لا مال لإقالته! .. تين هاج "محمى" رغم السجل الأسوأ لمانشستر يونايتد منذ 90 عامًا

يفتخر أنصار يونايتد بأنهم لم ينقلبوا على لاعبيهم بسرعة مثل بعض الجماهير الأخرى، لكن تكرار مشهد خروج الجماهير من ملعب أولد ترافورد وإطلاق صيحات الاستهجان أصبح مألوفًا جدًا هذا الموسم.

وغادر عدد كبير من الجمهور ملعب أولد ترافورد، أثناء مباراة الفريق السابقة ضد بورنموث ليسخروا الضيوف ويهتفون بسعادة "هل هذا تدريب على إطفاء الحرائق؟، وتبع ذلك المزيد من صيحات الاستهجان حتى نهاية المباراة.

وبعد أن سجل محمد قدوس الهدف الثاني لوست هام على ملعب لندن في الدقيقة 78 في مواجهة الفريقين الماضية، بدأ عددًا من المشجعين المسافرين خلف اليونايتد للخروج من الملعب، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ترى جماهير اليونايتد فريقها متدهورًا هذا الموسم.

كانت الخسارة أمام وست هام، هي الهزيمة السادسة ليونايتد خارج ملعبه هذا الموسم في جميع المسابقات، وحتى الآن فشلوا في الفوز على أي فريق من التسعة الأوائل خارج أرضهم تحت قيادة تين هاج.

وخسر يونايتد سبع مباريات على ملعبه حتى الآن وتعرضوا ثلاث مرات لهزائم بنتيجة 3-0 بملعب الأحلام، واستقبل اليونايتد الهدف الأول في ستة من مبارياتهم التسع على أرضهم في الدوري.

وتحول مستوى يونايتد بشكل مفاجئ عن الموسم الماضي، عندما حقق الفوز في 27 مباراة على ملعب أولد ترافورد وانتصر على ليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي وتشيلسي وتوتنهام وبرشلونة، ولكن هذا الموسم تحول حصنهم القوى إلى ملعبًا سهلًا.

لا يبدو الأمر كما لو أن يونايتد في وضع أفضل بكثير مع تين هاج خارج أرضه، حيث يشير سجل الفريق الإجمالي إلى أنه خسر 8 من مبارياته الـ18 في الدوري، أي أكثر بثلاث مواجهات مما خسره كل من جوزيه مورينيو وسولشاير، عندما أقيلوا في ديسمبر 2018 ونوفمبر 2021، على التوالي.

وبلغ متوسط تين هاج (1.5) نقطة لكل مباراة مقارنة بـ 1.5 لمورينيو و1.4 لسولشاير، وكان متوسط لويس فان خال 1.7 نقطة في المباراة الواحدة عندما تمت إقالته في نهاية موسم 2015-2016 على الرغم من فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي.

ويحتل يونايتد حاليا المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق مركزين عن فريق مورينيو قبل إقالته، ومركزًا عن مكان الفريق تحت قيادة سولشاير وديفيد مويس، عندما تمت إقالتهما.

وعلى عكس المدربين الثلاث السابقين، لا يملك تين هاج سجل قياسي في دوري أبطال أوروبا ليتراجع عنه، وكان مورينيو وسولشاير قد قادوا يونايتد إلى الأدوار الإقصائية عندما تمت إقالتهما، بينما وصل مويس إلى الدور ربع النهائي.

وودع تين هاج ولاعبيه، منافسات دوري الأبطال مبكرًا واحتلوا المركز الأخير في مجموعتهم وفشلوا حتى في اللعب بالدوري الأوروبي.

لماذا لا يزال تين هاج في منصبه، رغم النتائج الأخيرة المثيرة للقلق؟ لأن المدرب الهولندي يحظى بدعم إدارة اليونايتد، ووضعه مختلف تمامًا عن مورينيو، الذي توترت علاقته مع الرئيس التنفيذي إد وودوارد، بسبب سوق الانتقالات في صيف عام 2018.

