بعد 14 مباراة على رأس القيادة الفنية للنصر، اليوم يمكننا أن نقول أن المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي نجح في الوصول للتشكيلة المناسبة، الأمر ليس له علاقة بتحقيق الانتصار تلو الآخر، فقد حقق الفوز في عشر مباريات بالفعل، لكن بالمتعة الفنية على أرض الملعب كذلك والفوز دون عناء وتشتيت فني..
بيولي دخل مواجهة الليلة أمام الغرافة بطريقته المعتادة (4-2-3-1)، لكن الجديد - بعض الشيء - هو توظيف عدد من اللاعبين بالطريقة التي تخرج أفضل ما فيهم، وربما ساعده على ذلك أيضًا بعض الغيابات؛ التي أبرزها البرازيلي أندرسون تاليسكا.
غياب تاليسكا عن لقاء الليلة دفع بيولي للعب بالبرازيلي أنجيلو جابرييل في مركز الجناح الأيمن وعلى اليسار السنغالي ساديو ماني ومن أمامها البرتغالي كريستيانو رونالدو كمهاجم صريح.
لكن الخيار الأفضل كان في وسط الملعب، إذ قرر بيولي اللعب بثنائي ارتكاز الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والسعودي عبدالله الخيبري ومن أمامهما البرتغالي أوتافيو كصانع لعب، وهو الخيار الذي منح النصر الفوز في معركة وسط الملعب، كما أضفى تنوعًا رائعًا على الجانب الهجومي.
تلك الطريقة عادت بالنفع كذلك على المستوى الفردي لبروزو وأوتافيو، فتألق الأول على الجانبين الدفاعي والهجومي فصنع أكثر من فرصة خطيرة لزميله رونالدو في الشوط الأول لم ينجح في استغلالها، وبرز الأخير كذلك في تنوع اللعب مع ثلاثي المقدمة كريستيانو وماني وأنجيلو، بجانب أنها خلصت كل منهما من تضارب الأدوار في وسط الملعب عندما يلعبان بجوار بعضهما البعض.
هذه ليست المرة الأولى التي يعتمد بها ستيفانو بيولي على تلك التشكيلة في المقدمة، فقد فعل في ثلاث مباريات سابقة أمام الشباب والهلال في دوري روشن السعودي وأمام الاستقلال في النخبة الآسيوية، لكنه لم يثبت عليها ويلجأ لها في الظروف "الاضطرارية" فقط في ظل الغيابات، لكن ربما المستوى أمام الغرافة، يجعله يستقر عليها في قادم المباريات، إذا ما أراد الفوز والإمتاع الفني معًا.
ربما الهزيمة في المباراة الماضية أمام القادسية في الجولة الـ11 من دوري روشن السعودي هي ما دفعته للعب بهذه الطريقة الليلة، فرب ضارة نافعة!