Liverpool Barcelona gfxGoal Ar

أضعتم صيامنا! .. الحلقة الخامسة | ليلة كسر فيها ليفربول غطرسة برشلونة والرابع سجله أوريجي!

مرحباً بكم مرة أخرى في "أضعتم صيامنا"، السلسلة التي تستكشف اللحظات الكروية التي لا تُنسى والتي حدثت في شهر رمضان الكريم، لحظات أثارت فينا مشاعر جياشة، وكادت أن تُفقدنا صيامنا من فرط الانفعال!

بعد أن استعرضنا في الحلقات السابقة مرارة الهزيمة السعودية في مونديال روسيا، وفاجعة طوبة زيمبابوي، ودموع صلاح في نهائي كييف، ورباعية الأهلي في الزمالك، ننتقل اليوم إلى قصة أخرى لا تقل إثارة ودراما، قصة سطّرها التاريخ بأحرف من نور في ملعب أنفيلد، قصة عودة ليفربول الأسطورية أمام برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، في ليلة رمضانية لا تُنسى!

  • Jurgen Klopp Liverpool Barcelona 2018-19 Champions LeagueGetty

    رمضان و"ريمونتادا" أنفيلد.. حلم مستحيل يتحقق في ليلة ساحرة

    في شهر رمضان من عام 2019، كانت الأجواء الروحانية تملأ القلوب، والصيام يختبر صبر النفوس، لكن في عالم كرة القدم، قد تتداخل المشاعر، وتتصاعد الأحاسيس، لتصل إلى ذروتها في لحظات تاريخية لا تُنسى.

    في تلك الليلة الرمضانية، كان ملعب أنفيلد على موعد مع التاريخ، على موعد مع معجزة كروية، على موعد مع "ريمونتادا" أسطورية ستبقى محفورة في ذاكرة كل عاشق لكرة القدم.

    ليفربول يستضيف برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد خسارة مذلة في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة في ملعب الكامب نو.

    الكل كان يرى أن المهمة مستحيلة، بل ضرباً من الخيال، كيف لليفربول أن يعوض ثلاثة أهداف أمام فريق بحجم برشلونة، يضم بين صفوفه الأسطورة ليونيل ميسي، وفي نصف نهائي دوري الأبطال؟ الأمر بدا أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الواقع الكروي.

  • إعلان
  • Andy Robertson Liverpool Barcelona 2018-19 Champions LeagueGetty

    "كنا الأفضل في الذهاب".. بذرة الأمل تنمو في قلوب الريدز

    لكن داخل جدران أنفيلد، كان هناك شعور مختلف، شعور بالتحدي والإصرار، شعور بأن المستحيل ليس له مكان في قاموس ليفربول.

    على الرغم من الخسارة الثقيلة في الذهاب، كان لاعبو ليفربول يرون أنهم قدموا أداءً جيدًا في الكامب نو، وأن النتيجة لم تعكس سير المباراة بشكل كامل.

    قال جوردان هندرسون، قائد ليفربول: "بعد انتهاء مباراة الذهاب، كان اللاعبون يقولون: كنا أفضل منهم، النتيجة كانت ظالمة، لدينا فرصة للعودة والتأهل".

    ويضيف هندرسون: "الهولندي فينالدوم كسر الصمت في غرفة الملابس، وأكد أننا نستطيع العودة وسنفعلها، وحتى ساديو ماني وافقه الرأي".

    هذه الثقة بالنفس، وهذا الإيمان بالقدرة على تحقيق المعجزة، كان الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل "ريمونتادا" أنفيلد.

  • FBL-ENG-PR-EVERTON-LIVERPOOLAFP

    كلمات كلوب الساحرة.. إعلان حرب لتحقيق المستحيل

    قبل المباراة المصيرية في أنفيلد، كان المدرب الألماني يورجن كلوب، العقل المدبر لهذه الكتيبة الحمراء، هو الملهم الأول للفريق، وبكلماته الساحرة، أشعل الحماس في قلوب لاعبيه، وحول الشك إلى يقين، والخوف إلى قوة.

    يشرح هندرسون كلمات كلوب قائلاً: "الخسارة بثلاثية نظيفة أمام برشلونة، ليس هناك أمل، ولكن بالنسبة لكم ولقدراتكم، ولما يمكن أن تقوموا به، هناك فرصة، فرصة لتقديم ليلة إعجازية".

