أوباميانج عاد من جديد! من عثرات آرسنال للمجد في مارسيليا

لقد اتخذ أوباميانج، بعض القرارات السيئة خلال مسيرته وشعر بأنه تعرض لمعاملة سيئة من ميكيل أرتيتا في آرسنال لكن في الحقيقة، هو وحده المسؤول عن الطريقة التى رحل بها عن الجانرز.

وأثار قرار تجريده من شارة القيادة قبل خمسة أسابيع من انتقاله إلى برشلونة في فبراير 2022 جدلًا كبيرًا ولكن كان ذلك بسبب خرقه التأديبي وسلوكه المشكوك فيه.

وبعد تحول آرسنال ومنافسته على لقب الدوري الإنجليزي بالموسم الماضي شعر مشجعين النادي أن التخلص من أوباميانج كان القرار الصحيح بغض النظر عن تألقه الحالى مع مارسيليا.

أما بالنسبة لفريق تشيلسي، فحقيقة أن أوباميانج سجل ثلاثة أهداف فقط معهم بالإضافة إلى ظهوره تائهًا وغير مهتم في كل مرة يشارك بها مع البلوز، كانت سببًا رئيسيًا في رحيله.

ولكن إقالة توماس توخيل، الذي تعاقد مع أوباميانح وكان مدربه السابق في بوروسيا دورتموند، بعد ستة أيام فقط من انتقال المهاجم إلى تشيلسي أثر بشكل كبير على مسيرة اللاعب مع البلوز.

واعترف أوباميانج قائلًا: "لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، وكان له تأثيرًا كبيرًا فبعد إقالة توخيل، لم أعد ألعب وظهرت مشاكل مختلفة لم تكن موجودة وهذا ليس خطأي".

لعب أوباميانج، مباراته الأولى فقط مع برشلونة في 6 فبراير الماضي، وسجل 13 هدفًا في جميع المسابقات، بما في ذلك هدفين في الفوز 4-0 على ريال مدريد بملعبه ليحتل المركز الأول في قائمة هدافين برشلونة في عام 2021-22.

وعلق تشافي، مدرب برشلونة على رحيل أوباميانج، عن النادى وقال في صيف 2022: "كشخص، فهو جوهرة، يتدرب دائمًا بابتسامة على وجهه، هؤلاء هم نوع اللاعبين الذين تريدهم في فريقك لقد كانت فرصة جيدة له وللنادي أيضًا، ونحن جميعًا سعداء ولكني أشعر بالسوء كمدرب لخسارة لاعب مثل أوباميانج، إنه مثال داخل وخارج الملعب، لقد أحدث فرقًا كبيرًا، فقط انظر إلى أرقامه".

والآن نسخة أوباميانج المثالية عادت إلى الظهور مجددًا مع مارسيليا على الرغم أن تأثيره لم يكن فوريًا.

كان من الواضح خلال هذا الصيف أن فريق مارسيليا بحاجة إلى مهاجم جديد وكان هداف الموسم الماضي أليكسيس سانشيز، عازمًا على العودة إلى إنتر وهو ما حدث، وانتقل هدف الفريق اللاعب الدولي الأمريكي فولارين بالوجون، إلى موناكو.

وبعد انضمام أوباميانج، إلى مارسيليا كان عازمًا على إعادة بناء سمعته وكان قد تلقى العديد من العروض المربحة من أندية الدوري السعودي، لكنه رفضهم وأثبت سريعًا أنه لا يهمه الأموال بقدر مواصلة التألق في الملاعب الأوروبية.

وقال أوباميانج، بعد التوقيع مع مارسيليا: "أنا شخص انتقامي، لا أريد مغادرة أوروبا حتى أضع بصمتى وأعلم أن إسكات المنتقدين ليس أمرًا سهلاً لأن هناك الكثير من التوقعات لكن هذا ما أحبه كلاعب كرة قدم، عليك أن تعرف كيفية قبول الضغط والتعايش معه وأعتقد أن هذا ما يجعلنا لاعبين أفضل".

من المؤكد أن أوباميانج، لا يستمتع بالضغط الجماهيري وظهر ذلك واضحًا خلال الأشهر القليلة الأولى من الموسم حيث سجل هدفين في ثاني مباراة له مع مارسيليا، لكن ثنائيته لم تكن كافية للتأهل إلى الجولة الثالثة من تصفيات دوري أبطال أوروبا، حيث تأهل اليونانيون بركلات الترجيح.

