أربع مباريات بدون أهداف.. تعلم يا باريس من فرنسا الأزمة ليست في مبابي!

يمكن أن يكون الجفاف الذي يعاني منه مبابي، مجرد أثر جانبي لفريق تم تجميعه بشكل غريب في الصيف الماضي، حيث تعاقد الباريسيون مع أربعة لاعبين مهاجمين، وسمحوا لاثنين فقط بالرحيل ولم يكن الأمر منطقيًا.

واستخدم إنريكي الرباعي الهجومي في الفوز 4-0 على مرسيليا، حيث لعب برادلي باركولا على اليسار، ومبابي وكولو مواني، في الهجوم، وعثمان ديمبيلي على اليمين وكانت النتيجة فوزًا مؤكدًا، على الرغم من إصابة مبابي في الكاحل.

وقد تمسك المدرب بالنظام بعد ذلك، دون نجاح يذكر واكتفى باريس سان جيرمان بالتعادل المحبط 0-0 مع كليرمون فوت، حيث سدد 21 تسديدة لكنه لم يخلق سوى عدد قليل جدًا من الفرص الحقيقية.

وفي مباراة نيوكاسل تعرض باريس سان جيرمان لهزيمة كاسحة بنتيجة 4-1 بسبب خطأ تكتيكي واضح، والجدير بالذكر أن مبابي لم يسجل في أي من المباريات الثلاث وعلى الرغم من أن باريس عاد إلى خطة 4-3-3 وانتصر على رين إلا أن مبابي فشل في التسجيل مرة أخرى.

كيف يتم حل كل هذا؟ على الرغم من أن مبابي لم يهز الشباك ضد رين، إلا أنه فعل كل شيء لقد لعب مبابي دائمًا بشكل فعال في خط هجوم باريس سان جيرمان على الرغم من وجود بعض التعديلات حيث كان مدرب الفريق السابق يفضل اللعب بثلاثة مدافعين ولكن مبابي يزدهر عندما يُطلب منه الخروج من الجهة اليسرى ويعمل كمهاجم داخلي، إذا منحه إنريكي حضورًا مركزيًا وجناحًا آخر، يمكن أن يصبح مبابي أحد أفضل اللاعبين في العالم.

الخبر السار للباريسيين هو أنهم يتمتعون بالجودة الهجومية والعمق الذي يمكنهم من تحقيق ذلك وفي المباريات القليلة الأولى من الموسم، تألق ماركو أسينسيو، بشكل غير متوقع ولعب دور رقم 9، مع ديمبيلي ومبابي على كلا الجناحين وكانت النتيجة تسجيل مبابي خمسة أهداف في أول ثلاث مباريات له، وثلاثة في اثنتين بعد ذلك واستعاد أسينسيو، الذي يشتهر بعدم ثباته في تسجيل الأهداف، مستواه.

ولكن إصابة أسينسيو في قدمه أثناء تدريبه مع منتخب إسبانيا أجبرت المدرب على التفكير في خيارات أخرى.

كيف يمكن اللعب بخطة 4-3-3 في غياب أسينسيو؟ ونشر الثلاثي الهجومي مبابي على اليسار، وكولو مواني في الوسط، وديمبيلي على اليمين.

قد يكون هذا النظام مجرد نظام استرضاء حيث كان مبابي صريحًا بشأن رغبته في اللعب مع كولو مواني، بعد تطوير شراكتهم مع منتخب فرنسا، ويبدو أنهم يكملان بعضهما البعض بشكل رائع حيث يستطيع مواني، الاحتفاظ بدور مركزي، لكنه ذكي بما يكفي للقيام بالركض وفتح المساحات لمبابي وقد يساعد ذلك ديمبيلي المتعثر أيضًا، والذي يمكن أن يزدهر مع وجود مهاجم متحرك يساعده.

إنها شراكة لم تظهر على مستوى النادي فمبابي وكولو مواني، لم يجتمعوا لتسجيل أي هدف حتى الآن لكن ممكن أن يتحقق ذلك فى مباراة الفريق اليوم بالدوري الفرنسي.

الخيار الأقل احتمالًا لإبقاء مبابي سعيدًا هو اللاعب جونسالو راموش، المنضم هذا الصيف وسجل اللاعب هدفين فقط في سبع مباريات مع الباريسيين لكن لا يزال من الممكن أن يكون خيارًا قويًا حيث لعب راموش كجزء من خطة 4-3-3 للبرتغال خلال فترة الاستراحة الدولية، وبدأ من الجهة اليمنى ثم دخل إلى المناطق المركزية وتألق في كأس العالم، عندما شارك بدلًا من رونالدو وسجل ثلاثية ليقود السيليساو إلى الفوز على سويسرا.

إذا أراد لويس إنريكي، تكرار هذا النوع من اللعب الهجومي المتقلب والمثير الذي جعل فريقه فعالاً للغاية ضد رين ومرسيليا وليون، فقد يكون راموش خيارًا جيدًا فلن ينتشر في مناطق واسعة مثل كولو مواني، أو يتراجع إلى العمق مثل أسينسيو وسيترك مساحة لمبابي للعمل.

الخيار الأخير هو الاستسلام لكل ما يريده مبابي، فكانت إحدى أزمات النجم الفرنسي منذ أكثر من عام هي رغبته في اللعب جنبًا إلى جنب مع مهاجم مركزي حيث يعمل بشكل فعال كجزء من خط الهجوم.

وحتى الآن، كان باريس سان جيرمان مترددًا في تنفيذ طلب مبابي على الرغم من أن راموس وكولو مواني يلعبان في خط الهجوم، إلا أن لويس إنريكي يصر على مشاركة مبابي في خط الهجوم ولكن الآن قد يتخلى عن قراره ويشرك الثنائي الهجومي، ويسمح لمبابي بالحرية واستعادة تألقه.

ورغم تألق مبابي في نهائي كأس العالم عندما لعب إلى جانب كولو مواني، وهو تحول تكتيكي متأخر من مدرب فرنسا الذي وضع مبابي في جميع المراكز الحاسمة التي سمحت له بتسجيل ثلاثية بطولية في أكبر مباراة في حياته، إلا أنه لن ينجح بنفس المهمة مع باريس سان جيرمان لافتقاد الفريق لاعبًا مثل أنطوان جريزمان، وقاعدة صلبة بخط الوسط.

إذا لم يتعرض أسينسيو للإصابة لكان من الممكن أن يواصل مبابي تألقه، وحتى الآن موقف اللاعب الإسباني بشأن موعد عودته غامضًا وتسببت تشكيلات إنريكي المختلفة إلى جفاف مبابي عن التهديف في أربع مباريات.

وأصبح المدرب أمام خيارًا صعبًا بعدما سجل مبابي ثنائية في مباراة فرنسا ضد هولندا، وأظهر أن الأزمة في خطة ناديه وليس فيه.

وربما يكون هذا هو الوقت المناسب للعب لويس إنريكي بالثلاثي الفرنسي بالكامل، وأن يثق في كولو مواني، وديمبيلي وقدرتهم في مساعدة مبابي على التسجيل مجددًا، وأظهر فوز باريس سان جيرمان الأخير على ملعب رين أن هذه هي أفضل طريقة للحصول على الثلاث نقاط.