النصر وريو أفي | ظهور النسخة المرعبة من جواو فيليكس مع جورج جيسوس .. وأهلًا بكريستيانو رونالدو "المتنوع"

الأسطورة كريستيانو رونالدو وصل إلى عمر الأربعين، ولكنه لا يزال يبهر عشاق الساحرة المستديرة في كل مكانٍ؛ سواء بقتاليته فوق أرضية الملعب، أو بأهدافه الرائعة.

مباراة النصر وريو أفي الودية، مساء أمس الخميس، كانت أكبر شاهد على ذلك؛ حيث سجل رونالدو 3 أهداف "هاتريك"، خلال 68 دقيقة فقط.

المثير في الأمر أن أهداف الأسطورة البرتغالية الثلاثة، في شباك الفريق البرتغالي، جاءت بطرق مختلفة تمامًا؛ وذلك على النحو التالي:

* هدف بالقدم من تسديدة داخل منطقة الـ18. 

* هدف بالرأس بعد ارتقاء أكثر من رائع. 

* هدف من "ركلة جزائية".

وإلى جانب هذا التنوع الكبير في الأهداف.. كان كريستيانو رونالدو يتحرك كثيرًا خارج منطقة الـ18، في محاولة لفتح المساحات أمام زملائه؛ سواء القادمين من الخلف أو الأطراف.

أيضًا.. قدّم رونالدو لمحة أكثر من رائعة؛ عندما قرر ترك "ركلة جزائية" أخرى تحصل عليها النصر في الدقيقة 62، لزميله السنغالي ساديو ماني - الذي أهدرها -.

يبدو أن البرتغالي المخضرم جورج جيسوس، المدير الفني لفريق النصر الأول لكرة القدم؛ سيعيد إحياء مسيرة جواو فيليكس الرياضية، من جديد.

فيليكس كان يصنف على أنه أحد أفضل المواهب العالمية، وذلك في بداياته الأولى مع نادي بنفيكا؛ قبل أن يتراجع بشكلٍ مخيف، بعد انتقاله إلى صفوف أتلتيكو مدريد في 2019.

واعترف جيسوس في تصريحات صحفية، بعد فوز النصر الودي على تولوز (2-1)، يوم 30 يوليو الماضي؛ بأن فيليكس بعيد تمامًا عن مستواه، ويحتاج إلى أن يعمل بجد في التدريبات والمباريات.

وكانت مواجهة تولوز هي الأولى للنجم البرتغالي، بعد انضمامه إلى النصر قادمًا من العملاق الإنجليزي تشيلسي؛ حيث لم يقدم أي شيء يذكر بالفعل، في الدقائق التي شارك فيها وقتها.

لكن.. في مباراة ريو أفي الودية، مساء أمس الخميس "الموافق 7 أغسطس 2025"؛ قدّم جواو فيليكس مستوياتٍ مبهرة؛ يُمكن تلخيصها في 3 نقاط:

* أولًا| القتالية فوق أرضية الملعب: تجلت في صناعته الهدف الأول؛ بعدما ارتقى أمام مدافع ريو أفي وكسب الالتحام، ليمرر برأسه إلى زميله محمد سيماكان الذي هز الشباك. 

* ثانيًا| عودة التناغم مع كريستيانو رونالدو: تجلت في اللعبة الثنائية بينهما داخل منطقة الـ18 لريو أفي؛ والتي سجل منها الأسطورة البرتغالية هدفًا رائعًا، من صناعة فيليكس نفسه. 

* ثالثًا| اللقطات الفنية المبهرة فوق أرضية الملعب: قدّم بعض المهارات الفردية الرائعة، والتي تخدم المجموعة في النهاية؛ حيث كان يبدأ من خلالها الهجمات، بمراوغة ثم كسر خطوط رايو أفي.