    ويؤكد المدافع الكاميروني جويل ماتيب أن كلام كلوب كان بمثابة "صرخة إعلان حرب، أخبرنا أننا نستطيع تحقيق المستحيل وإنجاز أمر نستطيع إخبار أحفادنا به في المستقبل".

    هذه الكلمات الملهمة، شحنت اللاعبين بطاقة معنوية هائلة، وجعلتهم على أهبة الاستعداد للانقضاض على برشلونة، وتحقيق المعجزة في أنفيلد.

  • أنفيلد يشتعل.. وليفربول يُحقق المستحيل برباعية نظيفة


    في ليلة الرابع من رمضان عام 1440 هجري، الموافق 7 مايو 2019 ميلادي، انطلقت صافرة البداية في ملعب أنفيلد، وسط أجواء هستيرية، وضجيج جنوني من الجماهير الحمراء التي ملأت المدرجات عن آخرها وملأت الشوارع المؤدية للملعب من قبلها.

    ليفربول دخل المباراة بروح قتالية عالية، وعزيمة لا تلين، وبرشلونة دخل المباراة بثقة زائدة، واستهتار واضح بقوة المنافس.

    في الدقيقة السابعة، صدم ليفربول برشلونة بهدف مبكر عن طريق ديفوك أوريجي، أشعل المدرجات الحمراء حماسًا، وأعاد الأمل للجماهير واستمرت غطرسة برشلونة وأهدر عدة فرص كان بطلها الأول جوردي ألبا الذي انفجر باكيًا بين الشوطين ليدمر معنويات برشلونة دون داعٍ.

    وفي الشوط الثاني، انفجر ليفربول تهديفيًا، ففي غضون دقيقتين فقط، سجل البديل فينالدوم هدفين متتاليين، ليُشعل جنون أنفيلد، ويُعيد المباراة إلى نقطة الصفر، 3-3 في مجموع المباراتين.

    والجماهير لم تكد تستفيق من صدمة الهدف الثالث، حتى أتى الهدف الرابع التاريخي، من ركلة ركنية ذكية، نفذها ترنت ألكساندر آرنولد واستغلها أوريجي بذكاء، مُسجلًا الهدف الرابع، ومُعلنًا عن "ريمونتادا" أنفيلد الأسطورية، 4-0 لليفربول!

    استاد أنفيلد اهتز من الفرحة، الجماهير في حالة هستيرية، دموع الفرح تنهمر من العيون، صراخ الهتافات يملأ الأرجاء، ليلة لا تُنسى في تاريخ ليفربول، وفي تاريخ كرة القدم.

    برشلونة حاول العودة، لكنه اصطدم بدفاع حديدي من ليفربول، وروح قتالية عالية من جميع اللاعبين، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي لليفربول 4-0، وتأهل الريدز إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، في واحدة من أعظم "الريمونتادات" في تاريخ البطولة.

  • Liverpool v Barcelona - UEFA Champions League Semi Final: Second LegGetty Images Sport

    فرحة أنفيلد تُنسي الصيام.. و"ريمونتادا" تُخلد في الذاكرة

    صافرة النهاية، أعلنت عن فوز ليفربول التاريخي، وفرحة لا توصف عمت أرجاء أنفيلد والعالم أجمع. جماهير ليفربول لم تتمالك نفسها من الفرحة، ربما نسي البعض صيامه في تلك اللحظات من النشوة والانتصار، وربما شعر البعض الآخر بأنه أفطر قلبه فرحًا وسعادة بهذا الإنجاز الأسطوري، في الجانب الآخر ربما فقد بعض من جماهير برشلونة صيامه بسبب غضبه، كل هذا رغم أن المباراة كانت بالمساء.

    "ريمونتادا" أنفيلد في رمضان، ستبقى محفورة في الذاكرة الكروية إلى الأبد، قصة عن الإصرار والعزيمة، وقصة عن الروح القتالية التي لا تعرف المستحيل، وقصة عن ليلة رمضانية أفطرت قلوب جماهير برشلونة، وأسعدت قلوب جماهير ليفربول، لتنضم هذه المعجزة الكروية إلى سلسلة اللحظات التي "أضاعت صيامنا".