أزمات كيليان مبابي تعود من جديد! .. انتقادات لويس إنريكي تزيد من غموض مستقبل نجم باريس سان جيرمان

يعد مبابي أحد أفضل اللاعبين في العالم عندما يمتلك الكرة هو أو فريقه ولكنه بفتقد إلى الأدوار الدفاعية، مبابي هو أقرب نموذج لكريستيانو رونالدو وكان الأمر واضحًا بالنسبة لفرنسا في كأس العالم 2022، عندما اضطر ديدييه ديشان، إلى نقل مبابي من الجناح الأيسر إلى مهاجم، ويرجع ذلك إلى عدم قدرته على متابعة ظهير الخصم وهو الضعف الذي استغلته إنجلترا أولاً في دور الثمانية ثم الأرجنتين في النهائي.

وبالنسبة لباريس سان جيرمان، هناك لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مبابي وهو ينظر في الاتجاه الآخر بينما يمر أحد المدافعين أمامه وهناك مقاطع أخرى تظهر مبابي وهو يشير إلى زميله في الفريق، للعودة للدفاع ورفضه تنفيذ واجباته الدفاعية.

ووفقًا لموقع "‏FBRef" الخاص بالاحصائيات، مبابي من بين أسوأ المهاجمين في أوروبا ضد ريمس، حيث لم يقم بأي تدخلات، ولم يقم بواجباته الدفاعية وقد صنع جونسالو راموش، الذي لعب في الوسط، خمسة أهداف، وعثمان ديمبيلي، صنع أربعة على مدار الـ 365 يومًا الماضية، واحتل مبابي المركز العاشر أو أقل في التدخلات والإبعادات.

مبابي يركض بالفعل، ويضغط على المدافعين ولكن يُطلب منه أن يظل جاهزًا من أجل شن الهجمات المرتدة، ومن المؤكد أن أرقامه ستكون متفاوتة.

تاريخياً، لم يُظهر لويس إنريكي سوى القليل من التردد في تأكيد أفكاره فهو لم يكن لديه أي مشكلة في التعامل مع تراجع مستوى فرانشيسكو توتي، مع روما في عام 2011، بينما دخل في صراع علني مع بورخا أوبينا، المفضل لدى الجماهير في سيلتا فيجو في العام التالي.

وفي برشلونة، كان أكثر وضوحًا، حيث اختلف مع تشافي، وجيرارد بيكيه، وليونيل ميسي، وجوردي ألبا، ونيمار وعندما كان مدربًا لإسبانيا، قام بإقصاء ياجو أسباس وكوكي وألبا، ومن المعروف أن أول تصرفاته كمدرب لمنتخب إسبانيا كانت اصطحاب فريقه إلى غرفة الهروب، وحظر استخدام الهواتف في الفندق وملعب التدريب.

وفي باريس سان جيرمان، لم يكن مختلفًا ولم يبذل أي جهد للحفاظ على نيمار، الذي رحل إلى الهلال السعودي كما أنه تخلى عن ماركو فيراتي، وسيرجيو راموس وإيكاردي، وكانت النتيجة في باريس هي تكوين فريق مجتهد.

تجربة لويس إنريكي مع تشكيل 4-2-4 ليس نظامًا مصممًا لمبابي ولم ينجح قائد فرنسا في التكيف معه.

مبابي يبدو أنه يفهم ما يريده مدربه، وعندما سئل عن مستوى أدائه في عطلة نهاية الأسبوع حتى قبل سماع تصريحات لويس إنريكي قال: "الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون لديك شعور جيد، ما أريده هو اللعب بشكل جيد والتسجيل هدفي هو محاولة مساعدة فريقي قدر الإمكان".

تصريحاته مختلفة تمامًا عن اللاعب الذي لجأ إلى "إنستجرام" لانتقاد تكتيكات مدرب الفريق السابق جالتييه، ضد المنافسين في بداية الموسم الماضي، واعترف لوسائل الإعلام أن فريقه لم يتم بناؤه للفوز بدوري أبطال أوروبا.

مبابي ليس لديه مجال للشكوى حيث يتصدر باريس سان جيرمان الدوري الفرنسي، ويسجل بمعدل أكثر من هدف في المباراة الواحدة ولا يستطيع أن يتذمر من النظام الذي يحرمه من تسجيل الأهداف لأن النادى وقع مع عدد من اللاعبين الفرنسيين، بما في ذلك راندال كولو مواني، وهو أحد مطالب مبابي عندما وافق على البقاء في باريس قبل عامين.