وما ساعد جواو فيليكس على التألق أمام الفريق البرتغالي، هو توظيفه بشكلٍ رائع من جانب جيسوس؛ وذلك بإعطائه حرية التحرك، بدرجة وصلت إلى عودته لمنتصف الملعب لاستلام الكرة وبناء الهجمات بنفسه، في كثير من اللقطات.

لم ينتهِ الحديث عن جواو فيليكس، عند ما تم ذكره سابقًا؛ فهُناك نقطة مهمة للغاية يجب الوقوف أمامها، هي ذكاء هذا اللاعب الذي سيخدم النصر كثيرًا.

نعم.. فيليكس أظهر ذكاءً كبيرًا للغاية في المباراة الودية ضد ريو أفي، مساء أمس الخميس؛ وذلك عندما حصل على "ركلة جزائية"، لمصلحة فريقه النصر.

وقتها.. وصلت الكرة إلى النجم البرتغالي داخل منطقة الـ18، وبدلًا من التسديد مع وجود مدافعين أمامه؛ قام باستخدام مهاراته لمراوغة أحد لاعبي الخصم، ثم إجباره على ارتكاب خطأ ضده.

والنصر يحتاج كثيرًا إلى هذه النوعية من اللاعبين، الذين يعرفون كيفية استغلال عقولهم فوق أرضية الملعب؛ خاصة أن المهارات الفنية أحيانًا ما تقف عاجزة، أمام بعض الخطط التكتيكية من المدربين.

وعلى مدار السنوات الماضية.. امتلك النصر نجومًا بمهارات عالية وقدرات تهديفية كبيرة؛ ولكنه كان يفتقد لتلك الأسماء التي تستطيع استخدام الذكاء والعقل، في أوقاتٍ معينة من المباريات.

ويأمل الجمهور النصراوي أن يواصل فيليكس هذه اللمحات الذكية، التي قام بها في ودية ريو أفي؛ وذلك عندما يأتي وقت الجد، بانطلاق المنافسات الرسمية للموسم الجديد 2025-2026. 

قدّم محمد سيماكان في مباراة ريو أفي الودية، مساء أمس الخميس، لمحة بسيطة لما يُمكن أن يكون عليه دفاع فريق النصر الأول لكرة القدم، خلال الفترة القادمة.

نعم.. سيماكان يلعب بروحٍ قتالية عالية في المباريات؛ مهما كان الخصم الذي أمامه، ومهما كان مستواه الفني في ذلك اليوم.

بمعنى.. حتى لو كان المدافع الفرنسي ليس في قمة مستوياته الفنية؛ فإن الشيء المؤكد أنه سيقاتل على كل كرة، فوق أرضية الملعب.

وأظهر سيماكان هذا الأمر في مباراة النصر وريو أفي؛ سواء في أدواره الدفاعية، أو عندما كان يقدم الزيادة الهجومية في الكرات الثابتة تحديدًا.

 ومع الأنباء القوية التي تؤكد حسم نادي النصر، التعاقد مع مدافع برشلونة إينيجو مارتينيز؛ فإنه على كل مشجع لقلعة العالمي، أن يتأكد بأن الخط الخلفي لفريقهم سيكون عبارة عن ثنائي مقاتل.

وأبرز ما يُميز إينيجو؛ هي قتاليته الكبيرة، بالإضافة إلى خبرته في التعود على أساليب اللعب المختلفة التي يطبقها المدربين.

وعندما كان هذا اللاعب ينشط مع أتلتيك بيلباو، كان ينفذ أسلوب التكتل الدفاعي بامتياز؛ أما بعدما ذهب إلى برشلونة، تعود سريعًا جدًا على أسلوب الدفاع المتقدم ومصيدة التسلل.

لذلك.. فإنه من المتوقع أن يشكل إينيجو مارتينيز - حال تمت صفقته رسميًا -، ثنائية رائعة مع سيماكان؛ الذي يواصل التأكيد من مباراة لأخرى، على أنه أحد مكاسب النصر القليلة من الموسم الماضي.