النصر ضد الوحدة | أن تهزم "ابنك" بسلاح الخدعة .. وعذرًا إيجالو أنت لست في الهلال!

عندما يكون الحارس عبد الله العويشير، الذي قضى سنوات في النصر، وعندما يقدم العويشير استبسالًا دفاعية، يمكن لكتّاب السيناريو أن يفسروه وكأنه رغبة ثأرية من أجل إثبات ذاته أمام الفريق الذي لم يمنحه فرصة كاملة لإثبات ذاته، كان لابد من حل خارج الصندوق.

هذا الحل قدمه بالفعل، الجناح البرازيلي أنجيلو جابرييل، في الدقيقة 41، فبينما كان الدفاع يحوم حول كريستيانو رونالدو، في انتظار إبعاد كرة عرضية قادمة من أنجيلو، كان البرازيلي يخطط لأمر آخر، وهو توجيه كرة تفاجأ العويشير بأنها تمر من فوقه وتعبر نحو الشباك، لتعلن على هدف للعالمي.

وبهذه الحيلة الرائعة، أعلن جابرييل، القادم من صفوف تشيلسي، عن أول أهدافه بقميص النصر، في ثاني مبارياته بدوري روشن السعودي، ورابع مباراة مع (فارس نجد) في مختلف المسابقات.

لا تنخدع كثيرًا بموقع الثنائي في الخطوط الدفاعية، فقد قدم الثنائي محمد سيماكان وسلطان الغنام، أداءً رائعًا أمام الوحدة، على المستويين الدفاعي والهجومي.

سيماكان الذي أثار انتقادات الجماهير النصراوية في مباراة الشرطة العراقي بالنخبة الآسيوية، بدا أكثر ثقة وتماسكًا، وكان يتوغل بشكل رائع بين الدفاعات النصراوية، بل وصنع واحدة من اللقطات المثيرة للجدل في اللقاء، بعدما قرر الحكم باستيان دانكيرت إلغاء ركلة جزاء للنصر في الدقيقة 29.

أما عن سلطان الغنام، فنحن لسنا بحاجة لمزيد من الحديث عن هذا اللاعب الذي ما إن انطلق موسم 2024-2025، حتى أثبت موقعه كلاعب لا غنى عنه في صفوف النصر، فهو ظهير أيمن يجيد التغطية ببراعة، ثم ينطلق ويغطي المساحة الهجومية بالتبادل مع أنجيلو جابرييل، ويرسل كرات عرضية، كما قدم بصمته في التسبب بركلة جزاء للنصر في الدقيقة 54، بعد شد قميصه أثناء محاولة تمرير الكرة داخل منطقة الجزاء.

إذا نظرت إلى سجل أرقام النيجيري أوديون إيجالو، مهاجم الوحدة، فإنه نجح في هز شباك النصر بـ6 أهداف في 8 مباريات، بواقع 7 أهداف بقميص الهلال وهدف بقميص الشباب، فضلًا عن تحقيق 5 انتصارات وتعادل وحيد وهزيمتين، قبل الخسارة الثالثة في مباراة اليوم.

الحقيقة المؤلمة أن إيجالو الذي توج هدافًا للدوري السعودي بموسم 2021-2022، بـ24 هدفًا مع الهلال والشباب، اختفى في مباراة النصر والوحدة، فلن نقول إنه لم يسجل أهدافًا فقط، بل إنه لم ينجح في تسديد أي كرة على مرمى الحارس بينتو.

وقدم إيجالو أرقامًا متواضعة في مباراة النصر، حيث حقق 6 تمريرات صحيحة من أصل 9، ولمس الكرة 15 مرة فقط، وحقق التحامًا واحدًا ناجحًا، بين 6 محاولات أرضية وهوائية، فيما فقد امتلك الكرة 6 مرات.

وترك إيجالو أخطر فرص الوحدة، من نصيب اللاعب باكونا، الذي سدد كرة خطيرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 48، قبل أن يتألق الحارس النصراوي بينتو في التصدي لها ببراعة.

GOAL

في ظل غياب البرازيلي أندرسون تاليسكا، قرر المدير الفني ستيفانو بيولي، الاعتماد على السنغالي ساديو ماني خلف كريستيانو رونالدو، وويسلي كجناح أيسر، وأنجيلو جابرييل في الجبهة اليمنى.

ورغم انطلاقاته ومحاولته لصنع الخطورة في الجبهة اليسرى، والتي قدم منها واحدة من أفضل لقطات المباراة، في الدقيقة 35 بتسديدة ارتطمت في القائم الأيمن، إلا أن الموهبة البرازيلية صاحب الـ20 عامًا، أثبت أنه لا يزال بحاجة لاكتساب الخبرة، وبات ذلك واضحًا في تأخر رد فعل اللاعب، في عدة لقطات، والذي جعل تحركاته - إلى حد كبير - مكشوفة أمام المدافع سعيد المولد، والحارس محمد العويشير.

بدا ذلك واضحًا في الدقيقة 16، من خلال ركلة ركنية نفذها أوتافيو، ليوجه لابورت كرة رأسية صدى لها حارس الوحدة، ثم عادت الكرة في محاولة أفسح رونالدو لها المجال، لتصل إلى ويسلي الذي تعامل معها برد فعل متأخر، ليسدد كرة عاود العويشير في التصدي لها.

أمام الشراسة الهجومية من قِبل لاعبي النصر، كان من الطبيعي أن تتقدم الخطوط الدفاعية للأمام، وهو الأمر الذي حاول استغلاله لاعبو الوحدة، إلا أن الحارس البرازيلي بينتو كان يلعب دور (الليبرو)، ببراعة، وكان أبرزها في الدقيقة 13، حيث نجح في إنقاذ فريقه من فرصة وحداوية في الانفراد بالكرة.

ولكن هذا الأمر يعد سلاحًا ذي حدين، ففي الدقيقة 69، كاد تقدم بينتو أن يكلف محاولة وحداوية لخطف الكرة، قبل أن يستعيد توازنه وينجح في تأمين خروج الكرة، مع منع المهاجم من انتزاعها.

ومن هذا المنطلق، يمكننا القول إن تقدم بينتو يحمل مجازفة قد لا تكون مفيدة للنصر، خاصة وأن اندفاعه تكرر بعد مباراة الحزم، التي شهدت خروج خاطئ من مرماه، كلف فريقه هدفًا، إلا أن القدر أنقذه بإلغاء الهدف الحزماوي في مباراة دور الـ32 من كأس خادم الحرمين الشريفين.