ودمرت هذه الهزيمة النادي الفرنسي وكان المشجعون غاضبين واستمروا في التشكيك بقدرات المدرب مارسيلينو، مما دفع الإسباني إلى الرحيل بعد التعادل 0-0 مع تولوز.

وكشفت تقارير صحفية أن المدير الفني تعرض لتهديدات بالقتل ولكن نفى ألتراس النادى هذا الأمر وأصدر النادى بيانًا مضمونه: "نشعر بخيبة أمل شديدة لرحيل المدرب والطاقم الفني، الذين وصلوا للتو إلى هنا في 23 يونيو".

وبصفته التوقيع الصيفي الأهم للنادي، تم استهداف أوباميانج من جانب المشجعين وأطلقوا عليه صيحات الاستهجان عندما غادر الملعب خلال مباراة ليل التى انتهت بالتعادل السلبي.

وكان أوباميانج حتى شهر نوفمبر الماضي في رصيده هدفًا واحدًا فقط في الدوري الفرنسي، وقال أسطورة مارسيليا جان بيير بابان، إن أوباميانج لم يكن يعمل بجد بما فيه الكفاية على أرض الملعب، بينما وصف لاعب خط وسط مارسيليا السابق إدوارد سيسيه، أوباميانج بأنه "ضائعًا".

على الرغم من الحديث أن مرسيليا كان يبحث عن بدائل هجومية، ولكن أعلن رئيس النادي بابلو لونجوريا علنًا عن دعمه لمهاجمه المتعثر وقال في تصريحات لشبكة "RMC Sport": "بيير إيمريك أوباميانج لاعب على المستوى الدولي ولكن هل يمكنه تحسين اللمسة الأخيرة؟ نعم ويجب أن ننتقد أنفسنا وأنا متأكد من تألقه لأنني أرى كيف يعمل بشكل يومي، وأرى مستوى التزامه ومدى إيمان المدرب بإمكانياته".

وأضاف: "أعتقد أن أوباميانج هو نفسه الذي رأيناه في برشلونة، ومع بعض التغييرات سيعود للظهور مرة أخرى"، ومن المؤكد أن هذا الكلام لعب دورًا محوريًا في عودة أوباميانج للتألق.

وبعد أن انقلبت الجماهير على أوباميانج خلال مباراة ليل، دعم جاتوزو، مهاجمه وقال المدرب الإيطالي للصحفيين: "يجب أن أدافع عن جميع لاعبي فريقي، وليس فقط أوباميانج، سأبذل قصارى جهدي لضمان رد فعل بيير، لقد أضاع بعض التمريرات لكنني لا أرى لاعبًا يعاني من صعوبة كبيرة ونتوقع المزيد لأن اسمه أوباميانج، إنه يرتكب أخطاء مثل أي لاعب آخر ويتوقع الناس منه أن يسجل هدفًا في كل مباراة".

وكانت مباراة مارسيليا ضد أياكس في الدوري الأوروبي نقطة التحول، حيث سجل أوباميانج ثلاثية مذهلة في الفوز 4-3.

واعترف أوباميانج، أنه تأثر برد فعل الجماهير العنيف، بالإضافة إلى كل السلبية المحيطة بالنادي خلال بداية صعبة للموسم، لكنه كان مصممًا مرة أخرى على إثبات خطأ منتقديه.

وقال نجم مارسيليا في مقابلة مع موقع "أمازون برايم فيديو": "عندما تسوء الأمور، فأنا أول من يشعر بالسوء حيال ذلك وإلا لما كنت هنا كنت سأتوقف عن لعب كرة القدم".

وتحدث أسطورة مارسيليا باسيلي بولي، عن أوباميانج، وقال الفائز بدوري أبطال أوروبا لـ RMC: "لقد بدأ يكتسب الثقة عندما تنضم إلى مارسيليا هناك ضغط استثنائي ويومي وعليك التحدث مع اللاعبين وجعلهم يفهمون أنهم في بيئة متفجرة، ولكن هذا سيجعله أيضًا أحد عظماء أوروبا".

ومن المؤكد أن أوباميانج، موهبة مميزة وضمن الأفضل في العالم ولكن التحدي الآن سيكون الحفاظ على مستواه الجيد.