القائد الصامت! .. لا تجعلوا مطالبات سحب "شارة الهلال" من سالم الدوسري تُنسيكم خبثه الكروي

السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. "لماذا المطالبة بسحب شارة قيادة نادي الهلال من سالم الدوسري أساسًا؟".

الإجابة على هذا السؤال؛ أن البعض يرى بأن سالم لا يقوم بدوره كـ"قائد" داخل أرضية الملعب، وهو ما أثر على نتائج الفريق الهلالي مؤخرًا.

بمعنى.. سالم لا يتحدث مع زملائه فوق أرضية الملعب، ولا يقوم بتوجيههم أو إعطاء التعليمات إليهم؛ ما أدى إلى عدم الانضباط داخل المستطيل الأخضر، في كثير من المباريات.

وكما هو معروف.. اللاعب الذي يحمل "شارة القيادة"، يكون بمثابة المدرب فوق أرضية الملعب؛ الأمر الذي يتطلب مواصفات معينة، تجمع بين قوة الشخصية والخبرات الفنية والتكتيكية.

ومن هُنا.. يرى البعض أن سالم لا يتوفر على كافة هذه الشروط؛ التي تتواجد أساسًا في متوسط ميدان الهلال روبن نيفيش، صاحب الشخصية القوية والمتحدث الدائم مع زملائه.

وفي الحقيقة أن الأندية تختلف فيما بينها، بشأن شروط منح اللاعب "شارة القيادة"؛ وذلك على النحو التالي:

* أولًا: منحها للاعب الذي يحمل روح القيادة.

* ثانيًا: منحها للاعب الأكبر سنًا أو الأقدم في الفريق.

* ثالثًا: منحها للاعب الأكثر جودة مهاريًا في صفوف الفريق.

* رابعًا: ترك الحرية للمدرب أو تصويت لاعبي الفريق بـ"الأغلبية".

ومن شروط الأندية - سالفة الذكر -؛ نجد أن معظمها يتوفر في سالم الدوسري، لحمل "شارة قيادة" الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال.

الدوسري هو أكبر لاعبي الهلال سنًا "34 عامًا"؛ مع كل من الحارس المغربي ياسين بونو، والمدافع السنغالي خاليدو كوليبالي.

أيضًا.. يعتبر سالم أقدم لاعبي الجيل الحالي للهلال؛ حيث تدرج في مختلف الفئات السنية للنادي، قبل الصعود للفريق الأول عام 2011.

ويملك هذا اللاعب خبرات قارية ودولية كبيرة للغاية؛ وذلك بمشاركاته في المحافل المختلفة مع النادي والمنتخب، وكذلك حصوله على جائزة الأفضل في آسيا.

ليس هذا فقط.. بل دائمًا ما يُنظر إلى سالم الدوسري، على أنه لاعب أجنبي إضافي في صفوف الزعيم الهلالي؛ بسبب القدرات المهارية الكبيرة، التي يتمتع بها.

أما من الناحية الجماهيرية؛ فيملك سالم تأثيرًا كبيرًا على عشاق الهلال، على الرغم من المناكفات بينهما من فترة لأخرى.

وعلى الرغم من ما سبق؛ فلابد الاعتراف بالفعل أن نجم الهلال سالم الدوسري، يصمت ولا يتحدث كثيرًا مع زملائه فوق أرضية الملعب.

لكن.. هذا قد لا يعني أنه لا يملك صفات القيادة؛ فمثلًا وجدنا دور سالم في مباراة الهلال والقادسية، ضمن منافسات الجولة الثانية من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2025-2026.

وقتها وعندما كان الهلال مُتأخرًا (1-2) في النتيجة؛ مارس سالم ضغطًا كبيرًا على حكم المباراة، من أجل احتساب "ركلة جزاء" لمصلحة فريقه.

هذا الضغط تمثل في مطالبة الحكم بالعدول عن قراره، بالإضافة إلى التلويح للجماهير الحاضرة وقتها في المدرجات، للصياح والضغط هم أيضًا.

كل ذلك جعل الحكم بالفعل يراجع اللقطة؛ ومن ثم احتساب "ركلة جزاء" للهلال ضد القادسية، لينجو الفريق من الخسارة ويخرج بالتعادل الإيجابي (2-2).

وبالرغم من أن البعض قد يرى بأن ما فعله سالم، أمر فيه الكثير من الخبث الكروي وضد اللعب النظيف؛ لكن في النهاية هو قام بممارسة دوره كـ"قائد"، للحصول على ما اعتبره حق من حقوق فريقه.

وبالغرف المغلقة.. لا يُمكن أن ننسى عندما أعلن سالم، تأجيل تجديد عقده مع الهلال؛ حتى انتهاء مجلس الإدارة من تمديد عقود باقي زملائه، في الفريق الأول.

وقال سالم عن ذلك: "الهلال لن يجد أي مشكلة معي في التجديد.. أنا كقائد يجب أن أحافظ على استقرار الفريق؛ وبالتالي منح الإدارة الفرصة لإنهاء ملفات تمديد عقود باقي اللاعبين أولًا".

وبالفعل.. جددت إدارة الزعيم الهلالي، عقود أكثر من لاعب؛ قبل أن يأتي الدور على سالم الدوسري، الذي مدد حتى 30 يونيو 2027.

تدرج سالم الدوسري في مختلف الفئات السنية لنادي الهلال - كما ذكرنا -، قبل صعوده إلى الفريق الأول لكرة القدم صيف 2011؛ حيث لم يرحل منذ ذلك الوقت، إلا لفترة قليلة للغاية.

ورحل سالم عن الفريق الهلالي، في الفترة من يناير إلى يونيو 2018؛ عندما انضم إلى صفوف نادي فياريال الإسباني، على سبيل الإعارة.

ومع الهلال.. خاض الدوسري 451 مباراة رسمية في مختلف المسابقات، سواء المحلية أو القارية والدولية؛ مسجلًا خلالها 131 هدفًا وصانعًا 98 آخرين.

وتوّج قائد الزعيم الهلالي البالغ من العمر 34 سنة، بـ20 لقبًا رسميًا مع الفريق الأول؛ من بينهم ثنائية دوري أبطال آسيا 2019 و2021، و6 بطولات في الدوري السعودي للمحترفين.

وحصل سالم الدوسري على المركز الثاني مع الهلال، في كأس العالم للأندية 2022؛ قبل الوصول إلى ربع النهائي في النسخة الماضية من البطولة بـ"نظامها الجديد"، والتي شهدت مشاركة 32 فريقًا لأول مرة في التاريخ.