"أكثر من زيارة بروتوكولية!".. تشيفرين يحضر مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان من مدرجات مونتجويك

من جانبه، سيكون رئيس برشلونة جوان لابورتا حاضرًا في ملعب مونجويك لاستقبال ضيفه، حيث تجمعه علاقة جيدة برئيس "يويفا".

وقد لعب لابورتا دور الوسيط بين "يويفا" ومشروع "السوبرليج" الذي أثار جدلاً واسعًا في السنوات الماضية.

وتشير التقارير إلى أن الرجلين اجتمعا مرتين في عام 2025، في لقاءات تميزت بالود والمرونة في التعامل مع الملفات الشائكة.

أحد أبرز هذه الملفات كان قضية العقوبة المالية الموقعة على برشلونة بسبب مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف، ففي البداية، فُرضت على النادي غرامة قدرها 60 مليون يورو. إلا أن "يويفا" أبدى مرونة كبيرة، ليُخفَّض المبلغ المستحق إلى 15 مليون يورو فقط. أما الـ45 مليون المتبقية، فقد جرى تعليقها بشرط التزام برشلونة بلوائح اللعب المالي النظيف خلال العامين المقبلين. هذه الخطوة فُسرت على أنها مؤشر واضح على رغبة "يويفا" في التعاون مع النادي الكتالوني ومساعدته على تجاوز أزماته المالية.

العلاقة بين برشلونة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم تمر بمرحلة استقرار إيجابية. فالنادي الكتالوني تمكن من إقناع "يويفا" بتأجيل أولى مبارياته الأوروبية إلى الجولة الثانية من دوري الأبطال، وذلك من أجل الحصول على وقت إضافي لتجهيز ملعب مونتجويك، أو ربما حتى تجهيز مدرجات "سبوتيفاي كامب نو" الذي يخضع لعملية تجديد شاملة.

ويأمل برشلونة أن يُظهر الاتحاد الأوروبي مرونة مماثلة في المستقبل، خاصة في حال رغب النادي في خوض مباريات البطولة على أكثر من ملعب.

ورغم أن لوائح دوري الأبطال تمنع إقامة مباريات "مرحلة الدوري" في ملاعب متعددة، إلا أن مسؤولي برشلونة يتوقعون أن يُبدي "يويفا" تفهمًا إذا استُخدم ملعب "كامب نو" بحلته الجديدة، ولو بشكل جزئي، إلى جانب مونتجويك.

زيارة تشيفرين غدًا تأتي في وقت حساس بالنسبة للنادي الكتالوني، سواء على الصعيد الرياضي أو الإداري. فالفريق، بقيادة المدرب هانسي فليك، يسعى لتعويض إخفاق الموسم الماضي أوروبيًا، بينما يواصل النادي العمل على استعادة عافيته الاقتصادية. في هذا السياق، يرى كثيرون أن حضور رئيس "يويفا" لمباراة برشلونة في مونتجويك ذا دلالات إيجابية، ليس فقط على صعيد العلاقة الثنائية، بل أيضًا على مكانة النادي داخل أروقة القرار الأوروبي.

مع كل هذه المؤشرات، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح برشلونة في استغلال هذا التقارب مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق مكاسب إضافية؟ فالنادي الكتالوني، المعروف بتاريخه العريق وتأثيره الكبير في كرة القدم الأوروبية، يقف اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء صورته بعد سنوات من الأزمات المالية والرياضية.

زيارة تشيفرين ليست مجرد حدث بروتوكولي لحضور مباراة، بل يمكن اعتبارها رسالة دعم ضمنية للنادي الكتالوني في طريقه نحو التعافي. وبالنسبة لجماهير برشلونة، فإن رؤية رئيس اليويفا في مدرجات مونجويك قد تكون دليلاً جديدًا على أن صفحة الماضي بدأت تُطوى، وأن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي تدخل مرحلة جديدة قوامها التعاون والثقة المتبادلة.