أتلتيكو وريال مدريد | انتظر كيليان مبابي كيفما شئت يا بيريز .. واستمتع يا جمهور بانهيار الملكي!

استقبل ريال مدريد حتى الآن 6 أهداف في الدوري الإسباني، من بينها 5 أهداف في أول ربع ساعة من اللقاء، وهدف في الشوط الثاني كان أمام أتليتكو مدريد، والمثير في الأمر أنه كان في الدقيقة الأولى أيضًا.

خط دفاع ريال مدريد يدخل المباريات تائهًا، وهذا يبدو واضحًا للغاية، والمنافسون بدأوا استغلال حالة التوهان، ولعل ما قام به أتلتيكو مدريد سيصبح مثالًا يحتذى به إذا لم يتمكن كارلو أنشيلوتي من تحسين أوضاعه.

الدفاع الملكي تلقى ثلاثة أهداف من أتلتيكو مدريد كأنها "قص ولصق"، كرة عرضية ضربة رأس هدف، في ظل حالة من سوء التمركز والرقابة من قبل دافيد ألابا وأنطونيو روديجر.

مثل تلك الحالة من سوء التمركز والرقابة لا يجب أن تكون حاضرة في فريق بحجم ريال مدريد أبدًا، خاصة إذا ما أراد المنافسة على الألقاب خلال ما تبقى من الموسم، وسيكون على كارلو أنشيلوتي إيجاد حلول جذرية في الفترة القادمة.

ريال مدريد بدأ "الديربي" بطريقة لعب 4-3-2-1، وهي واحدة من طرق اللعب المفضلة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حيث استفاد منها كثيرًا أثناء فترته الذهبية مع ميلان الإيطالي مطلع الألفية الثالثة.

طريقة "شجرة الميلاد" لم تكن مفيدة للمدرب الإيطالي مع ريال مدريد في مواجهة أتلتيكو، وكلفته كثيرًا خاصة مع البداية السيئة للفريق.

شخصيًا، كنت واحدًا ممن طالبوا أنشيلوتي بعدم الجمود والاعتماد على أكثر من طريقة لعب، لكن بالتأكيد لا يمكن أن تكون التجربة في "ديربي مدريد"، وكنت أفضل أن يبدأ الإيطالي بنفس طريقته المعتادة خلال الموسم وبنفس العناصر أيضًا دون أي تغيير.

عدم التغيير في مواجهة بمثل هذا الحجم كان هو الأمر الأفضل، فالفريق يكون معتادًا على طريقة اللعب وهناك تجانس بين أفراده، التغيير ممكن في مباريات أقل حدة وكثافة من الديربي، لأن التجربة حينها يمكن تداركها خلال أحداث المباراة، وهو ما لم يحدث مساء الأحد.

لعب الكرواتي لوكا مودريتش مواجهة أتلتيكو مدريد أساسيًا، لكنه خرج بين الشوطين بعدما حصل على بطاقة صفراء، حيث لم يتمكن من تقديم الإضافة المرجوة.

مشاركة مودريتش كأساسي أمام أتلتيكو مدريد ربما تكون لغزًا من ألغاز أنشيلوتي، خاصة مع الحديث عن غضب الكرواتي، وتفكيره في الرحيل خلال يناير المقبل.

أنشيلوتي ربما حاول امتصاص غضب مودريتش عبر إشراكه أساسيًا في الديربي، لكن الأمور انقلبت سريعًا على المدرب الإيطالي.

ريال مدريد خسر الديربي، لكن تلك لم تكن الخسارة الوحيدة أمام أتلتيكو مدريد، بالنظر إلى أن النادي الملكي ظهر عاجزًا تمامًا عن تهديد مرمى يان أوبلاك.

انتظار كيليان مبابي الذي طال سنوات، رغم أن ريال مدريد أوضح أكثر من مرة خلال فترة الانتقالات الصيفية أن نجم باريس سان جيرمان ليس هدفًا، كلف النادي الملكي من جديد.

ريال مدريد لم يتحرك نحو مبابي، لكنه كان يجب أن يتحرك لإيجاد لاعب نجم في خط الهجوم، سواء بشراء لاعب مثل هاري كين، أو استعارة لاعبين لمدة موسم انتظارًا لإمكانية التحرك نحو قائد منتخب فرنسا

وإلى جانب معضلة مبابي، فإن ريال مدريد لم يتحرك لتعويض إصابة مدافعه الأبرز إيدير ميليتاو، واكتفى بثنائية أنطونيو روديجر ودافيد ألابا، والتي تكلف الفريق هدفًا تلو الآخر.

مدافعين أمثال سيرخيو راموس وليوناردو بونوتشي كانوا سيفيدون ريال مدريد لمدة موسم لحين تعافي ميليتاو من إصابته، لكن مرة أخرى رأى النادي الملكي أن اللاعبين المتواجدين يمكنهم سد العجز، وهو ما يثبت خطأه حتى الآن.

في هدفين من ثلاثية أتلتيكو مدريد، وقف الحارس الإسباني كيبا أريثابالاجا المعار من تشيلسي إلى ريال مدريد خلال الموسم الحالي يشاهد الكرة وهي تعانق شباكه.

ويبدو أن ذلك مشهد معتاد للمباريات التي يخوضها كيبا أمام "الروخيبلانكوس" حيث لم يتمكن الحارس الإسباني من تحقيق أي فوز أمام أتلتيكو مدريد.

وخلال مسيرته، خاض كيبا ثلاث مباريات سابقة أمام أتلتيكو مدريد، جميعها رفقة أتلتيك بيلباو، وخسر تلك المباريات بنتائج 3-1 و2-1 و2-0، ويبدو أن لعنة "الروخيبلانكوس" ستواصل مطاردته خلال الفترة القادمة.

يجب هنا الإشادة بما قدمه أتلتيكو مدريد في الديربي، فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني عرف بالضبط من أن تؤكل كتف ريال مدريد.

الفريق الملكي سيئ في العرضيات، حسنًا ستكون هذه هي النقطة التي يركز عليها الهجوم، وبالفعل استغل موراتا وجريزمان ذلك ليسجلوا ثلاثية فريقهم.

البداية الصادمة للشوط الأول وتسجيل ثنائية، ثم تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، قتلت كل آمال ريال مدريد الذي كان قد بدأ بالفعل الدخول في أجواء المباراة مع نهايات الشوط الأول.

ريال مدريد لم يتمكن من اختراق دفاع أتلتيكو، الذي ظهر ككتلة واحدة متماسكة في الشوط الثاني، لدرجة أنه كان يمكنك بوضوح رؤية عشرة لاعبين من "الروخيبلانكوس" في منتصف ملعبهم.

سيميوني أدار المباراة كما أدار بالضبط، ونجح في خطف ثلاث نقاط ثمينة وهامة في مشواره بالدوري الإسباني، وربما قد تكون تلك المباراة بالتحديد بداية الانقلاب الجذري في "لا ليجا".