بالنسبة له بعدما سجل هدفه بعد 25 ثانية فقط من صافرة البداية في ديسمبر 2011، ورغم أن الهدف كذلك لم يكن جميلًا وسُجل بعد سلسلة من أخطاء مدافعي البارسا لكنه على الأقل حفظ اسمه في تاريخ الكلاسيكو وأرقامه القياسية.

كاد تشيلسي أن يصنع الحدث في مواجهة إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما عاد من بعيد وتقدم على الريال 3-1 ليُعادل بذلك خسارته لقاء الذهاب، وقد لجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية وهنا تدخل بنزيما وسجل هدف التأهل الحاسم برأسية متقنة بعد تمريرة حاسمة من فينيسيوس جونيور.

بنزيما يُعرف أنه هداف قناص صاحب لمسات قاتلة لكن ليس باللاعب صاحب اللمسات الممتعة والاستعراضية، إذ جل أهدافه من ضربات رأسية أو لمسات أخيرة بسيطة قاتلة، إلا أن اللاعب تمرد على تلك الطبيعة خلال مباراة دوري الأبطال مع أياكس أمستردام في أكتوبر 2010.

كانت هجمة صُنعت بواسطة الأساطير .. أفسح رونالدو ومارسيلو المجال، فيما انطلق كاكا في اليمين وبعدها مرر تمريرة عرضية إلى بنزيما، الكرة كانت خلف بنزيما لكنه طار في الهواء وحرك قدمه اليُمنى وسدد ليُسجل هدفًا رائعًا من ركلة خلفية مزدوجة.

المقاومة تبدو صعبة جدًا حين يُطبق دييجو سيميوني أسلوبه الدفاعي مع لاعبيه في أتلتيكو مدريد، لكن بنزيما لم يتوقف. في نصف نهائي دوري الأبطال 2017 استقبل اللاعب الكرة عند الخط، وقد طاردها بجدية حتى الراية الركنية، هنا جاءه دييجو جودين وستيفان سافيتش وأغلقا عليه الزوايا، لكنه تخطى الضغط بامتياز واحتاج 5 لمسات من الخداع والمهارة ليصنع هدف إيسكو الحاسم الذي أرسل الريال إلى النهائي.

قبل تلك اللحظة، ريال مدريد كان على وشك خسارة تقدمه ذهابًا على منافسه 3-0 لكنه بدلًا من ذلك وبفضل ما فعله المهاجم الفرنسي قلب الأمور لصالحه وتأهل للنهائي الذي جلب له اللقب الثاني على التوالي بعد نحو شهر.

يتطلب الأمر الكثير من الأهداف لتسلق قوائم الهدافين التاريخيين في ريال مدريد، وقد حصل بنزيما على نصيبه العادل. في فبراير 2023، تفوق على أسطورة النادي راؤول جونزاليس وتقدم للمركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين للوس بلانكوس، وذلك بفضل هدفيه ضد إلتشي.

المهاجم الفرنسي مازال بعيدًا عن صاحب المركز الأول، رونالدو، ومن المفارقة الغريبة أنه سيقضي على فرصه بمعادلته بالانتقال للعب معه في الدوري السعودي، مع هذا فالتواجد ثانيًا خلف أحد عظماء اللعبة شيء لا يدعو للخجل أبدًا.

جماهير ليفربول .. يُرجى النظر بعيدًا! مازال الجدال دائرًا حول أداء لوريس كاريوس حارس مرمى ليفربول خلال نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018 أمام ريال مدريد، إذ قال يورجن كلوب أنه لعب مصابًا بارتجاج بالمخ فيما يرى جمهور الريال أنه ببساطة حارس متواضع.

في الحالتين، كان هذا هو الهدف الذي أثار كل هذا الجدل. كاريوس التقط الكرة باليد بعد تمريرة سهلة من أحد لاعبي الريال، وهنا أراد لعبها للأمام بيده وقد وقف أمامه بنزيما ومد قدمه ببساطة محاولًا اعتراض الكرة لينجح في ذلك ويُرسلها للمرمى الخالي.

لم يكن هدفًا مذهلًا لكنه يبقى الوحيد له في نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن الجيد له أنه ارتبط بالفوز.

هدف آخر من معجزة مشوار دوري الأبطال 2022. رغم أن رودريجو يستحق الثناء لإحرازه في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع الهدفين اللذين أنقذا ريال مدريد من الخسارة وعادلا نتيجة الذهاب أمام مانشستر سيتي، إلا أن هدف بنزيما في الأشواط الإضافية هو في النهاية من صعد بالفريق إلى النهائي.

لم يكد الوقت يُشير للدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الأول إلا ونجح بنزيما في الحصول على ركلة جزاء بعد إعاقته من روبن دياش، ورغم سخرية إيدرسون إلا أنه تقدم وسدد بنجاح ركلة الجزاء ليطير بالريال إلى النهائي.

كان المهاجم الفرنسي يُعاني من سنة ميلادية صعبة حين التقى ريال مدريد مع برشلونة في نصف نهائي كأس الملك في أوائل إبريل الماضي. وعلى الرغم من مستوى بنزيما المرتفع إلا أن عام 2023 هيمنت عليه الضربات الغريبة ومشاكل التهديف.

بنزيما غير كل شيء حين سجل هاتريك في مرمى برشلونة المتوج بالدوري في نهاية المطاف، ضمنه هدفين خلال 10 دقائق، ليُخرجه من الكأس ويُواصل الريال مشواره حتى فاز باللقب في النهاية.

ريال مدريد لم يكن خارج اللعبة تمامًا بعد انقضاء الشوط الأول من مواجهة إياب دور الـ16 في دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان، وذلك رغم تأخره بهدفين بنتيجة إجمالية، إذ لم يكن الطرف الفرنسي هو المتحكم باللقاء وكانت فرص الأبيض مازالت حاضرة.

بنزيما أكد ذلك تمامًا، إذ سجل الهدف الأول بعد نحو ساعة من اللعب ومن ثم أضاف هدفين خلال 17 دقيقة ليُخرج الفريق الذي ضم ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار معًا من البطولة. مواجهة وصفت بأنها كانت نقطة الانطلاق لمسيرة مذهلة في دوري الأبطال.

كسر لوكا مودريتش احتكار ميسي ورونالدو للكرة الذهبية عام 2018، لكن كان هناك شعورًا سائدًا بأن تلك ليست لحظة النهاية للنجمين وأنهما سيعودان للفوز بالجائزة من جديد وهو ما حدث بالفعل حين عاد ميسي وفاز بها في العامين التاليين.

هذا مخالف تمامًا لما حدث عام 2022 حين تُوج بنزيما بالجائزة بأكبر فارق عن صاحب المركز الثاني في التاريخ ودون أي تواجد لميسي ورونالدو، فقد تفوق على وصيفه ساديو ماني بفارق 356 نقطة، كانت جائزة مستحقة للاعب تم التقليل منه طويلًا.