إن معاناة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ومن الممكن أن يهبط إلى الدوري الأوروبي إذا فشل في الفوز في آخر مباراتين بالمجموعة لا يثير قلقًا كبيرًا وتمت تلبية مطالب مبابي ويعلم باريس سان جيرمان أن نجمه سيقاتل لتأهل فريقه إلى الأدوار الحاسمة.

على الرغم من الهدوء في الأيام الماضية ولكن تصريحات لويس إنريكي لن يتجاهلها مبابي، الذي تسبب في إقالة مدرب الفريق السابق جالتييه عندما ركز على شائعات رحيله العام الماضي.

سوف يقوم لويس إنريكي بدوره، وسيحاول عدم إثارة غضب مبابي كثيرًا وفي الوقت نفسه، سيلعب مبابي وينفذ مطالب مدربه، وسيكون التحدي مرة أخرى هو دوري الأبطال، للحكم النهائي على المشروع الباريسي.

إذا سارت الأمور على ما يرام، وتمكن لويس إنريكي من السيطرة على نجمه بما يكفي ليقدم موسمًا جيدًا، فسيكون باريس سان جيرمان قد نجح ولكن هذه المهمة ليست سهلة.

بالتأكيد سيكون الأشهر الستة المقبلة من مسيرة مبابي في باريس سان جيرمان مليئة بالشائعات وعاد الجميع ليتحدث عن رحيل النجم الفرنسي مرة أخرى خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي الأسبوع الماضي، شعر ريال مدريد بأنه مضطر لإصدار بيان ينفي فيه تفاوضه مع مبابي خلف الكواليس وبعد أيام قليلة، ذكرت الصحافة الفرنسية أن ريال مدريد أغلق الباب أمام أي صفقة انتقال له هذا الصيف وبعد أقل من 48 ساعة من انتقاد لويس إنريكي لأداء نجمه، ظهرت تقارير تكشف أن ريال مدريد سيكون على استعداد للتعاقد مع اللاعب طالما أنه قام بالخطوة الأولى.

ولكن ريال مدريد ليس النادي الوحيد الذي تم ربطه بمبابي، فتم استجواب توماس توخيل، مدرب بايرن ميونخ مؤخرًا حول إمكانية ضم البافاريين لنجم فرنسا وقال ساخرًا:"مبابي سيلعب معنا؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك بالفعل".

ولا يمكن أيضًا استبعاد الاهتمام السعودي، خاصة مع الاستعداد لكأس العالم 2034 وقبل باريس سان جيرمان عرضًا ضخمًا بقيمة 300 مليون يورو لضم مبابي من الهلال هذا الصيف الأمر الذي كان سيجعله الرياضي الأعلى أجرًا في التاريخ ولكن رفض اللاعب.

بالإضافة للشائعات المستمرة عن رغبة فرق الدوري الإنجليزي تشيلسي أو آرسنال أو ليفربول وحتى نيوكاسل من ضم مبابي.

من أسوأ أسرار كرة القدم اكتشاف حقيقة أن مبابي يريد اللعب لريال مدريد وظهرت صور للنجم الفرنسي في طفولته مع ملصقات كريستيانو رونالدو على حائطه، ورغم موافقة مبابي على الاستمرار مع باريس سان جيرمان الصيف الماضي، إلا أنه كان حل مؤقت وحقيقة رحيل مبابي العام القادم أصبحت حقيقة بدليل سياسة انتقالات لويس كامبوس، الحالية وضمه للاعبين شباب في مراكز هجومية تمهيدًا لعصر ما بعد مبابي.

مبابي لاعب كرة قدم ذكي، ويدرك أنه لا يزال أمامه وقت طويل للوصول إلى القمة ويمكنه تحمل تكاليف الاستمرار وجمع راتب ضخم، ثم الذهاب إلى مدريد، وبداية الوصول للقمة، مبابي يمثل نفسه، ويحصل على ما يريده دائمًا ومن المتوقع أن يستفيد باريس سان جيرمان أيضًا.

ولكن في النهاية، لا يمكن لباريس سان جيرمان فعل الكثير لمنع مبابي من الانتقال إلى ريال مدريد، ولن تؤدي انتقادات لويس إنريكي إلى تغيير الأوضاع.