وكلف الرئيسان التنفيذيان جويل وأفرام جليزر، تين هاج بقيادة الفريق وإعادة ضبط الثقافة بعد سنوات من انخفاض المعايير وزيادة قوة اللاعبين.

وأوضح قرار النادي بحظر بعض الصحفيين بسبب التسريبات في غرفة تبديل الملابس خلال الأسابيع الماضية بشأن التمرد ضد تين هاج، أن الإدارة تقف مع المدرب وتدعمه.

استفاد تين هاج، من التأخير الكبير في عملية الاستحواذ من جانب شركة INEOS التابعة للسير جيم راتكليف، قبل الإعلان رسميًا مؤخرًا عن الاستحواذ بنسبة 25% من حصة النادي وإدارة شؤون كرة القدم.

وغادر الرئيس التنفيذي ريتشارد أرنولد النادي في نوفمبر، وكان باتريك ستيوارتـ يعمل كرئيس تنفيذي مؤقت في الفترة السابقة، ومن المقرر أن يصبح جان كلود بلان، الرئيس التنفيذي لشركة INEOS Sport والذي يوصف بأنه "ليونيل ميسي في مجال الرياضة"، الرئيس التنفيذي الدائم ليونايتد، وقد يواجه تين هاج تهديدًا حقيقيًا.

وكشفت تقارير صحفية أن راتكليف وزملائه، يحترمون تين هاج، وربما قد يتغيير ذلك بسبب النتائج الباهتة لكن من غير المرجح أن يقيلوا تين هاج، وعلى المدى الطويل قد يريدون مدربًا يختروه بأنفسهم، ولكن لا يبدو أن التخلص من المدرب الهولندي على رأس قائمة مهامهم.

إن سجل تين هاج، السابق والرائع يكسبه بعض الوقت مع اليونايتد، فقد فاجأ نادي أياكس الجميع عندما وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2019 وقدم كرة قدم مذهلة وكان مهيمن على البطولات المحلية بقيادة المدرب الهولندي.

وحقق تين هاج، خلال موسمه الأول مع يونايتد نجاحًا كبيرًا، حيث قاد الفريق لأول لقب له منذ ست سنوات بفوزه بكأس كاراباو، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي واحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي.

وعلى الرغم من أنه يمر بموسم ثاني متدهور في أولد ترافورد، إلا أنه لا يزال يعتبر مدربًا عالي الجودة وسيكون الطلب عليه مرتفعًا إذا غادر اليونايتد.

يعاني مانشستر يونايتد من أزمة مالية شديدة لدرجة أنه قد يكون غير قادرًا على تحمل تكاليف إقالة تين هاج حتى لو رغب في ذلك، ويرتبط المدرب الهولندي بعقدًا حتى صيف 2025 ويتقاضى 9 ملايين جنيه إسترليني، وبالتالي فإن قرار إقالته سيكلف النادي حوالي 15 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى احتياجهم أموالًا أخرى لتوظيف بديلًا له.

وقد اضطر اليونايتد إلى الاستفادة من التسهيلات الائتمانية لتمويل الصفقات الأخيرة ولم يحققوا سوى دخل ضعيف جدًا من مبيعات بعض اللاعبين، وتلقوا ضربة موجعة بعد عدم تأهلهم للأدوار الحاسمة بدوري أبطال أوروبا أو حتى تأمين مقعدًا لهم في الدوري الأوروبي.

وعلى عكس السنوات السابقة، ليس لدى يونايتد الكثير من الأموال الفائضة لإنفاقها في التعاقد مع مدرب جديد ورغم وصول راتكليف، الذي سيعزز الموارد المالية في البداية، إلا أنه لا يغير حقيقة أن النادي موقفه صعبًا بسبب قواعد اللعب المالي النظيف.